أولِ السطرِ

منال مطاوع - مصر


أكتبُ على أولِ السطرِ ”أُحبُّكَ“
ثم أطوي الورقةَ سريعًا قبل أن يستدرجني الهامش ويبعثرُ دمعي لومًا لك
الدمع حبرٌ سريٌّ.. يخفي المشاعرَ العظيمةَ ويمتنعُ عن البوحِ بها
وقد يتنكّرُ في زِيّ أحرفٍ كاذبةٍ.. تضعُ قناعًا أنيقًا وتبعد بكل ما أوتيَت من بُهتانٍ عن المشاعرِ الحقيقيةِ
تلك التي لو كُتِبَت.. قد تكدِّرُ أمنَ الكبرياءِ العامِ
ولهذا..
كلما استفحلَ وَجعي ..
كسرتُ القلمَ .. وبكيتُك!

أتعلم؟
أصبحتُ مشهورةً بتصوير اللقطاتِ الغيرِ مكتملة
ولهذا..
كل الصور التي أتميَّزُ بالتقاطها تتجمدُ على ”أولِ السطر“
مثل هذه..
أُسلِّطُ الضوءَ على كلمةِ ”أُحبُّكَ“ وأضعُ جوارها وردةً، وفنجانَ قهوةٍ لا أشربه أبدًا.. أنا لا أحب القهوة.. ولكنك تحبها
وهذا كافٍ لأن تكون الصورةَ أجذب.. وأكـذب.

لحظة..
لديّ برواز قيّم يليق بتلك اللقطة
اخترته بعناية.. أطرافه بارزة ومزركشة
قال لي البائعُ أنه صُنِع خِصيصًا ليُغطِّي خزنةً سِريةً ورائه..
تلك الخزنة تكفي لأن أخبِّئ فيها كل هوامشي النفيسة.

وأخيرًا..
”أُحبُّكَ“ استقامت في بروازِها الأنيقِ على الجدار..
ولم أغفل أن أعلقها في ركنٍ ملفتٍ للقلوب.

الجميع الآن يراك جميلًا..
كل العيون تلمع وهي تقرأك،
ولا أحد يسمع شهيقي المكتوم المختبئ خلفك... سواي.

 

تعليق عبر الفيس بوك