أحجار ليْست لرجم النهر


سفيان صلاح هلال - مصر


مصر
1)    النهر أبي..
أترَى دمي...ومدَارَه..؟
وما يطيرُ معلّقا بين مخالبه الدماغ..؟
وما يغيض قاذفا وراء نجم  الشمس عيني..
ساحبا إلى قرار ساحق تقدُّمي؟
إليك بثِّي....
والمراد
كان غيْر القول.. والسؤال.. والآلام
والحزن الذي أسْكنه ، يانهر
أهْذِي... وأردّ على سؤال القلب بالظن،
فهل ما شيّدَ المستعمرون على شواطئك
التوَى برؤاك عنّى..
أمْ تسير هادئا لأنّك الدفـّاق بين شواطئ الحِكْمة...
ثم ذات عاقبة ستخْبرني..
لِمَ بالماء لم تبخل على بذر الغزاة
ولَمْ تـُدِرْ وجْه الحقول عن لصوص بنوّتي؟
2)
ثلاث نخلات على الماء توَزّعْنَ الظلال/
نسْوة يغْسلْن أثوابًا عصيّة على الأحجار
والأمواج
/أطفال يعومون /.. دخان قصة معتادة
/حزينة ترمي أرانب هالكة - ولايفوت حزنها أن يتحاكى
عن هزال الأم في الجوع.. –
تضاحكنا
رمَت سيدةٌ مشيمةً / تبسّمت النساء ُ..
عاد من شروده صامتـُنا يزوّج الشروق للغروبِ..
يخْلِط المداراتِ..
تصاعد المساء مخفّفا وطْأته بحفنة من النجوم النائيةْ
قال ظريف للذي غنّى التياعا
:"غزل؟ يهزّ ساكن القلوب في الطريق العام
يا لهذه المخالفةْ؟!"
قال بحسرة لئيم ":هذه المرة نفيٌ.."
عاد من شروده صامتـُنا يقول :"هكذا يكون حل المشكلةْ.."
لاحت  بواخر سائحين؛
خرج الصغار من المياه ممهرجين الطقسَ........
طار الإوزُّ على حوَافِ النهرِ
متدافعا
للماء...............
3)
مشيْتُ والنهر  بجانبي عليه - من تماسيح - فريقان....
ظمئْتُ.. دعى دمي بالماء للظمآن...
سرْت.. وكلّما وجّهْتُ وجهي للمياهِ ينفتحْ فمان...
4)
ضَحِكْتُ من حلقي صباحا ضحْكَتين ..
وضحكتين في المساء..
بيت أصيل ، وأبٌ
..والطقس خطوتان:
خطوة تقودني إلى الخمر.. ،وخطوة تجرّني إلى القبر..
وأمّا عن أبي فكأنه الخارج من وحدته بعد معاناة
-أخيرًا  –اسْتثارت حوْله بذر الحياة...
فصارت الأصواتُ كلَّ همّه
حتى وإن كانت قذائف الرماةْ....
5)حتى الديدان تكيل بمكْيالين،
وتفرّق أسماكُك بين شِباكيْن
6)
أبي
إليك من دمي الذي وهبْته ضبابا ساخنا
قبْرًا جميلا للأماني
تحت إسمك في الدروب
أبي
لك الفضْل الذي في خيره وقتي يذوب
أنا الذي أدمنت أن أتزوج الترحالَ
والغريباتِ
وأزْرعَ البنينَ في بلادٍ كلِّها تجهلني.....
ثم أغيب تاركًا لهمْ أبوّة الرصيف..
نعمْ..أعود حين لا يصلح إلا أن أكون
أبا الضعيف ..
أعود سرًّا
... خائفا نموّ لبْلاب الأكاذيبِ
فأنزع الكلام..والإجابات.. وتاريخا.....
وأمضي مع أوّل فرصةٍ
لليلةٍ
فيها دمي
سوف يلاقيهم جميعا
لا حدود لاتّساعهم..على الشبابِ
ينتمون للعجائز المكوّمين تحت جدران المساءِ
مانحين  خلاصة الإنسانِ
حينها
بتلقائية سأنبري مقبّلا
مهديَهم اسمي ...وعنوان ضريحي ...والأماني...
7) تغيض…
أو تفيض غاسلا الرؤوس
هكذا
يا نهر, ناءٍ ما تريد..
والصحْوُ ما يعني لمسجون يكبّله الحديد؟
")اغسل يديك أيها الشحاذ"..............)
8)
أغلقتُ
ماعدا مسالك الدماء..
وجلستُ أستمع الأغاني القادمات من الفؤادْ.......
من لا ينفّذ ما يخططه العدو…؟
من غير صورته يرى...؟
ومن يغوص في الرسالات.؟
وهل بلادنا يا نهر...هذه البلاد؟
9 )
في تصاريح كهانك الحكماء
دائما أنت تحيا عصور الرخاء
إنني كاذبٌ
إنني منكرٌ للجميل

 

تعليق عبر الفيس بوك