مسرحية: خطوة ومنحدر

عبد الرزاق الربيعي – مسقط


(عن قصة قصيرة للكاتب تولستوي باسم (بولتشكا)
المكان: قرية روسية
الزمان:أواخر القرن الثامن عشر

الشخصيات:

بوليكاي: رجل في الثلاثين من عمرة رث الملابس فوضوي.

الزوجة: في الثلاثين أيضا.

فانيا: في الخمسين من عمرها ثرية  

سافينا: في الخامسة والعشرين من العمر

دولترن : رجل في الخامسة والخمسين من عمره عظيم الهيئة أشيب يدل مظهره على انه سيد محترم وقور

ايلتش: شاب غرير في الخامسة والعشرين من العمر

تيودور: تاجر في الأربعين حسن الهندام

فكتور: في الأربعين من عمره عادي المظهر

الفتاة  : في العاشرة من العمر رثة الملابس
ليو: في العشرينيات
شرطيان


المشهد الأول:
(شارع خال من المارة ثمة رجل رث الهندام يفترض وسط الشارع واضح من حركاته انه ثمل في يده زجاجة الخمر, الوقت ليل)
بوليكاي(مرنما):
 السماء واسعة
لكن خطوتي ضيقة
لذا أضعت في الطريق
طريقي
ونمت خارج بيت القمر
وهكذا تدحرجت أيامي
مثل كرات ثلج
تائهة في منحدر جبلي
تعصف بها الرياح
لتقذف بها
في بقعة ما بعيدة
عن الطريق الذي أضعت به طريقي
لتنام
متنعمة
بضوء شارد
يطل عليها
من  سماء واسعة

(يذرع المسرح جيئة وذهابا)

أتعرفون لماذا تدحرجت أيامي مثل كرات ثلج على منحدر ؟ هه
إن رجلا مثلي فقير وسكير وسيء السمعة ويعمل خادما عند السيدة "ايفانا" ويقوم بشوون  المزرعة التي تشبه إلى حد كبير أفواه التماسيح ويمضي لياليه متسكعا بين الدروب والحانات … رجل  بهذه المواصفات قضي بأن لايكون له أصدقاء في زمن ليس للبائسين فيه محط قدم … "يعاود الغناء
خطوتي ضيقة
لذا أضعت في الطريق
طريقي
ونمت خارج بيت القمر
وهكذا تدحرجت أيامي
مثل كرات ثلج
ليو: من ؟ بوليكاي العزيز؟ لماذا تجلس هنا وتترك الحانات للأوغاد واللصوص الشرفاء
بوليكاي: لا مكان لي بين اللصوص الشرفاء
ليو: مكانك محجوز سلفا
بوليكاي:ماذا تعني ياليو؟
ليو: أحسن الظن بي ياصديقي , لا أقصد شيئا
بوليكاي :  ربما تستغرب جلوسي في  هذا الشارع مع أن الحانات مفتوحة الأبواب وعلى مصاريعها هذه الساعة وأنا واثق من هذا لأنني زبونها الدائم - سابقا بالطبع –
ليو:نعم , نعم , ومازالت تفتح أذرعها لك وقنانيها أيضا لتعب منها ما تشاء
بوليكاي: لقد كانت الحانات تفتح ذراعيها لي وتضمني الى صدرها بحب وحنان كبيرين …
ليو:وماذا جرى اليوم؟
بوليكاي :اختلف الأمر ياصديقي ..اختلف تماما,  فما أن يلوح شبحي حتى تحكم إغلاق أبوابها بوجهي ,,,, بما فيها و,,,, الى أن انصرف …
ليو: لماذا ؟ ماذا جرى؟
بوليكاي : أمور كثيرة حدثت ,جعلت الأمور تسير بشكل مختلف  " ياخذ رشفة من الزجاجة " إن اصحاب الحانات يكرهون عربدتي وضجيجي وكثيرا ماصرحوا بأن صوتي يثير اشمئزازهم وقرفهم وغضب زبائنهم الذين ما أن يسمعوني حتى يبدأون بالإنسحاب من الحانة  واحدا تلو الآخر  مع إنه ليس بهذا السوء
ليو:لا أظن إنه بهذا السوء
بوليكاي: يقولون إن يخدش أسماعهم
ليو:لا يحق لهم قول ذلك أبدا
بوليكاي:واليوم حين غنيت السماء واسعة تلك التي كتبتها ولحنت كلماتها بنفسي طردوني
ليو:
السماء واسعة؟
بوليكاي :نعم
(يغني)
 السماء واسعة
لكن خطوتي ضيقة
لذا أضعت في الطريق
طريقي
ونمت خارج بيت القمر
وهكذا تدحرجت أيامي
مثل كرات ثلج
تائهة في منحدر جبلي
تعصف بها الرياح
لتقذف بها
في بقعة ما بعيدة
عن الطريق الذي أضعت به طريقي
ليو:رااااائع...جميييييل
بوليكاي: شكرا ..شكرا... لكن أظن إن هذا ليس هو السبب الحقيقي
ليو:هل هناك سبب آخر؟
بوليكاي: نعم, أصحاب الحانات لايريدون أن يقولوا السبب  الحقيقي صراحة
ليو:أي سبب ؟
بوليكاي: إنهم يخافون على زبائنهم من …
ليو:من ماذا يابوليكاي؟
بوليكاي:  من تهور يدي
ليو:يدك؟
بوليكاي: نعم, يدي , إنهم يقولون إنها  ليست مؤدبة الى حد كبير
ليو:من؟
بوليكاي:يدي
ليو:يدك؟
بوليكاي:نعم يدي ..هذه
ليو:مابها؟
بوليكاي: مشكلتها إنها كثيرا ما تخرج عن أخلاق المجتمع المؤدب وتنشر الرعب والفزع بجيوب الناس الذين لم تشغل يدي بالها  بزيارتهم
ليو:الفزع؟
بوليكاي :هذا ما يقولونه , هل صدقتهم ياصديقي ؟
ليو: لا لا لا بالطبع
بوليكاي: إنهم يتوهمون ذلك ....
ليو: أأنت ضحية الوهم ؟
بوليكاي: الوهم … نعم الوهم هذا الداء الخطير الذي يسيطر على الناس ويجعلهم يعتبرونني لصا  خطيرا  ولهذا عندما أصادفهم بالشارع يفر بعضهم هربا مني مذعورين وأيديهم على جيوبهم والبعض الآخر – وهم مفلسون بالتأكيد – فإنهم يقفون بصلابة ويردون  لي الكلمات البذيئة التي لاتدل على ذرة أدب أو ذوق يتمتع به أصحابها , أما أنا فأصم أذني وأسير الى البيت
ليو:والآن إئذن لي بالإنصراف سأذهب الى البيت
بوليكاي: أراك بخير ياصديقي
ليو :وداعا
بوليكاي: وداعا

