أكدت أهمية إعداد الطلاب بما يتوافق ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة واحتياجات سوق العمل

الشيبانية تناقش مع مديري المدارس أبرز تحديات العاملين في الحقل التربوي.. وتدعو لتحفيز الطلاب على الانخراط في ريادة الأعمال

...
...
...
...
...
...

 

◄ إدارات المدارس والمعلمون مُطَالبون بتحفيز الطلاب على اختيار المواد وربطها بالبيئة المحلية

◄ دور بارز لإخصائيي التوجيه المهني في توجيه الطلاب لاختيار المستقبل الدراسي

 

مسقط - محمد الشكري

تصوير/ سيف السعدي

أكدت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، أهمية إعداد الطلاب بما يتوافق ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة واحتياجات سوق العمل، داعية لتحفيز الطلاب على الانخراط في ريادة الأعمال وقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.. جاء ذلك خلال لقاء معاليها أمس الأحد، مع عدد من مديري المدارس والمعلمين الأوائل والمعلمين من مختلف المدارس في مديريات التربية والتعليم في المحافظات، بحضور عدد من المستشارين ومديري عموم مديريات ديوان عام الوزارة؛ وذلك بقاعة عُمان بديوان عام الوزارة.

وفي مستهل اللقاء، رحَّبت الشيبانية بالحضور، شاكرة لهم جهودهم المبذولة للنهوض بالعملية التعليمية وتطويرها بما يسهم في تحقيق مستويات تحصيلية جيدة للطلاب، وتنمي قدراتهم، وترتقي بمهاراتهم، ومن خلال تتبع البيانات الإحصائية التي يقدمها نظام المؤشرات التربوية، نجد تحسنا إيجابيا في مستويات الطلاب نتيجة للجهود المخلصة التي تُبذل من الهيئتين الإدارية والتدريسية في المدارس. وأشارت معالي الوزيرة إلى أن الهدف من هذا اللقاء يتمثل في الاستماع إلى آراء ومرئيات الحقل التربوي من إداريين وتربويين تجاه الجوانب التطويرية التي تقوم بها الوزارة في العملية التعليمية والمقترحات التطويرية لديهم، والتعرف على أبرز التحديات التي تواجه العاملين في الحقل التربوي، إلى جانب التعريف بأهم المستجدات الحاصلة في مجال التربية والتعليم.

وأبدتْ معالي الدكتورة الوزيرة ارتياحها من الدور الذي تقوم به إدارات المدارس والمعلمين من مبادرات مدرسية من شأنها خدمة العمل التربوي، وهو ما ظهر جليا من خلال الزيارات التي قامت بها معالي الوزيرة لمحافظات السلطنة، وأشارت معاليها إلى أهمية الاهتمام بطلاب الصفوف (10-12) وخاصة في الجوانب المتعلقة باختيار المواد الدراسية التي سيدرسونها مستقبلا، والتركيز على دور إخصائيي التوجيه المهني في هذا الجانب لتوجيه الطلاب من أجل اختيار المواد الدراسية التي تناسب ميولهم وتخدم متطلبات سوق العمل، وحث المعلمين على إكساب الطلاب مهارات القرن الحادي والعشرين بما يتوافق ومرتكزات رؤية عمان 2040.

واختتمت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم حديثها بأهمية قيام إدارات المدارس والمعلمين بتحفيز الطلاب على اختيار المواد العلمية، وربطها بالبيئة المحلية واحتياجات سوق العمل، وتشجيعهم على ريادة الأعمال والاستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوضيح الجوانب المرتبطة بذلك، كما أنه من المهم التركيز على إعداد الطلاب بما يتوافق ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات سوق العمل واحتياجاته وفق الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني "عمان 2040".

 

أوراق عمل

بعد ذلك، قدم عدد من مديري العموم أوراق العمل التي أوضحت بعض المشاريع التطويرية أو المشاريع القائمة حاليا ومستجداتها؛ حيث قدمت الدكتورة زوينة بنت صالح المسكرية المديرة العامة للتقويم التربوي، ورقة عمل عن "الاختبارات الوطنية في الصفوف المرحلية"، تحدثت فيها عن أهداف هذه الاختبارات التي هي أداة من الأدوات العلمية المقننة لقياس المعارف والمهارات التي يمتلكها الطلاب، وهي مبنية على المخرجات التعليمية الأساسية للمناهج المطبقة في مدارس التعليم العام والمدارس الخاصة في السلطنة في القراءة والكتابة والحساب في نهاية الحلقة الأولى (الصف الرابع)، وفي مواد اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم في نهاية الحلقة الثانية (الصف العاشر)، إضافة للصف السابع، وتهدف الاختبارات الوطنية إلى توفير المعلومات والمؤشرات الإحصائية وبيانات دقيقة عن العملية التعليمية في مجالاتها المختلفة، وستطبق هذه الاختبارات في الفترة من 23-26 أبريل الجاري. وقدمت الدكتورة سناء بنت سبيل البلوشية المديرة العامة للمركز الوطني للتوجيه المهني المكلفة بإدارة المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين، ورقة عمل عن "المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين"؛ تناولت فيها التعريف بأدوار ومهام المركز والبرامج التدريبية التي يقدمها المركز، والجهود البحثية التي قام بها المركز خلال الفترة الماضية، وانطباعات المتدربين الملتحقين بالمركز، وأهم النتائج وجوانب الاستفادة التي عادت بالنفع على الملتحقين بالمركز.

