استســـقاء


هلال بن سيف الشيادي – سلطنة عمان

 

أمطري يا غيمةَ الغيث لنا
اخصبي بالسعدَ وامحي محلنا
ها هنا النخلةُ يرنو (خُوصُها)
للسماوات وقد زادت عَنَا
أسمعُ الرملةَ تبكي ألما
داسها الجدبُ فأنَّتْ شجنا
قلبيَ المشتاقُ للأمطار قد
أمطر الدمعةَ أجرى الحزَنا
ضفتا الوادي تنامى فيهما
ولهٌ للغيم، والمجرى ونى
كل غصن فيه لحن تائه
حيَّر الأوراق فارتاع الجنى
قَبْلُ غنى الوردُ في أفيائنا
مرحا والطير فيها دندنا
ونفوس الناس لا غلَّ بها
حين كان (الغِيل) يسقي المسكنا
غرد الحقل لنا أنشودة
حينما الحقد انتهى واندفنا
وغيوم الحب في أرواحنا
جعلت خضر الروابي موطنا
كان كل الحسن فينا ساكنا
حين كان الماء يحيا بيننا
كل نبضٍ في ابتهال ساجد
كل طرف للسماوات رنا
كل قلب ورد ود نابت
وبه الطهر تدلى ودنا
كل حرف راح يستسقي لنا
ناشرا في السطر أسراب المنى
رب إنا نبض قلب واحد
قام يدعوك ويرجو المننا
نحن كلٌ، كلنا نحن هنا
واحد إنَّا علونا في (الأنا)
رب هذا المحل فينا جاثم
والأسى والجدب ربي مسنا
من لشوق النخلِ؟ للغيمة من؟
من لحزن الأَرْضِ؟ ربي من لنا؟
رب غفرانك عفوا ربنا
كلنا جاء ذليلا مذعنا
ببياض القلب جئنا نبتغي
ترسل الريح لتزجي المُزُنا
فهناك الغيم يبكي مطرا
حينما نبكي معاصينا هنا
لم يكن إلاك ربي ملجأ
يرسل الغيثَ أغثنا ربنا

‏‎

 

تعليق عبر الفيس بوك