(يعود الى الغناء)

السماء واسعة
لكن خطوتي ضيقة
لذا أضعت في الطريق
طريقي
ونمت خارج بيت القمر
وهكذا تدحرجت أيامي
مثل كرات ثلج
تائهة في منحدر جبلي
تعصف بها الرياح
لتقذف بها
في بقعة ما بعيدة
عن الطريق الذي أضعت به طريقي
 
(ينظر الى الجهه اليمني من المسرح)
إني أبصر رجلا قادما انه ايلتش يبدو انه خرج من مائدة القمار خاسرا … ايلتش ما الذي ألم بك أيها الصديق العزيز
ايلتش : دعني يابوليكاي, ان الحظ لم يحالفني هذه الليلة  
بوليكاي :"مداعبا": كسابقاتها
ايلتش : ولكني خسرت ضعف ما أخسره كل ليلة  على مدى أسبوع
بوليكاي : يبدو أن الأمر خطير (يبدو جادا )
ايلتش : بل بالغ الخطورة…  فاليفين أقام علي دعوة منذ يومين في المحاكم بعد أن عجزت عن تسديد دينه البالغ مئتي روبل بعد نفاد المدة المقررة   وقد يكون الشرطة الآن في تتبع أثري … سيسجنوني حتى أسلم ماله .
بوليكاي : والآن ماذا ستفعل ؟
ايلتش : لا أدري … لقد علقت آمالي على هذه الليلة  (يضرب بيده على الأخرى ) ولكن وااسفاه … لقد فقدت الثروة  التي خلفها لي أبي الراحل على مائدة القمار اللعينة وفوق هذا أثقلتني الديون
بوليكاي : وعمك  ماذا سيكون دوره ؟
ايلتش : سيقف مكتوف الأيدي كما كان من قبل انه غاضب  علي لأنني لم أحسن التصرف بالثروة  وقد امتنع عن قرضي حتى ولو مليا واحدا .
بوليكاي : اذن ستقيم في غيابة  السجن دهرا أيها الصديق العزيز
ايلتش : هذا اذا لم أبع قطعة الارض التي أملكها فأطلق سراحي بثمنها… وهذا الأمر سألجأ اليه اذا اشتبكت الأمور وتعقدت .
بوليكاي :كان الله في عونك
ايلتش : وأنت  كيف تسير أمورك ؟
بوليكاي : أموري؟ واااااااااااااو بحمد الله من سيء الى أسوأ
ايلتش : كيف ؟ أرى الزجاجة لاتفارق كفك منذ أسبوع!!! ما الذي حدث ؟هل أن المال هبط عليك من السماء ؟
بوليكاي (ثائرا) : ايلتش … كن مؤدبا فاني لا أسمح لك بتجاوز حدود الأدب
ايلتش : ماهذا ؟ هل غضبت ياعزيزي أردت مداعبتك فقط,  لم أقصد ازعاجك اطلاقا … يكفي اننا الليلة  متشابهين في المصائب… بل إن حالك أفضل بكثير من حالي (صمت) كيف حال سيدتك ؟
بوليكاي : انها بخير دائما , ماالذي يجعلك تسأل عنها ؟
ايلتش : أردت أن أعرف هل حقا إنها جادة في توسيع مزرعتها ؟
بوليكاي : هذا ماتفكر به حاليا يا للعجوز الطموحة!! … وما الذي يهمك في هذا ؟
ايلتش : لاشيء .. لاشيء ولكن قد أبيع لها قطعة الأرض التي أملكها اذا تأزم الحال …نسيت أن اسالك عن ساعة الجدار التي افتقدتها منذ أيام .. هل وجدتها ؟
بوليكاي (بارتباك ) : لا أعتقد …
ايلتش : يالها من عجوز عنيدة!! .. لم تترك مكانا الاوبثت به خبر سرقة الساعة
بوليكاي : وفوق هذا إنها لاتعمل منذ سنوات ولو رأيتها لخرج طعامك من جوفك في الحال !
ايلتش : تقول بأنها عزيزة  عليها وكان قد منحها لها جدها في عيد زواجها وما الى ذلك من ذكرى تنعش نفسها
بوليكاي : دعنا من أمر الساعة  الآن …
ايلتش (ينظر الى ساعته ) : يحسن بي أن أذهب
بوليكاي : الى أين ؟ ماتزال أمامك ليلة طويلة
ايلتش : انني أشعر بصداع يمزق رأسي .. سارأك في مابعد ..
(صوت عربة)
بوليكاي: ماهذا ؟إنها عربة سيدتي  تقترب, علي ّأن أخبيء الزجاجة وأتصنع الهدوء
(تقف العربة )
صوت فانيا: بوليكاي...ماذا تفعل هنا؟
بوليكاي: سيدتي فانيا...لقد أضأت الطريق بقدومك ...
فانيا(تنزل من العربة مع خادمتها سافيا ) : دعك من هذا الهذر ,وقل لي ماذا تفعل هنا؟
بوليكاي: عفوا سيدتي,أنت تعرفين أن الصغير محموم وجئت أبحث عن دواء له
فانيا:دواء له ؟ أم لك أيها السكير؟
بوليكاي :عفوك سيدتي ...لقد وجدت الصيدلية مغلقة لذا جلست أنتظر هنا فأحسست بالبرد , لذا قلت لابد من جرعة من الفودكا ليسترد  جسدي دفأه
فانيا:اللعنة عليك وعلى جسدك , الى متى ستظل هكذا تجوب الدروب؟ الا تخجل من نفسك ؟ ومن زوجتك وطفلك الرضيع؟
بوليكاي:عفوك سيدتي...أراك منفعلة
فانيا:أنت سبب كل هذا , لم تعد تعمل في خدمتي كما كنت من قبل فضلا عن ذلك فالفوضى العارمة تكتسح البيت , كل يوم أفقد حاجة بسبب إهمالك ..وآخرها فقداني الساعة الجدارية (يشعر بوليكاي بالخوف)
بوليكاي:  الجدارية؟
فانيا: تلك التحفة الفنية النادرة , إنه الإهمال والتسيب
بوليكاي:فتشي عنها جيدا..ستجدينها بكل تأكيد
فانيا:نعم سأجدها وسأعرف كيف أحاسب المقصر
بوليكاي:بالطبع ..بالطبع

