اقتحام الأسواق الجديدة.. أفكار خلاقة

 

جين جياو**

**رئيس مجموعة هواوي لأعمال المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

 

عندما تبدأ الشركات بتحقيق أرباحٍ حقيقية ونموٍ ثابت، يصبح من الضروري التوسع نحو أسواقٍ جديدة للحفاظ على زخم نمو الأعمال. ورغم ما تحمله هذه المرحلة من فرص وآمال، إلا أنها حافلة بالتحديات في الوقت ذاته، بدءاً بالحواجز اللغوية والثقافية ووصولاً إلى المنافسة المحلية وصعوبة العثور على موظفين وشركاء موثوقين. إذاً، ما السبيل إلى التغلب على هذه التحديات واستثمار الفرص الواعدة لتحقيق النجاح المنشود في الأسواق الدولية؟

من الضروري الإلمام بعدة أمور كالدراسة والبحث والتعلم لتخطي الصعوبات التي تعيق التوسع إلى أسواق جديدة. فقد يُساعد إجراء دراسة شاملة للسوق المنشودة بما يخص اللوائح التجارية والبيئة التنافسية والجمهور المستهدف على إرساء أساس متين للشركة حتى قبل انطلاق عملياتها.

فعندما انطلقت هواوي في عام 1987، واجهت تحديات جمة باعتبارها شركة ناشئة. لكنها تمكنت من تذليل جميع الصعاب وتجاوز العقبات لتنمو وتغدو إمبراطورية عملاقة في عالم التكنولوجيا. وإذ رسخت هواوي مكانتها كأبرز علامة للهواتف الذكية في الصين، تضع اليوم نصب عينيها طرق الأسواق الدولية. وفي هذا الإطار، أولت تركيزاً متنامياً لشؤون البحث والتطوير خلال عامي 2002 و2003 وعملت على إعداد فريق متميز من أصحاب المواهب والكفاءات لخوض التحديات التي تنطوي عليها الأسواق الخارجية. ويعود نجاحنا اللافت في جزءٍ كبير منه إلى البحث والتطوير. لذلك ينبغي عدم الاستهانة بالدور المهم للبحث في فهم السوق والمستهلكين بدقة والارتقاء بالمنتجات والخدمات المُبتكرة.

إنَّ بلورة رؤية استراتيجية مناسبة حول المنافسة المحلية في السوق المنشودة تلعب دوراً أساسياً في نجاح خارطة الطريق.

ومن الضروري مواكبة التوجهات المحلية لكن دون إغفال أهمية تمييز منتجاتك وخدماتك عن نظيراتها في السوق. وهنا تأتي أهمية الخبرة كبوصلة تحقيق الأهداف، فعلى الرغم من الاختلافات الجغرافية التي قد تُؤثر على تفضيلات العملاء، تبقى احتياجاتهم متشابهة في جوهرها على اختلاف جنسياتهم.

لا يمكن تحقيق النجاح في الأسواق الدولية دون إرساء شراكات طويلة الأمد مع المؤسسات العاملة فيها، وهواوي خير مثال على ذلك. فمنذ أن دخلت سوق الشرق الأوسط وأفريقيا، واصلت الاستثمار في شراكات وثيقة مع هيئات حكومية رئيسية في مختلف أنحاء المنطقة لدعم الرؤية المشتركة التي تتمثل باعتماد التكنولوجيا كأداة تحفيز رئيسية لرسم ملامح المستقبل.

وفي الإمارات العربية المُتحدة تعاونا مع مؤسسة حكومة دبي الذكية لتوزيع مؤشر السعادة في مراكز الخدمة التابعة له ضمن دبي وأبوظبي. ونعمل في الآونة الأخيرة مع دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي لتوحيد الجهود نحو إذكاء الوعي بالثقافة والتراث المحلي وتعزيز مكانة الإمارة كوجهة مفضلة لدى السياح من الشرق الأوسط وأفريقيا والصين.

ويتوقف النجاح في جزءٍ كبيرٍ منه على توظيف الفريق المناسب، ولا سيما بالنسبة للشركات الناشئة والصغيرة. حيث يكمن أحد أسس معادلة النجاح في إعداد فريقٍ متفانٍ يتبنى الانفتاح والتعاون والنجاح المشترك والالتزام بالقيم الأساسية المتمثلة بالتركيز على العملاء والإلهام والمثابرة والتطوير الذاتي.

أطلقت هواوي عملياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا عام 2011. وما لبثت أن حققت نمواً لافتاً وحضوراً راسخاً بفضل تركيزها على الابتكار والمثابرة لتصبح إحدى أسرع علامات الهواتف الذكية نمواً في المنطقة. وتمضي اليوم قدماً بنجاحاتها من خلال الإصغاء إلى احتياجات العملاء بالدرجة الأولى.

وتتطلع المجموعة لتصبح علامة بارزة عالمياً في مجال التكنولوجيا. وفي هذا الإطار، تواصل التركيز على العملاء كأحد أهم القيم المؤسسية والمبادئ التأسيسية، وتكرس جهودها للابتكار وتزويد عملائها بأحدث حلول التكنولوجيا لإثراء نمط حياتهم وجعله أكثر سلاسة وسهولة.

وبات المستهلكون اليوم أكثر تطلباً وفطنةً من ذي قبل، وهم في بحثٍ متواصل عن منتجات وخدمات ثورية ترقى إلى مستوى تطلعاتهم. لذلك، فإنَّ التفكير بالأمور من منظور المستهلك يساهم في تحويل تحديات الأسواق الجديدة إلى فرص مثمرة.

تعليق عبر الفيس بوك