مدرين المكتومية
بسعادة ننتظر في "الرؤية" انعقاد منتدى عمان البيئي الثاني يوم الإثنين والثلاثاء المُقبلين، هذا الحدث الذي ولد عملاقًا من فكرة مشتركة مع مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني وبتعاون مع وزارة البيئة والشؤون المناخية، ولد من إحساس بأنّ عماننا أرض وماء وهواء هي الميراث الذي سيبقى للأجيال القادمة كما أورثتنا إياه الأجيال السابقة.
أتى النفط وسيذهب وتأتي الثروات وتتجدد لكن بيئتنا العمانية بكل تفاصيلها هي التي ستبقى شاهداً على أبنائها، ومن هنا جاء العرس الأول الذي كان حتى يوم انطلاقه حلمًا وشغفًا، وبجهد وتعاون كبير تحقق الحلم بأروع من التوقع، وعرضت لأول مرة القضايا البيئية العمانية بتكامل وبساطة وناقش أبناء عمان مع ضيوف من خارجها شجون وآمال البيئة التي وجدت منبرًا لتتحدث من خلاله.
وبعد أيام قليلة سيعقد المنتدى في نسخته الثانية والتي اعتبرناها في "الرؤية" مع شركائنا في مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني ووزارة البيئة تحدياً جديداً، لا تطلعًا إلى مجد أو شهرة بل تحديا في أن نستمع أعمق لبيئتنا وفي نفس الوقت أن نستكشف من خلال جلسات المنتدى وأوراقه ما يصل مباشرة لكل العمانيين وغير العمانيين ممن تظللهم سماء عمان وتحملهم أرضها.
قد يكون من الصعب الكشف عن كل تفاصيل ما سيضمه المنتدى لكن ما ينبغي الحديث عنه هو هذا الحماس الذي غلف التحضير للمنتدى هذه المرة والذي جاء بالفعل مثلجًا للصدور؛ ويكفي دليلا الترحيب من خبراء البيئة في الأمم المتحدة بالمشاركة في المنتدى، وهو ما يدلل على الاهتمام الكبير ببرنامج المنتدى، وما كان لهذا ليحدث إلا بالتعاون الكبير والجهد المتواصل من فريق الإعداد للمنتدى. كانت المتابعة الحثيثة من مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني وعشرات الساعات ومئات الاجتماعات والاتصالات للوصول إلى اختيار دقيق للموضوعات المطروحة في المنتدى حتى تلامس أهم ما يهم المواطنين وبيئتهم. حيث كان الفريق حريصاً على ألا تترك أية تفصيلة للصدفة حتى يمكن الخروج -كما يكرر دائمًا- بفائدة حقيقية للبيئة العمانية والتقدير عالياً لوزارة البيئة والشؤون المناخية التي كان اهتمامها ومتابعتها لحظة بلحظة مصدر تحفيز لكل من يعمل في الإعداد للمنتدى.
وطننا.. بلدنا.. تاريخنا ومستقبلنا كلها مفردات تجمعها كلمة "بيئتنا"، ومنذ بدأ مولانا صاحب الجلالة نهضة عمان وهو يحرص على أن يغرس في كل منا حب الوطن والأرض والمشاركة الفعالة في بناء البلد، وهو من قال "انطلاقاً من اهتمامنا الكبير بحماية البيئة الطبيعية، ومع كل ما حققناه من خطوات مهمة في هذا المجال نالت بها عمان مكانة طيبة بين الدول المهتمة بحماية البيئة، فإنه يجب بذل الجهد ومراعاة الاعتبارات الخاصة بحماية البيئة عند تخطيط وتنفيذ المشاريع الإنمائية والمضي قدماً في تطوير الصلات القائمة مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية فضلاً عن قيام كل مواطن بواجبه، لما لذلك من أهمية كبرى لحماية مواردنا الطبيعية والصحة العامة من أي تأثيرات ضارة والمحافظة على الطبيعة الجميلة والمتميزة التي وهبها الله لعُماننا الحبيبة".
ومن القول السامي نستلهم دائماً خطواتنا فأعددنا برنامجنا لمنتدى عمان البيئي بدءًا من المواطنة البيئية، في جلسة تضع المواطن وبيئته كأهم الأولويات ولم لا والمواطن بسلوكه ومسؤوليته هو الحارس الأول للبيئة وهو المدافع عنها ضد أي فعل قد ينال منها، أما المحور الثاني فسيناقش ما يحكم السلوك في كل المجالات وهو القانون والتشريعات وتطبيق هذه القوانين والتشريعات.
وفي يوم الثلاثاء سيكون للمنتدى سبق خلال هذا اليوم في جمع العديد من الأطراف لمناقشة آفاق نمو جديدة للاقتصاد يفتحها الاستثمار البيئي، ولا يبتعد دور الإعلام في قضايا البيئة لذلك خصصنا المحور الأخير لبحث آلية الوصول إلى أخلاقيات للإعلام الجديد تعزز التوعية البيئية بشكل غير مباشر.
كلي أمل في الله سبحانه وتعالى أن يكلل جهودنا جميعًا للخروج بمنتدى بيئي يفيد البلد بالفعل، ويشرف الاسم الذي يحمله كما كان في العام الماضي.
madreen@alroya.info