هلال الشيادي – سلطنة عُمان
أستقبس المسرى وقد جلّى
من نوره، فإذا الدجى ولى
عبر الزمانُ عليّ في ولهٍ
ليصب عذب حديثه المُمْلى
هطل الجمال علي حين حكى
عن أسوة عن سيرة مثلى
أصغى إليه النجم؛ واعجبي!
مِن أيما لغة هنا تتلى
حتى الرواسي هيبةً خشعت
وكأنّ غيما فوقها انْهلّا
تتنفس الصحراء أحرف من
عبر الفيافي واديا أحلى
فاخضرتِ الدنيا بخطوته
حتى بدت آثاره فُلّا
أحلى المشاعر تنهمي ولَهاً
وحروف عشقي ها هنا خجلى
ماذا سيعبر ها هنا قلمي
بين السطور وأحرفي كسلى
لما ذكرتُ محمدا نشطت
ومضتْ تبث غرامها عجلى
وقطعت نفسي،، ما هنا أحد
إلاه حتى أُمنح الوصلا
هذا رسول الله تعرفه
عين السماء، وقد سرى كحلا
أسرى به المولى لسؤددنا
فعلى علو عروجه استعلى
يمضي يوزع في المدى ألَقا
يمحو بأنوار الهدى الجهلا
ويطوف ما بين القلوب لكي
يستل منها الحقد والغلا
كلماته تزهو السماء بها
والأرض من خطواته جذلى
من قبله الدنيا غدت جُنُباً
فتوضأتْ بنقائه غُسْلا
لكنْ لكل يد تبث سنا
أيدٍ تهاب النور إن هلّا
الحاملون الليل في يدهم
فإذا بدت شمس غدوا ظلا
من في يديه همة ومضى
بإرادة، يعلو ولا يُعلى
ومضى وفيض النور يغمره
يُهديه قلبا حائرا ضلا
فكأنه قمر علا فبدا
وكماء غيم يكنس المَحْلا
آذَوه فاشتدت عزيمته
طردوه ثم استوطن الحقلا
مُذ كان متكئا بكَرْمته
من جرحه كل المنى استلا
آماله قد أينعت عنبا
وتخمرت في حينها سُؤْلا
شربتْ سماءُ الله خمرتَه
حتى غدت بدعائه ثملى
في كفه دينٌ يعيش له
وغدا سيغرسه لنا نخلا
في حضنه ترتاح أمتنا
ليذودَ عن عرنينها الذلا
يا من أتاك الروحُ ذات أسى
وعليك من آماله أملى
سلاك بالمسرى برحلته
سبحان من أسرى بمن سلى
من ذا سواك النجم خطوته؟
والبدر كان الصاحب الخلا
مِن كان في العلياء همته
تخِذ الثريا تحته نعلا
لما هطلتَ بقدسنا قُدُسا
صلى عليك الغيم مُنهلّا
صفّت وراءك حينذا صحفٌ
والأنبياء جميعهم صلى
ما زال نورهمُ هنا بلَجاً
يمتد فينا رحمةً، نُبلا
ما زال مسجدنا تباركه
كفاك مُذ صلت به نفلا
سيظل حرا في جوانحنا
ويظل بالبركات مُبتلّا
ما دام نور محمد ألِقا
ينساب في محرابه الأجلى
عهدا نبي النور يوم غدٍ
مسراك لا نبقيه محتلا
فكما خرجتَ محمّلا همما
من بابه سنكونها مثلا
فلقد منحتَ الأرضَ روح هدى
ونفخت فيها الأمن والعدلا
تبقى لنا يا سيدي عِبرا
كي نعبرن خطوبنا الجُلّى
إيماننا هو فيءُ كَرْمتنا
وبه اتكأنا في الذي حلا
سيمُرُّ مرُّ الدهر أمتَّنا
ويصير دهرك كوثرا أحلى
ونعود في أفياء (واعتصموا)
بالحب، لا لن نترك الحبلا
رغم الأسى لم نفتقد أملا
حتما سنسري أُمّةً فضلى