(تعود إلى العربة ....وتمضي في طريقها)
بوليكاي:نظراتها ليست مطمئنة..يبدو إنها تشك بي ...لا ..لا ...لتذهب تفتش البيت فلن تجد سوى قيء الصغير  وبرازه (يضحك يعود الى الغناء )
السماء واسعة
لكن خطوتي ضيقة
لذا أضعت في الطريق
طريقي
ونمت خارج بيت القمر
وهكذا تدحرجت أيامي
مثل كرات ثلج
تائهة في منحدر جبلي
تعصف بها الرياح
لتقذف بها
في بقعة ما بعيدة
عن الطريق الذي أضعت به طريقي

(يعود ايلتش مذعورا)
بوليكاي:ايلتش..ما بك؟
ايلتش:رجال الشرطة تطاردني , هل لديك مكان أختبيء به؟
بوليكاي: ماذا ؟مكان تختبيء به؟ إنه أمر يحتاج الى تفكير
ايلتش:أي تفكير؟ افهم يارجل ...لابد من مكان آمن
بوليكاي: لا مكان سوى بيتي..صحيح إنه بائس ومتواضع ومليء بصراخ الصغير المريض لكنه بإمكانه أن يجعلك بمنجى من الشرطة وهراواتهم
ايلتش: موافق ..موافق ... المهم أن أختبيء عن الأنظار هذه الليلة وغدا سأتدبر أمري
 (يدخل شرطيان )
الشرطي 1 : قف مكانك ولا تتحرك
ايلتش : (يتصنع الهدوء)ماذا ؟ لابد إنكم  أخطأتم
الشرطي 2 : ألست  ايلتش ماركون ؟
ايلتش : لا ..لا إنه يشبهني
الشرطي 2: يشبهك؟ اذن من تكون؟
ايلتش: أنا ..أنا..
الشرطي 1: أين بطاقتك؟
ايلتش:لقد فقدتها
الشرطي:هيا معنا .. القسم وهناك سنعرف من تكون
ايلتش: دعني:ماذا تريدون مني ؟  أنا أيلتش نعم .. نعم .. أنا هو
الشرطي1: اذن هيا معنا .. إن معنا أمرا بالقاء القبض عليك
ايلتش : لم لا؟ "لبولكاي" إذن  فعلها (ليفين ) القذر
الشرطي 2 : هيا معنا لا تكثر الكلام
ايلتش: سأرافقكم لكن ليس قبل أن أودع صديقي بوليكاي … بوليكاي العزيز وداعا
الشرطي 1 (منتبها الى وجود  بوليكاي) : وأنت ماذا تفعل هنا وفي هذه الساعة المتأخرة  من الليل ؟
بوليكاي : دعني أشرح لك الأمر ..الصغير مريض وقد خرجت .....
الشرطي 2 : ليس لدينا مزيد من الوقت لكي نضيعه مع المتسكعين والسكارى … اغرب عن وجهي والا جعلتك تكمل سهرتك مع رفيقك في السجن
بوليكاي : لاتغضب سأذهب … سأذهب فالشوارع هي الأخرى لها أبواب كالحانات تماما تغلقها متى تشاء ( يخرج من المسرح ويخرج الشرطيان مع ايلتش – يبقى المسرح فارغا للحظات ثم تطفأ الأضواء )

