علامتي الفارقة


كوثر العقباني – سوريا

 

مرتبكة باتساع الضيق.
تمضي سنون عمري تهجدا
لكني ثابتة الخطى رغم الجراح
رغم انهزام الصبر، واتقاد الشهقات
في مضمار القلق المؤجج بالصهيل
وارتشافات الآه سكرا
قصيدتي أربعينية الشهقة صاخبة الهدوء
صارخة كحلم الضوء بتقبيل همس المرايا
حالمة بطعم المرارة شهدا
مقطرا بعرق الألم
روحي موشومة الذكريات بالجراح
رغم صهيل الفرح.. المتخاتل احتيالا
على شفاه قرّحها الحنين
والليل يهمي مثقلا بالأنين
يشاكس فجري بالسهاد مترنحا
فشموعي الموقدة بدمي لهفة
تواري ظلها متقطعا
كصوتك حين يباغتني من أعماق الشوق المعلن خفية
يهادن صحوي، ينسل مدغدغا دمي..بانتشاء الحضور
فكلما زادت اللحظة واقعية
يزداد انكسار روحي قهرا
ويزداد زجر الخوف لحرية وقعها
فالخوف.. ملح..
جففت ماءه نيران الخيبة..
فتطاير شذرات من أسى
دون لقب ولا عنوان
تماما كهذا الوطن المبتور كظل شاحب
كانكسارات الضوء حين تباغت مدينة
غزاها الهطول في ليل كئيب
انكفأت هامدة على أوتار وحدتها
تناجي الريح... وذكريات من رحلوا
ويلٌ أيها الراحلون
يا أبناء الموت الأعمى
كيف غدا الدمع ذليلا
لتغدو رعشات الموت إشارة استفهام للحياة؟
كيف غدت رصاصة رحمة
تنبئ بشكر الانهزام .. والروح تتشظى توسلا
فالموت راهب يقرأ على رؤوسنا الصلاة مبتسما
مبشرا برحم يضج دفئا
أي سخرية للقدر هذه
فالأرض تبيح الموت لعبة للسلام
وتنتشي برحمٍ زاخرٍ بالدماء الرخيصة..!؟

 

تعليق عبر الفيس بوك