بي هالةٌ من نفثةِ النُّورِ


د. صالح الفهدي – سلطنة عُمان


أَسَرَّكَ مسرى العقلِ إنْ كانَ هاديا/
يَدُبُّ الخطى بينَ المفازاتِ ساريا
//
فَيَسْلُكُ دَرْبًا في الهضابِ وتارةً/
يخُبُّ جيادَ الوجدِ يطوي الفيافيا
//
بلى سرَّني أنِّي على العقلِ عاطفٌ/
بمنحدَرٍ، لكنْ زممتُ قياديا
//
وبي هالةٌ من نفثةِ النُّورِ حيثما/
أُيمِّمُ تغنيني، كفاها مباديا
//
فيهجرني مَنْ ضاقَ بالصَّدْرِ صبرُهُ/
وقد ظنَّ أنِّي قد سَفِهْتُ المراميا
//
وما بيَ من سَفَهٍ، ولا بِيْ شنيئةٌ /
ولكنْ أَبَيْتُ العقلَ أنْ سارَ حانيا
//
يُضَلَّلُ مِنْ هذا بِغَثٍّ، ويهتدي/
بذاكَ، ولا يدري العدوَّ المُدَاجِيا
//
فأُوقدُ مصباحًا إذا جُهمةٌ بَدَتْ/
كأسدافِ ليلٍ تَسْتَزِلُّ المساعيا
//
يضيقُ النُّهى مِنْ كلِّ خاوٍ مُتَبِّعٍ/
خُطاهُ بلا عَيْنٍ لِمَنْ كَانَ مَاشِيا

وَيَكْرَهُ أَنْ يَقْضي سحابةَ دهرِهِ/
ضليلَ معانٍ في المتاهاتِ خاويا
//
رضيتُ بهِ عقلاً مِنَ اللهِ نورُهُ/
يُنِيرُ الفِجَاجَ السَّامياتِ المعاليا
//
فما المرءُ دونَ العقلِ إلاَّ شَهِيَّةٌ /
تروحُ وتغدو في الزَّمانِ كما هيا..!

 

تعليق عبر الفيس بوك