المشهد الثاني:
(غرفة السيدة  "فانيا" واضح الثراء عليها .. ثمة كراسي تصطف بانتظام على مدار الغرفة بعض التحفيات على جانب من الغرفة ... يدخل رجل حاملا ساعة الجدار )
الرجل : سيدتي .. سيدتي
فانيا: ماذا بك يافكتور؟ هل حدث أمر؟
فكتور ( يضع الساعة أمام عينيها ) : إنها الساعة  المفقودة  
فانيا : الساعة ؟ وأين وجدتها ؟
فكتور : في مزاد لبيع الأثاث القديم وقد لفتت نظري هذه الساعة وتذكرت إني شاهدتها في غرفة سيدتي ...
فانيا : وما الذي أوصلها الى هناك ؟ لابد أن أحدا سرقها وباعها له
فكتور : في بادئ الأمر ظننت أن الرجل صاحب المزاد هو السارق ولكنه أقسم أن رجلا رث الهندام قصير القامة على خده الأيسر بقعة سوداء باعها له ...
فانيا : هل تعني أن ....
فكتور : نعم ياسيدتي . هو لاغيره والمواصفات تنطبق عليه كما إنه الوحيد الذي يدخل غرفتك عند خروجك منها
فانيا : ياللخائن ... !!
فكتور: انه يستحق التأديب ... كان عليك ان لا تثقي به بعد أن سرق ......  وباعها في السوق
فانيا : هذا آخر ماكنت أتوقعه
فكتور : هل نخبر الشرطة بأمره ؟
فانيا : لا .. لا تفعل هذا فأنا بحاجة اليه سأرسل بطلبه وأؤنبه  على هذا الفعل , أما أنت فشكرا لك وسأرسل لك المبلغ الذي دفعته للبائع ومعه مكافأة
فكتور : أنا في خدمة السيدة ...
فانيا : شكرا يافكتور ...
فكتور  (ينحني مقبلا كفها ) وداعا
فانيا : وداعا ( تجلس على الكرسي مضطربة تعاود النظر بالساعة) سافينا
سافينا : نعم سيدتي
فانيا :أين بوليكاي ؟
سافينا : في البيت
فانيا: اطلبيه فورا  
سافينا : حسنا سيدتي (تخرج )
فانيا: لقد تعبت مع هذا البائس ,السكير ,  كم سامحته! وكم حاولت إصلاحه ! لكنه لا يستفيد من الفرص التي منحتها له , ولا يترك عاداته السيئة , ماذا أفعل له؟لقد تربى في هذا البيت وكبر صار جزءا من المكان , منذ عثرت عليه في تلك الليلة الثلجية الباردة "تستدعي المشهد "
فانيا :قف أيها الحوذي , إنني أرى شبحين يتوسدان الظلام! لا بد إنهما أضلا الطريق , أو قطعت عليهما العاصفة الثلجية درب  العودة ,  يبدو إنهما إمرأة مسنة وصبي  , إنظر أيها الحوذي للثلج لقد جمد الدم في عروقهما , ماذا تقول؟ هل إن المرأة ميتة؟ ليتغمدها الرب برحمته وماذا عن الصبي ؟ به رمق ؟ شكرا للرب , يبدو عليهما البؤس والفقر لابد إنهما كانا يتسولان وداهمتهما العاصفة , علينا أن نسعف الصبي وندفن الأم في مقبرة الغرباء
"يعود المشهد السابق" ومنذ تلك الساعة دخل  الصبي "بوليكاي" ذو التسع سنوات حياتنا ليقوم بخدمتنا , ويقضي أمور الحقل ,منذ تلك الساعة وبوليكاي واحد من أفراد البيت , إذ نشأ به  وكبر ثم تزوج ,  واليوم حين يخطئ أو يسهو , سرعان ما أسامحه , إذ إنني لا أستطيع أن أقسو عليه  إنني في النهاية بحاجة الى خدماته ,ورغم كل شيء فهو طيب القلب , لكن مع ذلك ينبغي الا أتساهل مع جرذ لص مثله.
 (تدخل سافينا ومعها بوليكاي )
فانيا : اتركينا يا سافينا وحدنا
سافينا : أمر سيدتي (تخرج )
فانيا (تنظر الى بوليكاي بغضب فيما يحاول  أن يبتعد عن نظراتها الحادة ) بوليكاي
بوليكاي: نعم سيدتي ..نعم
فانيا : أتعرف لماذا استدعيتك يابوليكاي ؟
بوليكاي ( مضطربا )  لا أدري .. لا أدري ياسيدتي
فانيا :لقد طلبتك لأريك شيئا جميلا
بوليكاي : وماهذا الشيء الجميل ؟
(تخرج الساعة  وتلوح بها أمام ناظريه  فيصاب بالدهشة  )
