السلطنة توقع مذكرة تفاهم مع زنجبار لحفظ ورقمنة وتبادل نسخ من الوثائق التاريخية

...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ الضوياني: الوثائق والأرشيفات الوطنية تحفظ التاريخ والتراث وتبرز معالم حضارة الأمم

◄ كومبو: إنجاز "رقمنة الوثائق" خلال عام.. وتحديث "بيت العجائب" يستغرق عامين

الرؤية - مدرين المكتومية

وقَّعت السلطنة وزنجبار مذكرة تفاهم في مجال الوثائق والمحفوظات لحفظ ورقمنة وتبادل نسخ من الوثائق التاريخية، بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وحكومة زنجبار. وقع المذكرة من الجانب العماني سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ومن الجانب الزنجباري معالي محمود بن ثابت كومبو وزير الإعلام والسياحة والتراث بحكومة زنجبار.

جاء ذلك خلال زيارة معالي الوزير الزنجباري والوفد المرافق له إلى السلطنة. وتأتي هذه المذكرة انطلاقا من العلاقات المتميزة بين سلطنة عمان وجمهورية تنزانيا، ورغبة من البلدين في تعزيز وتطوير التعاون بينهما في مجالات الوثائق والمحفوظات؛ وذلك على أساس مبدأ المصالح المتبادلة. وشملت مذكرة التفاهم عمليات حفظ وترميم كل المخزون الوثائقي في زنجبار الموجود في الأرشيفات، وتحويلها من وثائق ورقية إلى وثائق رقمية، وتوفر شروط تبادل نسخ الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالعلاقات التاريخية بين زنجبار وعُمان، والشؤون المتعلقة بها، كما تعمل على تشجيع تبادل الدورات التدريبية وزيارات الخبراء والبحوث العلمية، إضافة للتعاون والتنسيق في كل ما يتعلق بنشاطاتهما مع الهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بالأرشيف.

وإلى جانب حفظ وترميم المخزون الوثائقي الموجود في حوزة الأرشيفات في زنجبار، سوف تعمل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على تقديم المساعدة والدعم لحكومة زنجبار في حفظ الوثائق الورقية بصورة رقمية، ومن أجل القيام بالحفظ الرقمي سوف تساعد الهيئة على إجراء المسح الضوئي ورقمنة الوثائق الأرشيفية، وحفظها في أقراص مضغوطة كوسيلة للحفظ وتوسيع إمكانية الحصول عليها من قبل المجتمع. فيما ستوفر الهيئة لزنجبار الأدوات المطلوبة والتقنية الملائمة من أجل تطوير القدرات التقنية للحفظ الرقمي، وستعمل الهيئة على توفير نسخ مصونة من الوثائق الأرشيفية المتعلقة بزنجبار، إضافة لحفظ مخزون الوثائق المتأثرة الموجودة في الأرشيفات. وسوف تقوم الهيئة بتوفير مواد وأجهزة الحفظ، إضافة إلى ترميم وصيانة وثائق زنجبار المتأثرة والتالفة، وحفظ المخزون الوثائقي بشكل عام، كما ستوفر الهيئة التدريب والتقنية ذات الصلة التي تؤدي لإيجاد البنية الأساسية اللازمة والخدمات الضرورية لضمان الحفظ المستديم والطويل المدى للمخزون الوثائقي بزنجبار.

من جانبها، ستعمل حكومة زنجبار على نسخ الوثائق التراثية والمخطوطات؛ حيث ستقوم بتبادل نسخ من المخزون الوثائقي والمخطوطات حسب الضوابط المنصوص عليها في المذكرة المتعلقة بالعلاقات الزنجبارية العمانية التاريخية، والتي سوف يتم تملكها واستخدامها وفقا لأحكام مذكرة التفاهم. وسيقوم الطرفان على نسخ المخزون الوثائقي والمخطوطات المتعلقة بعُمان وزنجبار؛ حيث سيتيح استخدامها للأغراض العلمية والبحثية بما في ذلك المعارض التعليمية في عمان والخارج.

