حروف مشنوقة

د. ناريمان إبراهيم - فلسطين


أيُّ ضجرٍ ينتابني لا أدري هو الليلُ قد حلّ أم
 خدعتني عزلةُ الأرصفة ِ وغربة الفؤاد!!!
 فراغٌ لا يأفلُ يتوسّدُ أجنحة الروح
يُحيلني إلى مللٍ متشعبٍ يزحف على أطراف اليأس
 يتجرّع  فداحةَ الهزيمةِ وتعرجاتِ القهر
عبرَ مواسمِ خساراتنا الموحشةِ
 منذ عقدٍ يتكالبُ على أبواب عقدٍ
ويلحقه عقدٌ آخر وتتعقبه بثقلِ المسافةِ المزدحمة
بشظايا الدموع وصدى النشيج ....
 أنّاتُ الرحيلِ المترهلة ...
 تخلو من طعم الدفءِ حديقتُنا
وضجيج ضحكاتنا البريئة
رائحةُ القهوة وخبز الصاج
قصصٌ شتى مُخضّبةٌ بحناء اللهفةِ الشهيّة ...
على مدّ البصر تتلقّفُ عينايَ مساحاتٍ شاسعةٍ من الذكرى
لازال يصاحبني الضجرُ منهمرا كأمطار تُغرق جسدي لهيبَ صداعٍ مفترس
 لا أدري هو الليلُ قد حلّ أم خدعتني عزلةُ الأرصفةِ .... !!
كنوبةِ اكتئابٍ تفرمني تحت عجلات البكاء
خلعت وشاحي وجواربي
رحتُ أتراقصُ
شرعتُ في الغناء
 كعادةٍ غريبةٍ في طريقٍ مقموع
عارٍ من الرغبات
مغمور بخطواتٍ منهكة
حروفٌ مشنوقةٌ على غصن شجرة أثرية
شاهدة على تاريخ الهجرةِ ومواكبِ الترحال ...

تعليق عبر الفيس بوك