برقّةِ ثلجٍ أتكلّم وأبتسمُ كشمس


زهير بهنام بردى - العراق


أخططّ انتظاراً بالابيض في الطينِ، وأحلمُ بسببِ لألوّحَ بقلق كالفراشاتِ. وأبتكرَ مشاهدَ لا تسرّني أمامَ التلفزيون، أرسمُ جسراً لأبحثَ عن ماءٍ، أضعتُه في جرّة كسرَتْها جدّتي في الطريقِ إلى حشدِ آلهةٍ يتمشونَ في الطريق، يحملون أحداً ماتَ. يتذّكرُ تماماً حياتَه, عدتُ مهتمّاً بدورٍ جديدٍ سأوصدُ عيني وفي فمي تابوتٌ مرتبكٌ. يطلبُ قماشاً أخرَ لجثّةٍ ترتجفُ من البردِ.
.....................
أمشي برفقتي أنظرْ ورائي أخرجُ منّي. وحدي تماماً لأولِ مرّةٍ أشعرُ بجسدي معي من عهدِ بعيد, صرتُ انكسرُ في كلامي الجميل. أستعمل نهاري كثيراً رغمَ أنَّ بعضَ الفصول خضراء. أمامَ البابِ أضعُ الظلَّ في فمي. وأستقبلُ أبرَ الثلجِ الساقطةِ كوبرٍ امامي
................
تمرُّ بشكلٍ  سريع كائناتٌ. تذهب وتجيءُ تلمسَني. تترك أثراً. خرساءَ تكتبُ بأصواتٍ كلاماً يشبهُ خيوطً عنكبوتٍ, تمشي في جسدي, أحسُ برملٍ ساخنٍ أسمعهُ في نظرةِ عيني .إنّهم يعبرونَ ظلّي, ويلتقطونَ لهاثي الصاعد إلى الغيم.
......................
كنتُ رقيقاً كثيراً ذلك المساء, أتدَحرجُ من الحيطان بسببِ نظرةٍ زهور في أصص ِشبّاك معتم، شمالَ القلعة الحجرية أبتسمُ. طاولةٌ عاريةُ تتقدَّمُ نحوي، تحملُ في يديها صحنَ حساءِ، وغزلان تمرح في ثلجِ كانون, بقعٌ حمراء من كلامِ هُدهد، ينقشُ  نهاراتٍي السريّة بطراوةِ ريشٍ مبلّل بأصٍ حجري وسنديانة فخار بكتاباتٍ تلمسُ بابَ البيتِ فيضيء.
.....................
قبالةَ لعبةٍ تخاصمني، أجرّبُ نظرةً  تلمس العابرينَ الى ظلِّ المصابيح، بصري يلبس النظاراتِ هذا الفجر، ناصعاً برائحتِه وحديثهِ في شاشةٍ فارغةٍ، وبزّةٍ سوداء مخطّطةٍ بالهةٍ ربطة عنقهم عيون عميان وتعويذة مجنون في بضعة أوراق. مرايا بعد الحرب تأخذني الى غرفتها وتبدأُ بهذيان ثعبان .يسقطُ النهارٌ في حضنِ الذكرياتِ البيضاء. حقّا إِنها لحياةٍ صعبةٍ قبالة ما نجمعُه من شرودِنا المسكين.
.................
ساتابعُ الوصولَ الى نظري. آخذَ الماءَ في نزهةٍ. وأضجرُ. أرميهِ في رملِ الصحراءِ. يلوذ بغيمةٍ . تتبعثرُ فيها الكائناتُ , كلماتٍ تعيدُ إبتكارَ المنفى.  يمشي المكانُ من مكانهِ. لا تنظرْ الى السماء. تركيبٌ أخرَ منّي أرسلتُ حياتي طبعاً لتعيشَ مكانها. حدّقْ إلى أشياءٍ جديدةٍ أمامك. مكانك وصلَ إليك.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
غرفة بضجيح ناعم. ترسمه يد كأنها قمح في منخل تنور الفجر .قبل أن يمدَّ النهار عصاه الطويلة ويعبث برماد الإصغاء الثمل لصمت المصعد الكهربائي يرجُّ الليل في تفكّك وهم يستيقظ أكثر غموضا من موسيقى نوتي يمشي فوق الماء .النومُ يصيحُ عتيقا وأنت وأنا ونحن. نسمعُ رغبات الريح أكثر أناقةً من فرشاة رسّام أتعبه الموديل فنام وهو يحلق لحية الساعة العاطلة. وينير ستارة الزنبق في جنائن فندق شناشيل. ينتبه القمرُ البارد هذه المرة إنه أصغر من الرثاء. وإنَّ يوسف ما زال يرزمُ حقائبَ السفر في البئر وأنَّ سرَّ الليل وقع منّي في سلّةِ آله. كان يمرُّ مسرعا بإتجاه صورة كانَ بحاجةٍ الى الضوءِ فيها ليمشي مكسوراً كالغيم وأنّ الثعبان يصفرُ في حالةِ حبٍّ يتأمله. وأنَّ الموتى الليلة خلف النافذة يستلقون على أريكة الاستقبال ويستمعونَ بشغفٍ الى بياض ملوحة نساء, يخرجنَ من نصوصنا بعد العاشرة رجالا وينتظرون المصابين برائحةِ الخمر. وأنَّ الابتسامات تبحثُ عن نوافذ هجرها االيل الثاني بعد الالف. من منشورٍ سرّي داخلي ذهبَ ليجلب أسماءنا من محطّة توزيع الجسد في الجيل القادم من جيناتٍ لا تستدل سوى على بقايانا المتأخرة المرمية. في سيرةِ أنسان أعمى في مصحات ككلمة. فيا رياض وانا ونحن لم يتبق منّا نحن كرجلٍ مصاب بالضوءِ إلا هذا الطقس الممتلئ بزقزقة دولاب النوء في أعشاش رائحةِ عبق موسيقى نصف الليل والعصافير التي فاتها الجنون فعبرت من تحت تلك الذكرى ونحن نذرف البصر ونحتفظ ببلوغنا سن الهواء في ماضي الأحياء.

 

تعليق عبر الفيس بوك