جيد أننا نجـونا من الحـب!!


فاتن باكير - سوريا


كل صباح أمسح ما علق بي من تعب من اليوم الفائت
وأجاهد ألا أتذكر ما حصل فعلاً
لأن أبغض الصباحات هي المسورةّ بالحزن
حيث لا يمكنني الفكاك من بؤس اللحظة
ألا أحدق بسقف الغرفة بعينين مطوقتين بالتساؤلات المرةّ عن إمكانية الفوز بابتسامة أو لحظة حب خارجة عن المألوف
أو خبر بعيد يعيد إليّ ما ذهب
ومن الأجدى أن تكون أمي - لأنها الوحيدة - القادرة على تغيير يومي بإشارة من إصبعها
الشيء الذي عجزت أنت عن فعله

في غيابك يتسنى لي كتابة ما يحلو لي
لأنك لا تؤمن بما أحبه
وإن آمنت فسيكون في سياق اتقاء غضبي
أو حزني
لا يهم .. لم يعد هناك ما يهم!!
ما دمت بعيداً كل تلك المسافة
لن ترى أبعد من طرف ثوبي وهو يجرجر خيبتي بك

أبرع بأكثر الأشياء انطفاءً وهي تأمل ما خلفته الحرب
وستدهش حين أخبرك أنها تركت أثراً جميلاً رغم بلائها
فلولا الحرب ما كان للوقت ثمن
ولا للحب مقدار
فنحن حين أفترقنا عرفنا قيمة اللحظة
وتركناها تنجو من الموت
فبيتك الآن يسكنه عاشقان يضيئان ليل الوحدة بقبلاتهما
وتتثاثر ضحكاتهما من سريرك
وحين يستفيقان في الصباح تعبق رائحتنا معاً

جيد أننا نجونا من الحب
لأنه ليس من عادتنا النظر الى بعضنا للتأكد من أننا سعيدان
فقد تضيع الابتسامة حين نلاحقها عمداً
وسيكون علينا أن نحسن التصرف

 

تعليق عبر الفيس بوك