الطفلة التي كانت تبكي وسط الحقل


علي أزحاف - المغرب

 

الطفلة التي تبكي..
كانت تبدو غريبة..
وسط الحقل..
حيث تميل أعواد القصب..
على ضفاف مجرى النهر..
تستسقي بعض الماء
الطفلة كانت تبكي ..
وحولها تحوم العصافير..
وكأنها قد استأنست..
بنحيب الطفلة الصغيرة..
التي كانت تبدو..
مثل وردة جميلة.
بفستانها الأحمر الذي..
كانت الريح تنفخ فيه..
فتتفتح أطرافه مثل
 بتلات ضخمة ندية..
تغطي العشب الأخضر..

الطفلة الصغيرة..
التي كانت تبكي..
وسط الحقل كبرت..
أصبحت شجرة..
بأفرع تمتد طويلة..
أوراقها تلمع في الشمش..
عند جذرها نبتت ورود..
ورود كثيرة حمراء..
والعصافير بنت بين أغصانها..
أعشاشا كثيرة...
في الأعشاش بيض مرقط..
يشي بميلاد قريب..
وكلما حل المساء..
سكن العشب القصير..
لم يعد يسمع للريح نحيب
وتمسكت سيقان القصب..
بالطمي  الأسمر الرطيب..
لتتذكر كل هذه الطبيعة:
العشب القصب والعصافير..
أن هنا يوما كانت طفلة ..
تبكي وسطل الحقل..
وأن دموعها سالت على السهل..
مطرا دافئا مدرارا..
ملأ بطن النهر
جعل الأرض تخرج الوانها..
وتمد يدا مسامحة دافئة
تمسد بعطف أم حانية
على قساوة وجه السماء......

 

تعليق عبر الفيس بوك