وقال معالي محمود بن ثابت كومبو وزير الإعلام والسياحة والتراث بحكومة زنجبار: إن قطاع الوثائق مدرج في حقل التعاون بين البلدين الشقيقين، وهذه الشراكة آخذة في التعمق مع توفر شروط النجاح للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين. وهنأ معاليه حكومة السلطنة على المستوى الكبير الذي وصلت إليه الهيئة في سبيل حفظ الوثائق والمحفوظات والاهتمام بالتاريخ العماني، مشيدا بالدور الكبير التي تقوم به الهيئة في هذا الإطار. وأشار إلى التقدم الكبير الذي يلمسه في الهيئة ومدى اهتمامها بحفظ الوثائق والمحفوظات والنشاط الفعّال الذي تقوم به الهيئة على المستوى الداخلي والخارجي. وأكد الوزير أهمية علاقات التعاون التي من المؤمل أنها ستتقدم بعد توقيع مذكرة التفاهم، وتترجم إلى تبادل الخبرات والزيارات وإقامة الندوات والمعارض المشتركة. وتابع القول: إن التاريخ المكتوب والمحفوظات والصور تمثل توثيقا للعلاقات الأخوية العمانية الزنجبارية لأكثر من 250 سنة، على الرغم من أن العلاقات التاريخية بين البلدين تعود جذورها لأكثر من 1000 عام. وأشاد بدور مذكرة التفاهم في تعزيز تبادل المعلومات الأرشيفية، مع الوضع في الاعتبار أن زنجبار كانت فيما سبق عاصمة للإمبراطورية العمانية. وأوضح أن مذكرة التفاهم تهدف إلى إتاحة الفرصة للاطلاع على التجربة المتقدمة لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في مجال رقمنة الوثائق والمحفوظات، والتي ستسهم في حفظ هذا التاريخ المشترك لفترات طويلة ونقله للأجيال القادمة. وزاد أن من الأهداف الرئيسية لمذكرة التفاهم مناقشة مشروع ترميم وتحديث "بيت العجائب" الذي يجسد مرحلة طويلة من التاريخ المشترك بين عُمان وزنجبار، والذي بناه السلطان السيد برغش بن سعيد؛ حيث سيمنح هذه المشروع عمرا جديدا له لتشاهده الأجيال المقبلة. وأكد أن من بين أهداف المذكرة تعزيز السياحة الثقافية لمتحف بيت الساحل، والذي كان بيتا لعدد تسعة سلاطين عمانيين، مشيرا إلى أن من المتوقع أن يستغرق مشروع رقمنة الوثائق والمحفوظات في الأرشيف الزنجباري الوطني قرابة السنة، بينما يتطلب مشروع تحديث بيت العجائب حوالي سنتين.

وكان سعادة الدكتور رئيس الهيئة، قد استقبل بمكتبه معالي محمود بن ثابت كومبو وزير الإعلام والسياحة والتراث بحكومة زنجبار، والوفد المرافق له، في بداية زيارتهم للهيئة. واستعرض سعادة الدكتور رئيس الهيئة أهمية إيلاء الاهتمام بدور الوثائق والأرشيفات الوطنية في حفظ التاريخ والتراث الوطني والمحافظة عليه، مشيرا إلى أن ذلك أمر تسعى الأمم من خلاله لإبراز معالم حضارتها وتاريخها المجيد، فضلا عن أهمية إدارة الوثائق والمحفوظات وفق النُظم الحديثة وبموصفات ومقايس عالمية. وأكد سعادته الدور الحيوي لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في تعريف المجتمع المحلي والدولي بالتاريخ العماني التليد، وإسهامات الهيئة في الجوانب التاريخية والحضارية للسلطنة من خلال إقامة المعارض الوثائقية والندوات المحلية والدولية، كما تحدث سعادة الدكتور حول أهمية توطيد العلاقات الثنائية في مجال الوثائق والمحفوظات، والذي يعزز تبادل الخبرات والزيارات بين الطرفين في هذا المجال.

إلى ذلك، اطلع معالي الوزير الزنجباري على تجربة السلطنة في مجال الوثائق والمحفوظات، من خلال عروض مرئية قدمت له للتعريف بأنشطة الهيئة وأعمالها المختلفة. وأبرز العرض الأول الهيئة وأهم أهدافها والاختصاصات والأعمال التي تقوم بها، وكذلك تقديم نبذة شاملة عن نظام إدارة الوثائق والمحفوظات الذي تعمل عليه الهيئة في الجهات الخاضعة لقانون الوثائق والمحفوظات. كما تم تقديم عرض آخر حول مشروع نظام إدارة الوثائق الإلكترونية والمراسلات، والذي انطلق في 2013، والمتمثل في زيادة كفاءة وفعالية المؤسسات الحكومية في إدارتها للمستندات والوثائق الإلكترونية (EDRMS)، وفي تقديم خدماتها لأفراد المجتمع من خلال استغلال تقنية المعلومات، كما قدم للضيف عرضا حول إدارة المنظومة الداخلية للهيئة والتخزين الإلكتروني وطرق وآليات أتاحت الوثائق إلكترونيا، والخطوات التي تعمل بها الهيئة إلكترونيا في مختلف التقسيمات.

يُشار إلى أن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أصدرت كتاب "الأوسمة والنياشين والميداليات في سلطنتي عُمان وزنجبار؛، وذلك ضمن أصدرت الهيئة في الجزء الثالث عشر من سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية، والذي يبرز جانباً من الجوانب الحضارية والتاريخية لمسيرة عمان والعمانيين عبر مختلف العصور. وأنشأت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المعرض الوثائقي الدائم؛ لتعريف الزائر لهذا المعرض تاريخ السلطنة عبر الحقب الزمنية المختلفة. ويحتوي المعرض على 10 قاعات منها القاعه الخامسة مخصصة لسلاطين زنجبار، والذي يعكس حياة سلاطين زنجبار وتسييرهم لأمور البلاد وتنظيم الشؤون الداخلية وتكوين علاقات دبلوماسية مع العديد من دول العالم.

تعليق عبر الفيس بوك