فانيا : هه ..... ما بك ؟ ماذا أصابك ؟
بوليكاي : لاشيء.. لاشيء
فانيا : أكنت تظن أن عيوننا عمياء الى هذا الحد .... بوليكاي لماذا فعلت هذا ؟
بوليكاي : لم أفعل ... لم أفعل شيئا
فانيا : لقد أعطانا صاحب المزاد أوصافك ولم يبق شك في إنك لم تسرقها
بوليكاي : ما ... ماذا ؟
فانيا : لاتحاول الإنكار فإنه سيرسلك الى السجن
بوليكاي : سجن : ... ماذا تقولين ؟
فانيا :  أتسول لك نفسك سرقة سيدتك أيها الملعون ... يالها من نفس قذرة !!
بوليكاي : سيدتي ...
فانيا : إدفن لسانك في فمك الأجوف قبل أن أدفنك في السجن أيها الوغد ,  لقد سمعت الكثير عنك وقلت لعلك تتوب ,  تصلي الى الرب , تطلب الصفح والغفران منه لكنك أبيت الا أن تكون سارقا عفنا ولصا قذر لدرجة أن يدك القذرة  امتدت  الى بيت سيدتك التي تأكل من خيرها
بوليكاي : عفوا سيدتي لم أكن أعرف إنها مهمة  لهذه الدرجة ,  بل اعتقدت انكم لن تشغلوا أنفسكم بأمر البحث عنها .
فانيا: ماذا بعد ؟
بوليكاي : اعتقدت .... اعتقدت انكم ستشكرونني على عملي هذا لأنني أرحتكم من هذه الساعة القديمة الهرمة التي تعشعش في أكنافها الديدان والعناكب ,  ووجودها يقبح غرفة سيدتي
فانيا : قبح الله وجهل.... أتعرف كم تساوي هذه الساعة عندي؟  إنها تعادل مئات الروبلات بل الآلاف, وتراني لا أغالي إذا ماقلت إنها تساوي الدنيا كلها
بوليكاي : الدنيا كلها ؟ !!!
فانيا : نعم الدنيا كلها لأنها تحمل في طياتها أجمل الذكريات (ينخفض صوتها )
بوليكاي (مداعبا) : أتراها ذكريات شبابك الغض عندما كنت تكسرين القلوب
فانيا : اخرس أيها المحتال,  هل تريد أن تلين غضبي بكلامك المعسول هذا ؟
بوليكاي : عفوا  سيدتي إنك امرأة طيبة وكريمة فمنّي عليّ بعفوك هذه المرة
فانيا : لقد  قلت لك عد الى رشدك ..... ابتهل الى العذراء لتشملك بعطفها ... صل للرب لعله يصفح عنك ويطهر قلبك من الرجس  ويخلصك من سلطة الشيطان عليك ..... ياغبي ان السيد المسيح لا يحب اللصوص والمحتالين وأنت فتى طيب مؤمن .... اذهب الى الكنيسة واعترف بذنبك لعل الرب يسامحك ...
بوليكاي : أعدك بأنني سوف لن أرتكب حماقة بعد اليوم واذا نقضت عهدي  هذا  , فلك  رقبتي
فانيا : ماذا أفعل بها ؟ هل أعلقها على صدري قلادة ؟
بوليكاي : لتكن حجابا يطرد الشياطين عن سيدتي
فانيا: بل انها ستملأ بيتي بالشياطين أيها السكير ..أخرج من هنا
بوليكاي : وداعا سيدتي
فانيا : إغرب عن وجهي
(يخرج )  
فانيا : ياللشاب الأحمق التعيس !! .. ماذا بوسع الانسان أن يفعل له أكثر من سبه واسداء النصائح له لعله يتوب ؟  لقد حيرني أمره يترك الخيول الأصيلة  ويسرق الأعنة !! .. يهمل الجواهر التي تملأ الغرفة  ويسرق الساعة القديمة ممزقا البيوت التي بنتها العناكب عليها !!شاب تعيس وطيب في نفس الوقت
(تدخل سافينا)
سافينا :سيدتي ... دولتون يطلب مقابلتك
فانيا : دعيه  يدخل
دولتون : مرحبا سيدتي ( ينحني مقبلا يدها )
فانيا: أهلا دولتون العزيز .. تفضل بالجلوس ..كيف حالك؟
دولتون: سيئة جدا
فانيا: وما أخبار ابن اخيك ايلتش
دولتيون (يطلق حسرة) : زرته في السجن صباح اليوم وكان متذمرا وتوسل الي بأن أطلق سراحه بأية  وسيلة
فانيا : وماذا تريد  ؟ هل أقرضك المبلغ ؟
دولتيون : لا ... شكرا لعطفك فان كاهلي  سترهقه الديون  ولكنك تستطيعين مساعدتي من ناحية أخرى

