الشَّرِيْفَ هو الغَنيُّ بِنَفْسِهِ

د. صالح الفهدي – سلطنة عمان


المَرْءُ يَكْتُبُ حَرْفَهُ بِمِدَادِهِ
ويَصُوغُ ما يَطويهِ طَوْعَ مُرَادِهِ
//
فإذا أقامَ الحَرْفَ في بُنْيَانِهِ
كالطَّودِ يَسْمُقُ في عَلِيِّ نِجَادِهِ
//
أَلْفَى مَواطِنَ عِزِّهِ في ذَرْوَةٍ
يُغْنِيْهِ فيها الكَسْبُ مِنْ قُصَّادِهِ
//
ويَرُومُ مَطْمَحَهُ كَمَا الجاني الَّذي
طَعِمَ القَطَائِفَ ذَاتَ فَجْرِ حَصَادِهِ
//
وإِذَا تَرَدَّى خَبْطَ نَزْوَتِهِ غَدَا
كَبِدًا يَلُوثُ بَيَاضَهُ بِسَوَادِهِ
//
إنِّي شَهِدْتُ معادِنَ الأقوامِ في
سَطْرٍ بَدَا الإنسانُ في استشهادِهِ
//
قد قيل "أنَّ المَرْءَ تَحْتَ لِسَانِهِ"
فَفَسادُهُ فِيْهِ، وَوَحْيُ رَشَادِهِ
//
أَوَلَمْ يَرَ الكُتَّابُ شعلةَ حَرْفِهِمْ
تَهْدِ السَّرِيَّ إلى وَضَيءِ مُرادِهِ
//
أَوْ يَلْذَعِ الأَكْبَادَ جَمْرُ لَهِيِبِهِ
إِنْ فَارَ شَرًّا مِنْ جَوَى أَحْقَادِهِ
//
مَلأَ الصَّحِيْفَةَ، أَيُّ حِبرٍ أُشْرِبَتْ
شوهاءَ صَيَّرَها بِمَقْتِ مِدادِهِ
/
وَغَدًا يَراها حِيْنَ تُعْرَضُ جَهْرَةً
مَبْسُوطَةً، سَوْدَاءَ باسْتِبْدَادِهِ..!
//
وهناكَ يعلمُ – بعدَ فَوْتِ ملامةٍ -
ما صُمَّتِ الآذانُ مِنْ تردادِهِ
//
إنَّ الشَّرِيْفَ هو الغَنيُّ بِنَفْسِهِ
يُؤْتِي المَكَارِمَ مِنْ فُيُوضِ وِدَادِهِ
//
أَمَّا اللَّئيمُ فَمَنْ أَتَاحَ قِيَادَهُ
أَيدي اللِّئَامِ، فَذُلَّ بِاسْتِعْبَادِهِ!
 //
فَاخْتَرْ لنفسِكَ أحرُفًا ترقى بها
يومَ الزِّحامِ، نجَوْتَ مِنْ أصفادِهِ

تعليق عبر الفيس بوك