وقدم الدكتور بدر بن حمود الخروصي مدير عام المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، فيلما تحدث عن الأدوار المستقبلية لمديري المدارس، وما الذي يجب أن تقوم به المدرسة من أجل إعداد أجيال تتواكب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة ومتطلبات سوق العمل، تلى ذلك تقديم الدكتور يحيى بن خميس الحارثي مدير عام المديرة العامة لتطوير المناهج، ورقة عمل عن "تطوير المناهج الدراسية في المدارس الحكومية وتطبيق سلاسل العلوم والرياضيات"؛ حيث تطرق للجهود التي تبذلها المديرية، والتي من بينها: إعادة طباعة المناهج الدراسية، أو طباعة الكتب الجديدة، متطرقا للتعريف بمعايير المناهج الدراسية المتمثلة في منطلقات بناء معايير المادة، ومساهمة المادة في تحقيق المهارات العامة المتوقعة من المادة، وكيفية تكامل كل مادة مع المواد الأخرى، وتطرق للبرامج التدريبية التي تُنفذ مُتزامنة مع المناهج التي تم تأليفها حديثا، موضحا أنه يتم إرسال نشرات توجيهية للمواد الدراسية مع بداية العام الدراسي؛ بهدف تزويد المعلمين بالمستجدات التي تطرأ على المناهج الدراسية. وأشار إلى أنه سيتم خلال العام المقبل طرح كتب جديدة في عدد من المواد الدراسية في عدد من الصفوف الدراسية، أما السلاسل فسيتم تطبيقها خلال العام الدراسي المقبل في الصفين الخامس والسادس. ولفت الخروصي إلى الدليل الاسترشادي للتقويم، وعرضَ نماذج عن كيفية المواءمة بين السلاسل المطبقة بما يتفق وطبيعة المجتمع العماني، وتطرق إلى الرؤية المستقبلية لتطبيق هذه السلاسل، وأشار مدير عام تطوير المناهج إلى الملتقيات التي عُقدت من أجل التعريف بجوانب التطوير في التعليم، والتي كان من أهمها: ملتقى استشراف المستقبل في العام 2017، والذي تضمن الحديث عن أهم الفرص أمام السلطنة حتى عام 2040، ونقاط التركيز للانتقال إلى اقتصاد ما بعد النفط، وأبرز الحلول والمقترحات في هذا الجانب.

تلى ذلك عقد ملتقى ورشة عمل رؤية عمان 2040، والذي نفذ في الفترة من 11-13 مارس 2018 والذي تطرق إلى ملامح قطاع التعليم في رؤية عمان 2040، وأهم العناصر التي يتم التركيز عليها في هذه الرؤية، ويتم من خلالها التناقش وطرحها من خلال اللقاءات التي ينفذها مكتب رؤية عمان 2040 في محافظات السلطنة المختلفة. وقدم أحمد البلوشي أمين سر الاتحاد العماني للرياضة المدرسية، ورقة عمل تعريفية عن الاتحاد، وأهم اختصاصاته، والدور الذي تقوم به لجان الاتحاد على مستوى المحافظات، وتحدث عن برامج الاتحاد الداخلية والخارجية والدورات التدريبية، والمشاركات الخارجية التي شارك بها الاتحاد، والبرامج الإستراتيجية  للاتحاد؛ والمتمثلة في أربعة برامج؛ هي: اكتشاف ورعاية المجيدين، وتطوير رياضة الفتيات المدرسية، وتوثيق العلاقة مع الشركاء، والمساهمة في تطوير البنية الأساسية، وتضمنت الورقة كذلك عددا من المحاور المتعلقة بالرياضة المدرسية.

أعقب ذلك تبادل الأحاديث الودية بين معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم وإدارات المدارس والمعلمين، حيث قامت معاليها ومديرو العموم بالمرور والجلوس مع الحضور والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم التي تتعلق بالعملية التعليمية، وتطويرها بما يعود بالنفع على الطلاب والطالبات.

تعليق عبر الفيس بوك