فانيا : أنا طوع أمرك
دولتيون : شكرا ... لقد أخبرني ايلتش إنك تريدين أن توسعي مزرعتك
فانيا : هذا صحيح
دولتيان : وبما أن أخي الراحل ترك لابنه ايلتش قطعة أرض مع ما أورثه له , هي كل مابقي له وسأبيعها لك اذا رغبت لأطلق سراحه
فانيا : شيء رائع ... ولكن كم تبلغ مساحتها ؟
دولتيون : إنها تزيد عن 30 دونم صالحة للزراعة,  وسيدة مثلك تستطيع أن تحولها الى ذهب أخضر
فانيا : (تفكر) ولكن سوف لن  أتحدث معك بأمور البيع مالم يكن المبلغ الكافي بحوزتي ... سأرسل بطلب المبلغ وسنتفق على البيع .
دولتيون : حسنا سأزورك غدا .. شكرا
فانيا : شكرا لهذه الزيارة
دولتيون : وداعا
فانيا : وداعا أيها السيد النبيل (يخرج )


المشهد الثالث:
(بيت بوليكاي بسيط الأثاث ... ثمة صندوق على الجانب الأيسر من المسرح وكرسي قديم في الجانب الأيمن ,بعض الأفرشة القديمة الممزقة تغطي أرضية المسرح ... الزوجة تحمل طفلا وتدور به المسرح بينما يجلس بوليكاي مسندا ظهره  على الصندوق
الزوجة : يالها من سيدة طيبة!  ... كيف عفت عنك  ؟
بوليكاي (ضاحكا ) : وهل تكسر أرجل الحصان اذا ما عصى  أمرا  ...إن الحصان يازوجتي العزيزة  يضرب وينهر بقسوة ولكن لن تكسر رجله لأن صاحبه  بحاجة اليها.
الزوجة : ألهذه الدرجة أنت مهم ؟
بوليكاي : لا أستطيع أن أقول هذا بالضبط .. ولكن ليكن في علمك إن السيدة لن تجد خادما مطيعا مثلي ... ومهما يكن فأمر السيدة  ليس مهما  
الزوجة : ماهو المهم اذن ؟
بوليكاي : إنني أفكر بوقع الخبر عند الناس,  ماذا سيقولون ؟  يجب علي أن أقتعد البيت فأنا لا أستطيع أن أواجه سخريتهم وكلامهم .
الزوجة : على كل حال , كلامهم أهون من السجن
بوليكاي (منفجرا ) : السجن؟  لماذا يرعبك الى هذه الدرجة .. انه مكان راحة واستجمام وبطالة أحلم بها , على الأقل إنه يبعدني عن الناس وكلامهم وعن صراخ الأطفال (يرتفع صراخ الطفل )
بوليكاي : أين الأولاد ؟
الزوجة: لقد ذهبوا لزيارة جدهم,  أما (نافين) فهي في المزرعة.
الزوجة : ياللصغير البائس!! .. لليلة الثانية وهو لا يكف عن الصراخ لم يغمض لي جفن
بوليكاي : ولم يهدأ لي بال
الزوجة : لو كان أمر الطفل يهمك لاشتريت له دواء بدلا من زجاجتك هذه التي باتت مكملة لهيئتك ! وكانها عضو من أعضائك
بوليكاي : إن ألم الطفل ياعزيزتي قد يسوء لحظة ويهدأ أخرى,  أما أنا فألمي ..  
الزوجة : عن أي ألم تتحدث؟  إن جسمك يفزع الأسود الضارية وقوتك تحطم الصخر الاصم بل إن الألم نفسه يفزع من هيكلك ويفر مذعورا
بوليكاي : زوجتي الحبيبة افهميني مرة واحدة ... إن روحي تتمزق ويلاحقني تاريخ ملطخ بالوحل .. أتعرفين معنى   أن يكون تاريخ الرجل  ملطخا بالوحل؟ ... انه يعني موته النسبي ... شلله النفسي .. ولكنه موت من نوع فريد موت يصاحبة الألم المر حتى الموت .. ليتني مت
الزوجة : تموت وتستلقي  في قبرك كالملوك ؟ يجللك كفن أبيض كالثلج من قماش جديد سيكلفني الكثير, تموت وأظل أنا مع سبعة أطفال... مع سبعة أفواه أنينها يمزق صمت الليالي ويزرع الحزن والدمار في جوفها (يصرخ الطفل ) ياالهي إن حرارة الطفل تزداد .. أيها الرجل اشفق لحاله .
بوليكاي : وماذا أفعل ؟ هل أسرق له الدواء ؟ لقد سأمت هذه العملية لأنني لم أخلق لها .
الزوجة : هذا لأنك كسول
بوليكاي: اخرسي ... لقد عشت فتى نشيطا طوال حياتي , حتى إنني  اذا أكلت الخبز ولم أحس بألم في أصابعي فإن الطعام يغص في بلعومي ويحرق معدتي ولكن .. ماذا يفعله رجل له سبعة شياطين تأكل وتلبس ولا يكسب الاالقليل الذي ينفقه على الزجاجة ؟
(طرق على الباب )
الزوجة : من  الطارق ؟
الطارق : أنا سافينا ( تفتح الزوجة الباب )
الزوجة : سافينا ... ماذا تريدين ؟
سافينا : لقد أرسلتني السيدة بطلب بوليكاي
الزوجة : ألم تعلمي  ماذا تريد ؟
سافينا : لا أدري لكنها قالت إنها تريده لأمر ضروري
بوليكاي : حسنا سأحضر في الحال
سافينا : وداعا (تخرج)
الزوجة : أتراها أعادت النظر في العقوبة
بوليكاي : لا أظن .. لقد كانت طيبة معي
الزوجة : إذن ماذا تريد ؟
بوليكاي: ربما أرادت شيئا آخر
الزوجة:وربما فقدت حاجة أخرى
بوليكاي:لا ..لاتقولي هذا
الزوجة :من أدرانا ؟كل شيء جائز
بوليكاي:إنك تصوبين نظراتك بإتجاهي , حتى تبدو كأنها سهام تنفذ الى قلبي
الزوجة:لقد قلت لك إترك هذه العادة الذميمة , قلت لك هذا الف مرة لكنك لم تتعظ
بوليكاي: وهل صرت تحاسبينني؟من الذي جعلني أفعل هذا وأخون السيدة التي مدت الي يدها منذ التقطتني من الطريق؟أليس هو البؤس الذي نعيش ؟
"يرتفع سعال الطفل"
الزوجة:يالهي !الصغير محموم ونحن نتشاجر ,  أنت تضيع الوقت بهذا الكلام ,الطفل مريض ويحتاج الى دواء وأنت تهذي هنا , لا تنس إن السيدة تنتظرك ,إذهب ولاتنس تدبر  أمر الدواء   

