وصيتي للحـــب


حنين الصايغ - لبنان

 

لست ممن يئنون ويتأففون ويصرخون
مهما بلغ بهم الألم
قصيدتي هي الصرخة المكتومة
التي أطلقها... أحيانا
أنا أصرخ بأصابعي يا حبيبي
وبها أيضا أفقأ عيون الخوف
أصابعي المرتجفة التي تمسح
العرق البارد من فوق جبينك
في الظلام...

أقترب منك بطمأنينة قطة
تركض إلى الطفل الوحيد
في غرفة مليئة بالبالغين.

كانت قد خذلتني اللغة مرارا
فتعلمت الركض
الركض هربا من تلك اللعنة...
لعنة أن نشرح أنفسنا من جديد
بلسان واحد وأبجدية ضيقة
لأشخاص كل ما بهم صغير
إلا غرورهم...

أسمعهم يتحدثون عن الحرية
وكأنهم خبروها
وينشدون الشعر وكأنهم يصدقونه..

أيتها القطط الشاردة
لم يعد هناك من أطفال بين البالغين
أنا فقط نجوت من مجزرة الأنا
ووجدت طفلي
وأوجدني..

أيتها الأبجدية الضيقة
لم يعد يلزمني الشرح
بإمكانك الآن أن تصبحي صرخة فقط...

أيها الحب الذي تكوّن داخل رحمي
سأهبك كل عمري من دون مقابل
ولكني أوصيك فقط
بأصابعي
وجبين حبيبي..
.................................
* شاعرة من لبنان صدر لها ديوان ‘‘فليكن’’..

 

تعليق عبر الفيس بوك