"الرؤية" تشارك في قمة وسائل الإعلام الآسيوية بالصين

الطائي: نؤمن بنهج السلام.. وأنّ الحرب ميقات زمنيّ يوسّع فيه الشيطان باب الجحيم

ساينا- هانيان - الرؤية

شاركت جريدة الرؤية ممثلة في المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس التحرير في قمة وسائل الإعلام الآسيوية التي تنعقد هذا العام تحت شعار" عصر جديد للتعاون بين وسائل الإعلام الآسيوية - تعزيز الاتصالات والإبداعات لدفع التنمية" بمشاركة مسؤولين من وسائل إعلام رئيسية من أكثر من 40 منطقة ودولة بالعالم لبحث تعزيز التبادلات والاتصالات والإبداعات بين وسائل الإعلام الآسيوية، بهدف خلق عصر جديد يتمتع بالتعاون والتطور.

وأكّد المكرم حاتم الطائي في كلمته سعادته بالمشاركة في هذه القمة الإعلاميّة المهمة، والتي تأتي في توقيت تاريخيّ شديد الخصوصيّة والأهميّة؛ تشهد فيه موازين القوى في العالم مجموعة من التحرّكات والتكتيكات، المغيّرة لملامح المسرح السياسيّ الدّولي، والأدوار المقرّرة للفاعلين فيه.

وأضاف الطائي: إنّنا نعيش اليوم في عالم تتقاسمه المحن والحروب بكل أنواعها، وتتعالى فيه أصوات الشعبويّة الهدّامة، ويتقاذفه صراع الأيديولوجيات والتحزّبات والمصالح المشبوهة وافتعال الحروب العبثية لصالح تجار ومصانع السلاح.. قطار يسير على قضيبين متقابلين، أحدهما يتّجه صوب تفجير الحروب، وإشعال مزيد من بؤر التوتر، والقضاء على الأمل في أيّة تنمية، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، التي ما زالت تتجرّع مرار الويلات منذ عشرات السنين، يقود قطار هذا الاتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، خلف رئيس بعقلية الرأسمالية المتوحشة، لا تفقه سوى لغة الربح، وعبادة المال، مهما كانت السّبل المؤدّية إليه، إنّه دونالد ترامب، المستجدّ على الساحة الدولية، والرئيس الأمريكيّ الأكثر إثارة للجدل في تاريخ البيت الأبيض على الإطلاق.

وأكمل بالقول: بينما على الجهة الأخرى، أغصان زيتون، وعقيدة اتزان وهدوء وسلام.. تحركات سياسية تحمل في مضامينها الخير للجميع. وقد أتيتكم من إحدى تلك الجغرافيات المؤمنة بحقّ الجميع في الحياة، دولة لم يزعزع ثوابتها أن كانت مجاورة لمناطق الخطر.. أتيتكم من عمان، قبلة الخير والسّلام.

وأضاف: إننا في عمان نؤمن بنهج السلام، وأنّ الحرب ميقات زمنيّ يوسّع فيه الشيطان باب الجحيم، يستخدم أفضل ما في الإنسان لإحداث أسوأ ما يصيب الإنسان من دمار وخراب.. يسلب الشعوب حقّها الشرعيّ في الحياة، ويسلب من قياداتهم حقّ السيطرة على الأحداث، فيساقون إلى حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، تاركا الأمر برمّته في يد جنرالات، يهدفون لإعادة رسم الجغرافية السياسية بشكل قابل للانفجار في أي لحظة.. إذ الكلّ خاسر في الحروب.

وهنا.. أودّ التأكيد على أنّ مبادرة طريق الحرير الجديد "حزام واحد طريق واحد"، لهي واحدة من بشريات صناعة الأمل، في عالم تكتنفه الصعاب، وتحيط به الأزمات من كلّ جانب؛ إذ تطرح المبادرة التي تتبنّاها واحدة من أكبر اقتصاديات عالم اليوم، الكثير من الرّؤى المستقبلية للتنمية الاقتصادية في العالم؛ نظرا لما يترقّب أن يحدث من تغيير بخريطة التجارة العالمية، في ظلّ نزوع الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تكبيل منظومة التجارة الدولية بسياسات حمائية أكثر انعزالية.

فمبادرة "الحزام والطريق".. هي أحد المشاريع الطموحة التي تستهدف تفعيل ممرّات ربط دوائر النشاط الاقتصاديّ، في آسيا بأوروبا والقارة الإفريقية، بما يصبّ في صالح تأسيس قاعدة أكثر انفتاحا وكفاءة للتعاون الدولي، وتكوين شبكة أكثر قوّة من الشراكات متعددة الأطراف.

وعمان وكبلد محبّ للسلام والرخاء والتنمية كحقّ للجميع، وبما يربطها بعلاقات وثيقة مع شريك استراتيجيّ بحجم جمهورية الصين الصّاعدة بقوّة، لتحيّي هذا المشروع، ليس لكونه فقط توجّه لتسهيل وتوسيع حجم التجارة بين الأقاليم والدول المندمجة؛ بقدر ما ينطوي على أبعاد إنمائية ومكاسب اقتصادية للدول الواقعة على الطريق؛ الأمر الذي يكسبه ميزة الاختلاف عن نمط المبادرات والمشروعات التي طرحت من قبل؛ لاسيّما إذا ما أخذنا في الاعتبار عدد المستفيدين من سكان منطقة الحزام والبالغ 3 مليارات نسمة، أي أكثر من نصف سكان العالم.

وأكد الطائي على أهمية الوعي بأنّ الدور المنوط بنا أن يعود إعلامنا إلى مرجعيّته، القائمة على المبادئ المهنيّة، والضوابط الأخلاقيّة والقيميّة، وأن نربأ بأنفسنا عن التحرّر من كل هذا، أو أن نكون معاول هدم؛ فأمانة الكلمة تنوء بحملها الجبال، وقد ارتضينا حملها، فلنوفها حقّها، وأن نكون صنّاع أمل في زمن مليء بكل أنواع العدوانية، والتشظّي، والفرقة، والحروب.

وتناقش القمة عددا من الموضوعات منها تهديدات الإرهاب والتغيرات المناخية وأمن الإنترنت والجوع والفقر، والحاجة الى نظام إداري عالمي جديد لدفع بناء المصير المشترك للبشرية، خاصة وأن في عصر وسائل الإعلام الجديدة، تعد وسائل الإعلام حلقة مهمة في النظام الإداري العالمي وأيضا قوة هامة لإعادة بناء النظام الاجتماعي والعالمي.

يشار إلى أنّ الوفد العماني المشارك في القمّة يضم إضافة إلى "الرؤية" كلا من وكالة الأنباء العمانيّة وجريدة عمان.

تعليق عبر الفيس بوك