سليمان التمياط - السعوديّة
ننتبه بالرحيل والوداع لأشياء لم نرها سابقا. حينها يكون التركيز في ذروته وأعلى مراحله ويتناقص حين يتم الوداع إلى أن يصبح صفرًا.
نرى أشياء لم نكن نرها في المرات الأولى. نتمعن بوجوه لم ننتبه لها فيما سبق وربما لن نراها مرةً أخرى.
الكلمات سائلة.. أو ربما هي في حالة التسامي إن جاز التعبير.. تتجمد كلماتنا حين يهب الخذلان؛ الخذلان ذاك الزمهرير الذي يتشظى بشكل نووي في كل اتجاه داخلك.
وماذا يعني أن تكون غاضبًا لخذلانٍ ما؟!
أنت من رفع سقف التوقعات؛ عليك التسليم بأنه لاعلاقة للملح برفع الضغط لا من قريب ولا بعيد..
احمل رأسك عاليا واذهب به بعيدًا أو أنزل السقف.
تسير ....تسير....تسير ...تسير...تسير...تسير...تسير
إلى اليسار قليلاً وعند المنحدر يميناً لتجد الهواء يحاصرك. يستقبلك بصدره وتستقبله بصدرك؛ الهواء مثل كل مخذول تجده في منعطف في جادةٍ غير مستقيمة ولا تملك من أمر نفسها شيئًا إلا بمقدار سكون من يمرون فوقها.
