شرفة على مطل الوجع


نبيه شعبو – سوريا


غيمة متعبة تلهث في دروب شيخوختها.....تعثرت بخلخال الريح وهوت على ضفاف الحريق....اندلقت عن كتفها جرار الغيث.....تبللت حقائب الريح وبدت عصبيّة الهبوب ثمَّ استدارت تكسّر أغصان الياسمين لتجعلها ملاقط غسيل تنشر ما تبللَّ على حبال العاصفه...تسارعت  العصافير الظمأى تغمس مناقيرها...لم يكن  مطرا ....بل أحمرا قانئاً.....ارتعبت....نفضت أجنحتها...تطاير الرذاذ الأحمرلينقش على صفحة المساء لون الجراح....تدافعت الأمهات تبحث عن بقايا أولادها.....سال الدمع وراحت العصافير تغسل  مناقيرها  في عواء الملح ....أطلّت صبية منهكة الأمل حائرة العشق  على شرفة الريح تبحث بين خيوط الغسيل عن شال قدّمه لها ذات لقاء قبل الرحيل....تنّهد العمرمن تحت  ركام  الدمع  وقصف الياسمين وعطش العصافير ...وبصوت هشّمه الوجع همس :هل من  فسحة للضوء تعبر ذاك الحطام؟

 

تعليق عبر الفيس بوك