عطـــر أســــود


فيفي سعيد محمود – مصر


خرجت على غير عادتها تتمشى, اشتمت رائحة الزهور فما كان منها إلا أنها دخلت إلى الحديقة تميل على هذه وتلثم هذه تتمايل متفاخرة بألوانها الزاهية فلكل زهرة رائحة غير الأخرى, ولكن لفت نظرها زهرة تشع نورا ولونها مختلف جدا عن باقى الأزهار, رائحتها تعبق المكان, توقفت مكانها أغمضت عينيها, صارت تتلمس خطاها حتى وصلت إلى مكمن الرائحة, سطع ضوءها على خديها, ارتعدت, تسمَّرت فى مكانها, فجأة فتحت عينيها لترى نورا أقوى وأشد ولم تستطع أن تنظر خلال الضوء النافذ فى عينيها ورائحتها مازالت تزكم أنفها.
لونها أسود قان ولا تعرف اسما للرائحة, تمايلت الوردة يمينا ويسارا, تناجيها ترغب أن تلثم خديها وهى واقفة مكانها تخشى الاقتراب, حاولت أن تجري ولم تستطع, أغلقت عينيها وقلبها يهفو ويتعلق أكثر فأكثر, عقلها يرفض، لكن ثمة خيط يربط بينهما, مالت لقطفها صرخت, همت بتركها صرخت.
نظرت للدماء التى تسيل على جانبى فرع الشجرة وكلما أمعنت النظر خفت الضوء وهمست سيسري دمي فى كل جسدك ولكنك لا تستطيعين أن تأخذينى.
أو تقتلعى جذوري أو تزرعينى فى أرض بور
أنا هنا فقط حتى يخرج لون آخر يوحِّد الدماء.

 

تعليق عبر الفيس بوك