أسباب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران

عواصم- الوكالات

قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. وقال إن الاتفاق النووي كان لمصلحة إيران ولم يحقق السلم.

وأضاف ترامب خلال خطاب من البيت الأبيض، أن النظام الإيراني يشعل الصراعات في الشرق الأوسط ويدعم المنظمات الإرهابية.

وأكد ترمب أن الاتفاق فشل في السيطرة على نشاط إيران في تطوير الأسلحة الباليستية. ولفت إلى أن ما حصل من المعاناة والموت والدمار كان بسبب إيران.

وشدد الرئيس الأميركي على أن واشنطن لن تسمح لمن يهتف بـ "الموت لأميركا" بالحصول على سلاح نووي.

وكان الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران به العديد من الثغرات دون علاج، لعل أبرزها الصواريخ الباليستية التي عملت طهران على تطويرها واختبارها بصورة لافتة بعد توقيع الاتفاق.

ومنذ توليه السلطة في الولايات المتحدة عام 2016، هدد ترمب بتمزيق الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 لعدة أسباب، منها عدم تطرقه لمسألة الصواريخ الباليستية، رغم أنها تشكل تهديدا مماثلا للأسلحة النووية.

وبحسب تقرير نشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الآونة الأخيرة في لندن، فإن إيران تطور حاليا نحو 12 نوعا من الصواريخ الباليستية البالغ مداها ما بين 200-2000 كلم، ويمكن أن تزود بشحنات يتراوح وزنها ما بين 450 و1200 كلغ.

واعتبارا من عام 2006، فرض مجلس الأمن الدولي عبر سلسلة قرارات إجراءات عقابية لعرقلة هذه البرامج خشية ألا تستخدم لتطوير رؤوس نووية.

وفي محاولة لتوضيح هذا الملف المعقد، شرح الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، كليمان تيرم، في تقريره مكانة الصواريخ وأسبابها التاريخية، وفقا لما نقلته وكالة "فرانس برس".

وتشكل الصواريخ الباليستية أبرز وسيلة ردع في العقيدة العسكرية التي تقدمها طهران على أنها دفاعية، لكن القوى الإقليمية المنافسة لإيران تعتبر البرنامج الباليستي "هجوميا" (التي تعتبر البرنامج الباليستي الإيراني تهديدا لأمنها).

من جهتهم، يعبر الغربيون عن قلقهم إزاء استمرار برنامج باليستي في موازاة برنامج للاستقلالية النووية، بسبب احتمال أن تستخدم إيران هذه الصواريخ الباليستية على المدى الطويل لأهداف مرتبطة بالاستخدام النووي العسكري.

والأولوية المعطاة لهذا البرنامج من قبل إيران تفسر أولا عبر خبرة حرب المدن خلال حرب الخليج الأولى (1980-1988) بين العراق وإيران.

وأدرجت طهران برنامجها الباليستي في إطار سياسة ردع، لا سيما تحسبا لفرضية تدخل عسكري ضد منشآتها النووية. ويصب شراء أنظمة صواريخ روسية من نوع إس-300 في هذا الإطار.

كما تندرج رغبة إيران في تطوير قدرات تكنولوجية باليستية في إطار أوسع لسياسة الكفاية الذاتية، التي تعتمدها طهران للحد من أي اعتماد محتمل على الخارج.

تعليق عبر الفيس بوك