نيابة عن جلالة السلطان.. السيد فهد يترأس وفد السلطنة

"قمة القدس" تؤكد مركزية القضية الفلسطينية.. وتناقش العمل العربي المشترك ومواجهة التحديات بالمنطقة

...
...
...
...
...
...

الظهران - العمانية - الوكالات

نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ترأس صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، وفدَ السلطنة المشارك في أعمال القمة العربية الـ29، بمشاركة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول العربية، وقد اختتمت القمة أمس بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية.

وضمَّ وفد السلطنة المرافق كلًّا من: معالي يُوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير الشؤون القانونية، ومعالي الشيخ محمد بن سعيد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية، كما يضمُّ الوفدُ الرسميُّ عددا من المسؤولين في الحكومة.

وبحثتْ القمة تقريرَ الأمين العام عن العمل العربى المشترك، والقضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلى ومستجداته، وتطوير جامعة الدول العربية. وناقشت في دورتها الـ29  عددا من القضايا؛ منها: الفلسطينية، والسورية، والليبية، واليمنية، ومكافحة الإرهاب، وبحث تطورات التعاون الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.

وتطرقت القمة العربية للصراع العربي-الإسرائيلي ومستجداته، وتطوير الجامعة العربية، وعقد قمة ثقافية عربية، والملف الاقتصادي والاجتماعي، وموعد القمة العربية المقبلة الـ30 عام 2019. وناقشت تقريرا عن الوضع العربى المشترك من جانب التجارة والاستثمار، والإستراتيجية العربية لتلبية التحديات المائية، والخطة التنفيذية الإطارية للبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي للمرحلة الثانية، والاتفاقية العربية لتبادل الموارد النباتية والمعرفة التراثية.

هذا.. وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية، تبرُّع بلاده بمبلغ 200 مليون دولار للفلسطينيين. وقال: إن 150 مليون دولار من المبلغ ستُخصص لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وباقي المبلغ لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين. وأضاف -خلال الجلسة- أنه يسمِّي القمة التي ترأسها بلاده "قمة القدس"؛ في إشارة إلى الرفض العربي لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده في تل أبيب إليها. وقال العاهل السعودي: "نُجدد التعبير عن استنكارنا، وعن رفضنا قرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس... ونؤكد أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية".

ورد فخامة الرئيس محمود عباس عباس قائلا: "قبل أن أبدأ حديثي، أريد أن أوجه شكري وتقديري لما تحدث عنه الآن خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق باسم الدورة (الحالية للقمة العربية)، أو المساعدات التي ستقدم للقدس". وأضاف: "لم تنقطعوا يوما عن مساعدة القضية الفلسطينية وشعبها".

وألقى معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة؛ قال فيها: إن الأزمات المشتعلة في بعض أركان العالم العربي اليوم تُزعج كل عربي أيًّا كان بلده، وتُلقي بظلال من انعدام الاستقرار على المنطقة بأسرها.. إن هذه الأزمات، سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، فضلاً عن قضيتنا الرئيسية؛ فلسطين.. تخصم من رصيد أمننا القومي الجماعي.. واستمرارها من دون حل دائم أو تسوية نهائية يُضعفنا جميعاً ويُعرقل جهوداً مخلصة تُبذل في سبيل النهضة والاستقرار والأمن. وشدد أبوالغيط على أن تآكل الحضور العربي الجماعي في معالجة الأزمات هو ما يُغري الآخرين بالتدخل في الشأن العربي والعبث بمقدراته ، وقال: "إن التحديات الحالية تفرض علينا جميعاً التفكير في إجراء حوار جاد ومعمق حول الأولويات الكبرى للأمن القومي العربي، وبحيث يجري تدشين توافق أكبر حولها وتناغم أوسع في شأن كيفية ضبط إيقاع تحركنا الجماعي والمشترك إزاء كافة التهديدات".

وأكد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، في كلمته، ضرورة مضاعفة الجهود لحل الخلافات التي تعصف بالعالم العربي، وتشكل تحديًا يؤدي لضعف التماسك بين الدول، ويؤثر سلباً على القدرات في مواجهتها، وتتيح مجالا أوسع لكل من يتربص ويريد السوء بالأمة العربية. وأضاف سموه: "ما زالت سماء أمتنا العربية ملبدة بغيوم سوداء، وكذلك هي الطموحات، لا تزال بعيدة المنال، فيما يتعلق بالوصول لأوضاع آمنة ومستقرة لبعض دولنا العربية". ودعا الشيخ صباح الأحمد الصباح، المجتمع الدولي عموماً، ومجلس الأمن على وجه الخصوص، إلى القيام بمسؤولياتهم تجاه الممارسات الإسرائيلية، من قمع للفلسطينيين في غزة؛ مما أدى لاستشهاد العشرات منهم، مطالباً بحماية الفلسطينيين ووقف العدوان الإسرائيلي الآثم.

من جهته، أكد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، في كلمته التي ألقاها، أن هناك دولا عربية تواجه لأول مرة منذ تاريخ تأسيسها تهديداً وجوديًّا حقيقيًّا، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسة الدولة الوطنية، لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية. وحول القضية الفلسطينية، أكد فخامته أنها قضية العرب المركزية التي توشك على الضياع، بين قرارات دولية غير مفعلة، وصراع داخلي يستنزف قواهم ومواردهم الضئيلة، ويفتح الباب أمام مَن يريد تكريس واقع الاحتلال والانقسام كأمر واقع، ويسعى لإنهاء حلم الشعب الفلسطيني الشقيق في الحرية والدولة المستقلة. وتحدث فخامته عن الخطر الذي يداهم العديد من الدول العربية ابتداء من العراق وصولا إلى اليمن ومن سوريا إلى ليبيا، خاصة خطر التنظيمات الإرهابية والكيانات الطائفية، التي تبتذل الإيمان الديني والتنوع الثقافي في المنطقة.

وقال جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، في كلمته، إن رئاسة المملكة للقمة في هذه المرحلة المهمة سيعود على جميع الدول العربية بعميم الخير، وهو ما سيجعلها قادرة على المضي قدماً نحو تعزيز العمل المشترك وصون الأمن القومي العربي.

وحظيت القمة بمشاركة واسعة من قبل القادة العرب، كما يشارك فيها عدد كبير من مسؤولي المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية في مقدمتهم أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، إضافة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني، إضافة إلى ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا.

تعليق عبر الفيس بوك