قراءة في غلاف "همس بين غيمتين"


محمود حجازى - مصر


بما إننا أمام شاعرة خطت الديوان بجوارحها وفنانة رسمت الغلاف بإحساسها أصبحنا أمام لوحة فنية مزجت بين الواقع والخيال بشكل واع  وراقٍ جدا .
لقد نجح مصمم الغلاف في توظيف الألوان لموافقتها لترتيب الأفكار فى الديوان فنرى أن الحقيقة تتمثل فى وجه المرأة التى أخذت ملامح الملكات، فعنقها الذى يعانق السماء ونظرة عينيها التى تخترق الغيمات وما تركه تأثير الزمن على وجهها من آثار هذه الغيمات  فتنتصر لها هذه النظرة.
أما عن الألوان فهى على شكل خصلات مبعثرة نظرا لحالة الغيوم التى تحيط بالشاعرة لهذا بدأت باللون الأزرق حول وجهها وهو يمثل لون السماء والبحر فمزجت بين جمالين عميقين لهما شموخ السماء وعمق البحر، ثم جاء اللون الأسود الذى يوحى بالحزن الذى اعتلاها بواسطة اللون الأحمر على هيئة فرح غير منتظم محاط بالأسود الذى يقتل حالة الفرح كما نلاحظ انتشار اللون الأسود الذى يرمز إلى عنوان الديوان الغيمة التى أحاطت بذات الشاعرة.
وسط كل هذا هناك إبداع ما بعده إبداع يتمثل فى الزينة التى تحلت بها فتاة الغلاف وهو القرط الأبيض، فإن كان الحلي يضيف بريقا للمرأة فإن الصفاء يرقى بها إلى عالم الصفوة.
كذلك القلب الذى احتفظ بنقائه برغم ما صادفها من أحزان ويتخلل اللوحة مزجا بين الحزن والصفاء متمثلا فى اللون المووڤ وهو دلالة على تأرجحها بين الخيال والواقع وإن كانت تميل للخيال أكثر ربما لأنها ترى فيه صفاء يشبه قلبها.
وفي الأخير هذه لوحة ناطقة بكل المقاييس فتحية للمعانى السامية.

 

تعليق عبر الفيس بوك