 
المشهد الرابع :
(غرفة السيدة دون تغيير فيها عدا وجود ساعة على الجدار المواجه  للجمهور )
فانيا: لقد تأخر في القدوم كعادته
سافينا: سيأتي سيدتي ولكن هل تسمحي لي بسؤال ؟
فانينا :ماذا لديك؟
سافينا: اسمحي لي أن أسألك سؤالا
فانيا: تفضلي
سافينا : أرى إنك تتساهلين مع بوليكاي كثيرا
فانيا: وما شأنك أنت؟
سافينا: عفوا سيدتي ..لا أقصد شيئا ...أردت فقط أن أقول لك إنك  تعرفين انه سيء ومع ذلك تغفرين له بينما الأمر مختلف بالنسبة لنا
فانيا: لأن بوليكاي مختلف أيضا .... لا أستطيع أن أتخيل البيت بدونه منذ دخله قبل أكثر من  عشرين  عاما , ثم إن بوليكاي رجل طيب , الظروف كانت قاسية عليه
سافينا : وعلينا أيضا
فانيا : نعم لكن القسوة كانت على بوليكاي أشد وطأة , لقد تشرد وتسول في الدروب الباردة  وفقد والدته وواجبي هو إصلاحه
سافينا :إصلاحه؟
فانيا:نعم  لابد من إصلاح بوليكاي , لابد من إعادة الثقة الى نفسه , عندها سيكون إنسانا صالحا
بوليكاي : (يدق الباب ) .. هل أستطيع الدخول ؟
فانيا : تفضل , إذهبي ياسافينا "تخرج"
بوليكاي : مرحبا سيدتي
فانيا : أهلا بوليكاي
بوليكاي : سيدتي .. أقسم انني لم أفعل شيئا
فانيا : ومن ذا يقول إنك  فعلت شيئا ؟
بوليكاي : لماذا أرسلت  بطلبي في هذه الساعة
فانيا : بوليكاي .. اسمعني جيدا .. الناس يقولون عنك انك لاتؤتمن كثيرا , أما أنا فثقتي بك أكبر من ثقتي بأي إنسان آخر
بوليكاي : ماهذا الذي أسمع !؟
فانيا : لاتقاطعني .. وقد وعدتني بأن تصلح نفسك فاليك أول امتحان أمتحنك به لأصدق قولك
بوليكاي : ماذا تريدين ؟
فانيا :اذهب الى التاجر تيودور وسلمه هذه الرسالة وسيعطيك مبلغا من المال خذه وجئني به
بوليكاي: بس؟
فانيا: بس  ....
بوليكاي: أحقا ماتقولين؟
فانيا:  بوليكاي  لماذا تشك بوجود أمر ما  ؟ قلت لك إن ثقتي بك عالية
بوليكاي : سيدتي سأفعل كل مافي وسعي من أجل ارضائك
فانيا : أهذا مؤكد؟ افهم أن مصيرك رهن به

بوليكاي : اذا كان الناس قد حدثوك عني بسوء فإنهم يمكن أن يقولوا هذا الكلام عن كل انسان وأنا أعتقد بأنني لم يخطر ببالي في يوم من الأيام أن أفعل شيئا يخالف سعادتك , أما أمر الساعة فإنه ......
فانيا : دعنا من أمر الساعة الآن و لنفتح  صفحة جديدة ... سوف تكون أنت الرجل الذي أمنحه  ثقتي, ستذهب الى السيد تيودور ستجد بيته بهذا العنوان  ولكن كما قلت لك لاتخيب ظني بك .. إن هذا امتحان لك
بوليكاي : سترينني عند حسن الظن سيدتي ... ولكن لم تقولي لي كم المبلغ ؟
فانيا : انه ثلاثة الاف روبل فقط
بوليكاي : (يبلع ريقه ) فقط ؟
فانيا : ولكن أوصيك بأن تقبل الصليب حين تسافر وأن تحلف يمينا لتمتنع عن شرب قطرة واحدة
بوليكاي : وهل تظنين إنني سأشرب وأنا أحمل مثل هذا المبلغ الضخم من المال ؟
فانيا : حسن اذهب ولاتنس  انني سأكرمك عندما تعود , خذ الرسالة
بوليكاي : سأذهب لأودع زوجتي وأخبرها بأمر ذهابي لأنها بقيت قلقة بشأني
فانيا : رافقتك السلامة
بوليكاي : وداعا (يتحرك بضع خطوات حتى يقترب من حافة الخشبة يسلط عليه ضوء شديد بينمايعوم المسرح في ظلام دامس )
بوليكاي : لماذا وقع إختيارها  علي أنا بالذات ! هل وراء هذا سوء نية لالا.. لا .. انها سيدة طيبة وربما أحزنها  حالي وسوء سمعتي بين الناس؟  إنها فرصتي لاثبات أمانتي وصدقي وليخسأ الشامتون ... حتما سيفاجأ  الناس حين يسمعون أمري .. سيقولون ! لقد ظلمنا هذا الشاب النبيل وسينتشر خبري ويملأ القرية قاطبة , سأسير وجبهتي  تلامس الأفق كما يسير قائد أمام جيشه بعد أن  ظفر بمعركة ... ستؤشر علي النساء الجميلات بالبنان ويقلن  : انظرن هذا هو بوليكاي الذي ضرب مثالا بالأمانة .. إنها فرصتي لنسف تاريخ أسود بديناميت بارد وبناء تاريخ مشرق جديد نبيل وفضلا عن  هذا,  فان السيدة ستكرمني كما قالت وسأشتري بالمكرمة دواء لطفلي الصغير (صراخ طفل خارج المسرح ) حسنا لأسرع قبل أن يفوت الأوان (يخرج الزجاجة من جيبه) أما أنت أيتها الزجاجة اللعينة فسحقا لك .... اذهبي مع تاريخي الأسود ويا أيامي المشرقة مرحبا (يرفع ذراعيه الى الأعلى تطفأ الأضواء يظهر بوليكاي راكضا يجوب المسرح
بوليكاي: أما ربع المسافة , لابد أن اجهد نفسي , إنها فرصتي , لإثبات أمانتي والحصول على المكافأة التي ستحمل على جناحيها الدواء للصغير , ستفرح زوجتي حتما وستضع لسانها في فمها للأبد , أعرف إنها محقة في كلامها , ولكن ماذا أفعل ؟ لم تتزوج من رجل ثري , هذا هو حالي منذ عرفتني عندما وجدتها في الطريق تستغيث بعد أن هجم عليها ذئب بشري
"صوت إستغاثة"" استرجاعي –ظلام دامس "
 
