لا سبب لارتباكي


أسامة حداد – شاعر وناقد مصريّ

 

(1)
أسئلة
أسئلتي قديمة جدًا،
تشبه أريكةً محطمة،
وإجاباتي جميعها خاطئة...
أنا من يحاول فهم الحياة
منذ خمسين سنة بلا فائدة...
بالأمس بحثت عن مرآةٍ لأحطمها
- دائمًا - أحاول اقتراف جريمة ضدي،
نتيجة اختياراتي الخائبة،
واندفاعي غير المبرر
للسير فى الطريق المعاكس،
أو الدخول فى مغامرةٍ فاسدةٍ...
لا أبالي بخسائري الكثيرة،
وﻻ أنتظر معجزًة
كل الأشياء متساوية لدي
الشارع فى أى مدينةٍ هو شارع،
الشجرة ﻻ تهمني فصيلتها،
وارتفاعها ﻻ يغير طبيعتها،
العاصفة ﻻ تختلف عن الهواء،
حبيبتي الأولى مطابقة للأخيرة...
أجلس فى أي مقهى أجده،
وأقرأ الجرائد القديمة بلا انتباهٍ
لتاريخها أو الأخبار التى تضمها،
وكثيرًا ما أقفز فى حافلٍة
ﻻ أعرف أين تذهب
كأي متشردٍ،
لا أعرف متي انتابنتي
هذه الحالة!
وﻻ كيف وجدت حلمًا سقط من جييي
بين أصابع صغيرة تعيد تشكيله،
كل ما أتذكره كان كابوسًا
يشرب الشاى معي فى صباحٍ،
يشبه صباحاتٍ سابقةً،
مرت من شوارع مشيت بها....

(2)
لا سبب لارتباكي
أنا قلق بلا أسباب لذلك...
أتشكك فى عطر وردة،
فى المناديل الورقية،
فى قميصي،
فى باب الغرفة...
ﻻ أخاف من عساكر الدرك،
وﻻ من مخبر سري،
أو قاتل محترف...
أنا خائف - فقط – ومرتبك...
من كتب حفظتها،
من مصباح أطفأته،
وسادة اعتقدت أنها تدون أحلامي
وتشي بأفكار روادتني فى القيلولة...
ارتباكي ﻻ سبب له،
وعدم لياقتي فى الحديث كثيرا
أمر لا مبرر له،
خطوتي غير واثق منها...
قلت: إن الجغرافيا صالحة
لعلاج تشوه القدمين،
والأحذية مناسبة لوجوه الشوارع
صور الجنرال يمكن استبدالها
براقصة استربيتز وجدتها فى موقع بـ جوجول...
ﻻ أنا لم أقل كل هذا،
والوديعة التى ظننت أنها غاضبة
بكت على كتفي
حين سألتها عن خلافاتنا،
والشجرة التى قطفت ثمارها
تلُوح لي...
وأنا أتشكك فى رغبة طيورها بالغناء،
فى موسيقي تأتي من نهاية الشارع،
من مقامات الأولياء،
وتراتيل الدراويش،
فى حديث عرافة،
فى توقعات حدثت...
وفى صوتي وأنا أحدث الجميلة
فى الهاتف وفى ظل أعتقد
أنه لي...

 

تعليق عبر الفيس بوك