المزايدة الإلكترونية على الفنون التشكيلية

...
...
...

طارق الصابري – سلطنة عمان


القنوات في المزايدة منذ القدم متعددة الأغراض ومتنوعة السلع وبدأت في التطور من حين إلى آخر، وما نتطرق له هنا المزايدة الفنية والتي بلا شك حضيت على رواجاً وإهتماماً كبيراً  في كل أنحاء العالم ، وكما نعلم أن المزادات الفنية بطرقها التقليدية لا زالت قائمة عن طريق  إنشاء بيوت المزدات العالمية مثل كريستي وساوثبي وغيرها من المعارض المخصصه لها ، ومن جانب الحداثة والمساندة إنتقلت تلك المزايدات الفنية عبر الشبكة الإلكترونية .
المزايدة الفنية تنطلق إلكترونياً بعيداً عن الحدود الجغرافية والعوائق الزمنية حيث يسهل لقاء المشترين والبائعين والعكس دون عناء، وذلك بإتصالهم عبر الشبكة الإلكترونية (الإنترنت) من أي مكان حول العالم .
شهدت السلطنة في التاسع من إبريل بتنظيم من الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني على مزاداً فنياً تشكيلياً يعرض أعمال الفنانين التشكيلين العُمانين إلكترونياً ، لوحات نُخبة العطاء الفني التشكيلي من أعضاء الجمعية إحتفاءاً بمرور 25 عاما على إشهار الجمعية التي إحتضنت الإبداعات العُمانية في الفنون التشكيلية منذ نشأتها .
مريم بنت محمد الزدجالية مديرة الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية بدورها المُكلّف لها وعطائها اللامحدود تأخذُ بيد المبدعين والمبدعات بمبادرة الدعم لهم في ترويج وتسويق أعمالهم الفنية عبر هذا المزاد الفني الإلكتروني، غير أن الاستثمار في الفن التشكيلي له عوائد قد يراها البعض ربحية، ولكن بإدارتها الواضحة إستطاعت أن توافق بين الربح الفني والعمل الخيري في آن واحد، وعن ورؤيتها المستقبلية وطموحها للارتقاء بالجمعية إلى إنشاء دار عُمان للمزاد الفني مستقبلاً .
تتم المزايدة خلال مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بالجمعية (تويتر، الفيسبوك  والإنستجرام)  بطرح صورة عمل فني تشكيلي لأحد المبدعين الفنانين العُمانين من أعضاء الجمعية ، حيث تُعطى الأهمية في المزايدة مدة شهر بين المُزايدين على اللوحة الفنية مع معرفة كل المعلومات الخاصة باللوحة وصاحبها حسب الشروط بالمزايدة  وتتنوع اللوحات الفنية على مدى عام كامل منذ إنطلاقتها ، وسيتم عرض العمل الفني بصالة الجمعية لمن يرغب بالمعاينة خلال فترة المزاد.
أُسرة الجمعية الفنية التشكيلية إدارةً متكافلة مع أعضاءها، وتعزيزاً منهم على العمل في الخوض بمنهج المزايدة الإلكترونية لأعمالهم الفنية التشكيلية يالذي ُسهم في إنتشار الأعمال الفنية العُمانية على نطاق واسع، وعليه فقد تم الإتفاق بتخصيص نسبة من الأرباح المرجوة من المزايدات ما يعادل الـ 20% عائداً للمؤسسات الخيرية في السلطنة ، ونسبة 10% من قيمة العمل الفني لصالح الجمعية كما يحضى بالنصيب الأكبر الفنان التشكيلي العُماني القائم على تلك اللوحة بنسبة الـ 70% .
المبادرة بحد ذاتها ستكون محط أنظار الجميع والإقدام عليها سيساعد بالنهوض على إنتشار الأعمال الفنية التشكيلية محلياً وعالمياً والتي تُعد نجاحاً لأصحابها وثروة وطنية للسلطنة، ومحفزة لثقة الفنانين التشكيلين العُمانين وقدراتهم على العطاء حتى وإن كان ذلك  بـ ريشة الألوان .

تعليق عبر الفيس بوك