أبوزيد إسماعيل – مصر
قــدرٌ لمثلــــي أنْ يعيشَ شقيّــا
مـــا دامَ يرْغب أنْ يظلَّ أبيّـــا
//
الطائــرُ المجنونُ أحرق عشَّــه
ومضى ليلعنَ في العراء عشيا
//
في التيه كنتُ وكان عمري زاده
عــــاد الجميعُ ولم أزلْ منفيّا
//
أحتاج مـن نورِ النبوءةِ ومضةً
لأصيرَ فـي زمـنِ الرماد تقيّا
//
كان الهوى جُبـّا ولستُ كيوسفٍ
ألقـوه كـي يغدوْ بمصـرَ نبيّــا
//
كوني - إذا حمي الوطيس- رصاصةً
لنصير في أُذُن ِ السكوت دويّـــا
//
لا تؤمني بالســلْم تلك خــرافـةٌ
صُنعتْ ليـصبح َ ذلّنَـا أبـديّـا
//
اللابسون الخوفَ تحتَ ثيابــهم
لنْ يَبْلغوا - حتى القيامة - شيّا
وطني وقلبي موجعانِ كلاهما
ولكلّْ جُرْحٍ قد نذرتُ بُكيا
//
في الدهر معضلةٌ محالٌ فَهْمُها
نصفُ التفهّم أنْ تظلَّ غبيــّا
//
لا أكره الدنيا ولستُ أحبّهــا
وألومُ نفسي كي أظلّ سَويّا
//
للــنور نسعى تلك فطرةُ آدمٍ
فمن الذي جعل الدجى فطريا؟!
//
ومَن الذي غرس الكآبة في دمي
فمشيت أصحب حزنها الغجريا!؟
//
الهمُّ أصدقُ صاحبٍ عاهدتـُــه
أبدًا يكونُ معَ العهــود وفيّــا
//
والشّعر نـــايُ المتعبين وقمْحُهم
دومًا يظلُّ على الجراح شهيّا
//
أنا ما رأيتُ اللــــهَ يخلق كونَـه
لكنْ لمستُ جـــلالَه القدُسيا