إناء الوقت وقع وجرح أصابعي


ريم اللواتي – مسقط


(1)
يجلس العام 1978 وحيدا
لم يصبح تاريخا
لم يعد حاضرا
لكنه مثل الموجة يعلو و ينزل بين الأعوام
يخاف أن يقترب ربما تلسعه الشمس
يخاف أن يبتعد فيصبح منسيا
لماذا على الأعوام أن تكون مرتبة!
يسأل العام 1978!
لماذا على كل عام أن يلد 12 شهرا!
لماذا على الأرقام أن تكون قريبة جدا
مثل عائلة تخاف التهجير
فتقف في سطر متواز
تتعانق فيه الأكتاف
و لا يخرج منه إلا من تلقفته صورة جثة مرمية على ضفة العمر!
تفر الأرقام
قبل أن تصيبها طلقة الوقت
ويبقى ظل العام 1978 وحيدا!

(2)
أتعلق بأذيال أغنية
 أهرب من الأرقام التي تنتظرني كل صباح
من الأرصدة ، من الزائد و الناقص
أرقص سهرا و أشرب كؤوس الأرق باستمتاع المدمن على التعب
 أمشي خاوية من أية جيوب قد أضعك فيها.
أسحرك و ربما أحولك إلى نملة يضايقني وجودها
أنظر إليها بفوقية، أدهسها  
أنفض روحي و أكمل طريقي نحو الأرقام!

(3)
هناك نقطة ضائعة
كان يجب أن توضع في نهاية الجملة
تلك الجملة التي أخرجتها لي من الحقيبة
قبل أن تركب قطار "وداعا"
(4)
يا حبيبي ليس الذي بي حزن أو وجع
انه إناء الوقت الذي وقع وجرح أصابعي
..
قلبي الزجاج
وقلبك الحجر الذي قاد أوركسترا التشظي

(5)
لو أني عازفة
لأشرعت هذه النوافذ الصدئة
من الحزن في وجه الموسيقى
وعزفت على أوتار الغبار
تراتيل الروح
ولما كنت اكتفيت بالرمل المسجون في القلوب المكلومة
بالهجير
وكنت سأجرُّ خلفي خيط العاصفة
أترك اثرا على كل ريح.

 

تعليق عبر الفيس بوك