التيفويد يغزو العالم بنسخة غير قابلة للعلاج

 

في الآونة الأخيرة، بدأت أخبار سلالات من أمراض كان علاجها لا يخرج عن تناول بضع حبوب ثم الانخراط في المجتمع وكأن شيئا لم يكن، تحتل صدر الصحف، وذلك بعد أن أصبح علاجها غير ممكن !

أحدهم هو التيفويد، والذي وفقا لتقرير المعهد الوطني للصحة اسلام اباد، قد بدأ في الانتشار على نطاق واسع في باكستان، كأول وباء مقاوم للعقاقير أصيب به ما لا يقل عن 850 شخصا في 14 مقاطعة منذ عام 2016 .

ومن المتوقع وعلى المستوى العالمي، انتشار هذه السلالة من التيفويد والمقاومة لخمس أنواع من المضادات الحيوية، ولقد حدد الخبراء أن المضاد الحيوي الوحيد المتبقى لمكافحة هذا المرض هو المضاد الحيوى "azithromycin" الازيثروميسين والذي للأسف من المحتمل للغاية كما يحدث عادة، أن تجعله طفرة جينية اخرى غير قابل للعلاج ! .

وأكد الباحثون أن هذا الوباء لابد له من نداء دولى لبث جهود مكثفة للوقاية الشاملة واذا لم تنجح حملات التطعيم والأنظمة الحديثة للقضاء على المرض فأنها تتوقع الاصابة به وارتفاع معدلات الوفاة .

وأشارت الدكتورة رومينا حسن أستاذة علم الأمراض في جامعة اغا خان في باكستان قائلة : " أن هذا الامر لا يدور فقط حول التيفود، فمقاومة المضادات الحيوية تشكل تهديدا لكل ما عرفه الطب الحديث، والأمر المخيف أن ليس بأيدينا شيء ولم يعد لدينا خيار "

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية : فحمى التيفوئيد ناجمة عن بكتيريا السالمونيلا التيفية وهي مرض شديد العدوى ينتقل عن طريق الاغذية او المياة الملوثة مسببا ارتفاع في الحرارة (حمى) وصداع وقيء، ومن المؤسف أن معدل الاصابة به حوالى 21 مليون شخص يعانون من التيفود كل عام، ومن المقدر موت حوالى 161000 شخص بسبب هذا المرض الآن .

و من المعروف أن مرض التيفويد ينتشر في باكستان بسبب أن البنية التحتية لا تزال ضعيفة ومعدلات التطعيم تعتبر منخفضة الى حد ما والأماكن السكنية مكتظة بالسكان، لذا ومن المؤسف أن الأطباء في مقاطعة السند، لم يندهشوا من تفشى المرض في نوفمبر 2016، وقد أوضحوا أن الحالات غير المستجيبة للعلاج بالسيفترياكسون "ceftriaxone" تندرج حالتهم تحت تصنيف الامراض المستعصية التي لم تثبت لها استجابة مع أي علاج !

 

تعليق عبر الفيس بوك