"مصفاة الدقم".. آمال وطموحات

 

فايزة الكلبانية

 

"مصفاة النفط بالدقم".. علامة استثمارية بارزة في الطريق بشراكة عمانية كويتية لتطوير مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيميائية. ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة التشغيلية للمصفاة في 2020 وتعتمد على مزيج من خامي عمان والكويت بالتساوي، حيث شهدت المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في 26 أبريل الماضي وضع حجر الأساس لمشروع مصفاة الدقم ـ ثاني أكبر المشاريع بالمنطقة بعد ميناء الدقم ـ والمتوقع الانتهاء منه بعد 42 شهراً من تاريخ بدء وضع حجر الأساس، والذي سيشيد على مساحة تقدر بـ900 هكتار وبتكلفة تقارب 5.5 مليار دولار. ومع بدء عمليات تشغيل مصفاة الدقم ستبلغ الطاقة التكريرية 230 ألف برميل يوميا من النفط الخام وستعمل على إنتاج عدد من المنتجات الرئيسية بالمصفاة وهي الديزل ووقود الطائرات إضافة إلى النافثا وغاز البترول المسال.

 

آمال وطموحات كبيرة ترسم للاستفادة من مشروع مصفاة الدقم وأهمها توظيف عدد من الباحثين عن عمل، وإنعاش الحركة الاقتصادية والاستثمارية لما تتمتع به من امتيازات المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم عامة، ومصفاة النفط خاصة، وذلك نظرا لما تتمتع به المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من المزايا، والجميل ما تنفرد به من حوافز استثمارية وإعفاءات ضريبية منافسة تتمتع بها، وغيرها من الامتيازات مثل قربها من الأسواق الاستهلاكية والاقتصادية الآسيوية، كما تتمتع المنطقة بنفاذيتها للأسواق الخليجية والعربية والأسواق العالمية كما جاء في تصاريح عدد من المسؤولين عن المنطقة.

إنّ المزايا التي منحت للهيئة بالدقم مبشرة، فجميع أنواع الأعمال والاستثمارات معفاة من الضرائب بموجب المرسوم السلطاني، ويمكن للمستثمر الأجنبي أن ينقل أو ينشئ مشاريعه في المنطقة دون أن يكون له شريك محلي، ومن هذا المنطلق لابد من زيادة التوعية والترويج والتسويق من قبل الجهات المختصة ومضاعفة الجهود لإيصال صوت (سلطنة عمان) لكافه دول العالم، وتشجيع القطاع الخاص ليخطو خطواته للعمل الجاد على للاستثمار في الدقم كونها منطقة واعدة، بعد أن كانت لا تتوفر بها المرافق والخدمات والإنارة على أقل مثال، ها هي اليوم تستعد لتكون علامة تجارية بارزة يشار إليها بالبنان، فاتحة مساحتها لإنعاش الحركة التجارية والاقتصادية فيها.

والشيء بالشيء يذكر فاليوم نجد أن البعض من شبابنا العماني يرفض فرص العمل التي تعرض له في المشاريع الاقتصادية بالدقم، متعذرا بالبعد والمسافة، متناسيا أن هذه المنطقة قد تغيرت مما كانت عليه سابقا، ولتعج الآن بالمشاريع الفريدة والعملاقة، وأصبحت واجهة عالمية وليس محلية فقط، والمستقبل يبدأ من هناك، وحالها حال الموظفين في مناطق الامتياز النفطية وحقول النفط أو أولئك الذين يعملون في الشمال أو الجنوب وتترتب آليات العمل اليومي وما يحتويه من امتيازات وعلاوات فنية وترفيهية، هناك تجد لك عالما وحياة أعشق تفاصيلها فعلا.

 

 

كما أنّ لحسن الجوار وتعزيز العلاقات العمانية الكويتية اقتصاديًا من خلال هذه الشراكات الاستثمارية دور هام وحيوي في تعزيز الإمدادات النفطية في المنطقة، ونظل نذكر بأنّ السلطنة قادرة على توظيف ما تمتاز به من حوافز أمنية واستقرار سياسي وعلاقات حسن جوار وموقع جغرافي استراتيجي لإنعاش الحركة الاقتصادية وتعزيز أداء الاستثمار والحركة التجارية في المنطقة بشكل أكبر.

وعلى الصعيد السياحي الآخر هي واجهة للسياح والاستمتاع بالهدوء والطبيعة والرياضة الرملية، والجو العليل حيث تمتاز بالطقس الاستثنائي الذي يضفي على جمالها جمالا سياحيا آخر نتيجة لتأثر المنطقة بالرياح الموسمية من شهر يونيو تقريبا إلى نهاية سبتمبر من كل عام. فمن هنا نجد للدقم حياة جديدة لو أحسنا استغلالها وتوظيفها لكان لها إسهامها البارز في النمو الاقتصادي للبلاد، ونعول الشيء الكثير على مشروع مصفاة الدقم سواء في توظيف الباحثين عن عمل، أو المساهمة في الناتج المحلي وإنعاش الحركة الاقتصادية بالدقم، والتي بدأت ملامحها في السنوات الأخيرة الماضية، لما بها من مشاريع استثمارية كالفنادق والمنتجعات السياحية والمرافق الخدمية والترفيهية والقرى السكنية للقاطنين في المنطقة وزوارها من الخارج.

Faiza@alroya.info