بضــربةٍ واحــــدة


مؤمن سمير - مصر


حُفْرَتُكِ
.. هل تذكرينَ الصومعةَ التي نسيها الراهبُ
فوق سطوحِ غفرانِهِ فأسكنتنيها مُقَيَّدَ الذراعين
وكان المطرُ يصطرعُ مع الحائط ولا يبغي أن
تضع السماءُ أنفها في شهقة رعبي النَهِم ... ؟!
... الريحُ تكفيها الأسرارُ
والمُحِبُّونَ الميتون في الطرقاتِ ...
أما الجدارُ والصدفةُ والقَتلُ ...
فليسوا أبعد من لَعبي مع رأسكِ في الحُفْرَةِ ....
.. بيني وبينكِ
شبيهانِ
لنا .......
نقوشُ السَطْوِ
سائقو التاكسي يعطونها قلوباً من القماشِ
تعلقها في محيط نظراتها
والجاراتُ يصالحن الأحوالَ بالتفكير في الهالاتِ.
الأطفالُ يَجْرُونَ نحوها تاركينَ
خِطَطَهُمْ للسطوِ على ياقاتِ الكِبارِ
والبيوتُ تحاذيها لتحفظَ لنا شهقةَ النورِ...
ليست أكثر طِيبةً
من أَسْرَى الحروبِ
لكنها تَمُرُّ فننسى الكراهيةَ يوميْنِ كامليْنِ ...
تكتبُ ورقاً وروائحَ
لتناغي المشنوقينَ من أرواحهم وتنام ...
لم نلبسَ ظلها كلهُ
لكننا المفتونينَ بتخيلاتنا
عن عَدْوِهَا الغامض كل خريف ...
كذا استيلائها على الطيران
من الشجرة الأم ...
عندما قالوا إنها ماتت
جاءت لنا وغَنَّت ...
وأَسَرَّت أن القبور تتسع كلما رَبَّتت
على ذكرياتها معنا ... فابتهجنا وثَمُلْنَا
وخَطَّطنا للسطو على الضحكِ
والموتِ ...
معاً وبضربةٍ واحدة ....

 

 

تعليق عبر الفيس بوك