فاحت رائحةُ الانتظار


ناريمان إبراهيم -  فلسطين


في عينيه تشرقُ صورتي
 وفي قلبي هوى صوتِه نعم لا أنكر !!
لكن لازلنا عالقيْن في رحى المسافةِ والأمل
 مشتتين وجبهة الشارع الطويلِ بلا أقدام ...
حين حلم غامض الرؤى
تقاطر العرق متعرج الخطى
وفاحت رائحةُ الانتظار
نارًا تلتهم بعضها ونارا تنير لي قبسا
تقتلني كلَّ يومٍ مرتين
 على وقع دقاتٍ ملل منهكة
وعقارب من أنين
لنياط قلبٍ غارقةٍ في أرقٍ لا يُحتمل
يعلو كلَّ يوم
 ليخترقَ المسافةَ بين البحر وقلبه
بين صبره وملحي وبين شفاه الأمس
 حين تمتزج ذكرياتٌ عابرةُ
 بنكهةٍ رمادية لكثير من الوجوه الغاربة
هكذا تجر أذيالها دون غروب يستحق ..
لا أصدق كيف تبعثرتْ الحروفُ مني
 وعلقت أيضا هنا في سياج الفراغ
لا أعلم كيف تحول هذا البياضُ إلى ضبابٍ كثيفٍ ...
ذاكرتي تخونني على مرمى نظرة
قد أشاهد غريبا أو ربما عابر قصيد
وأيقن أني قابلته منذ صباحٍ ناضج قمحه
وأن لدي ما لو أخبرته به سيلامس بكفه السماء
هكذا الليلُ يمارس جزره معي
 عابثٌ لا يمل التهكم
لازال يبتلع الفراشُ آلاف الحكايا
خلف أيام مغلفةٍ بالصبر جُلها متشابهةٌ
وكثيرٌ من الأمنيات الضائعة
تطرق نوافذَ الفجر أحيانا
فراشاتٌ تلمع ببقايا خيوطٍ من الضوء
تشق جدارَ القلق
 وتلقيني على أعقابي عند أقدام الحكاية
كبقايا ورودٍ مجففة على صفحةٍ مطويةٍ
 في كتاب بلا معنى وظنونٍ قد تخيبْ....

 

تعليق عبر الفيس بوك