أتنفــسُ وجــعي


كوثر وهبي - سوريا


أعيشُ بمعزلٍ عنك
عن صوتكَ المدوّي
 كصفيرٍ في البراري
عن صمتِ آثامي القاحلة
 داخل هالةٍ من السكون
أتنفسُ وجعي

كلما علا صخبُك، أزدادُ خمولاً
تقولُ: "خذي يديَّ هاتين
خلِّصيني من زحفِ ليليَ الحالك"
أنشحُ دمعاً مرَّاً.. ولا أقوى ..!
أنحني كغصنٍ أمام الريح
 ياصغيري: الحزنُ مكتوبٌ
والعمرُ غفلةُ بوحٍ ولمحةُ نور

أريدُ لثوبِ المحبةِ أن يتسعَ
هكذا كرداءِ الكونِ الشاسعِ
كغلالةٍ شفيفةٍ من النور
أريدُ لثوبِ الرحمةِ أن يتمددَ
أن يحتوي قامةَ حزنيَ البدين
حزنٌ.. يلوكُ جسدي
وجعاً.. وجعاً ..
ينتفخُ كدمعةٍ حبلى بالعويل..
أريدُ لـ يدي أن تستحيلَ بحراً
يحملُ قاربَ نجاةٍ
لطوفاننا الأخير  
أن نخرجَ من ملحِ دمنا
 سالمَين من النشيج
ربما عندها
قد تستريحُ الحياة.

 

تعليق عبر الفيس بوك