بوليكاي:من ؟ أيها الوغد ماذا تفعل؟ إنها فتاة مسيكنة
الصوت:وماشانك أنت ؟
بوليكاي: دع هذه الفتاة المسكينة لشأنها والا شوهت وجهك
الصوت :اغرب من هنا
بوليكاي:ابتعد أيها القذر والا حطمت رأسك بهذه الزجاجة
صوت صرخة
بوليكاي:أيتها الفتاة هل انت بخير ؟
الفتاة:نعم , من ؟بوليكاي ...شكرا لك ..إنه إبن السيد يريد الإعتداء علي, خذني معك فلامكان لي منذ اليوم
بوليكاي ولكن..؟
الفتاة:خذني معك ...ولاتتركني أرجوك (ضوء)
بوليكاي: بعد ذلك أخذتها لغرفتي وفي الصباح فاتحت سيدتي بأمرها فتحدثت مع سيدها بأمر زواجنا وتم كل شيء
يغني:
 السماء واسعة
لكن خطوتي ضيقة
لذا أضعت في الطريق
طريقي
ونمت خارج بيت القمر
وهكذا تدحرجت أيامي
مثل كرات ثلج
تائهة في منحدر جبلي
تعصف بها الرياح
لتقذف بها
في بقعة ما بعيدة
عن الطريق الذي أضعت به طريقي
 يدور عدة مرات حتى يظهر  عليه التعب والإجهاد يجلس عند قارعة الدرب مرات ويعاود الركض الى أن يصل , يطرق باب التاجر (تيودورو)فيخرج له
بوليكاي : مرحبا أيها السيد النبيل
تيودورو: أهلا بك ماذا تريد ؟
بوليكاي : انا (بوليكاي ) خادم  السيدة (فانيا)أرسلتني لأحمل لها ثلاثة آلاف روبل
تيودورو: وهل بعثت معك خطابا  ؟
بوليكاي :نعم خذ هذه الرسالة
(يفتحها التاجر )
تيودورو:حسنا سأتي بالمبلغ , ولكن لم  لاتؤجل الأمر للصبح ؟

بوليكاي : كلا ياسيدي , أنا في عجلة من أمري ويجب أن يكون المبلغ بين يدي السيدة عند الفجر
تيودورو : حسنا انتظر بضع دقائق ( يدخل وبعد دقائق يأتي بالمظروف فيجده مسندا ظهره الحائط , حالما يسمع وقع اقدام التاجر يفيق )
بوليكاي : عذرا سيدي
تيودورو: هذا هو  المبلغ ( يسلمه مظروفا  كبيرا  عليه اسم السيدة  مختوم من جهاته الأربعة بالشمع ) ولكن احذر من اللصوص وقطاعي الطرق
بوليكاي : حسنا وداعا ياسيدي
(يمضي بينما يشيعه التاجر بنظرات ارتياب وعدم ثقة يعاود (بوليكاي) الركض واضعا المظروف  في فتحة قميصه ...يستوقفه صديقه القديم ليو  )
ليو  : من؟ بوليكاي...صديقي العزيز ؟ لا أصدق عيني
بوليكاي: أهلا ليو ..كيف حالك؟ أرجو أن تكون بخير
ليو: مصادفة سعيدة أن التقيك بعد هذا الغياب ,أراك مضطربا ! يبدو إن التعب قد أخذ مأخذه منك مارأيك أن  أدعوك على نخب على حسابي فقد  تسلمت اليوم مكافأة مجزية
بوليكاي:شكرا لك , تسرني دعوتك لكن سيدتي تنتظرني ولابد من العودة لها مسرعا
ليو:هون عليك فإن العمل لا ينتهي ,إنه مجرد نخب ,يجعل مزاجك رائقا ويزيل عنك التعب
بوليكاي: أشكر دعوتك لكن أرجو أن تقدر ظرفي ,أنا مضطر للإعتذار منك , فالوقت متأخر
ليو:مابك تضع يدك على صدرك , هل تشكو من الم ما؟
بوليكاي:لا , إنه صدري .يؤلمني ..يبدو إنني أعاني من مرض صدري , لذا لابد أن أعود لأتناول الدواء
ليو:هذا واضح , إذن أودعك  على أن تعدني بلقاء قريب
بوليكاي: شكرا لك , أعدك هذا بأقرب وقت (يودعه) يحق لي أن أبارك نفسي فقد إنتصرت على نفسي , علي ّأن أكون محل ثقة السيدة , لأنال المكافأة التي خصصتها لي عند إنجاز هذه المهمة, صحيح إن التعب نال مني ,لكن يجب أن أمد جسدي جسرا  لهذه الثقة , (يركض) آه أشعر بالإعياء , لاأعرف كيف صارت صحة الولد؟ إنه يحتاج الى الدواء وأنا أحتاج الى كسب ثقة السيدة , وهذه لابد منها للحصول على ثمن الدواء , عليّ أن أجتاز الظلام وأتحمل البرد ,المهم أن أصل
(يستمر بالركض  يظهر طرف المظروف  وبإستمرار الدوران يظهر  نصفه الى أن يقع ليصل الى بيت السيدة )
بوليكاي:ها إنني وصلت أخيرا ... ليلة كاملة أركض مجتازا المسافات والقرى , كل هذا لكي أصل ووصلت , ستفرح السيدة حين ترى ثقتها بي  كانت في محلها , ستكافئني وسيبرأ الطفل , كذلك ستكلم السيدة صويحباتها لينتشر خبري في المدينة عندها سأمضي فيها مرفوع الجبين   
 (يضع يده مفتشا عن المظروف )
ماهذا ؟؟؟أين و ؟ أين؟ أين؟ لابد أن ابحث جيدا ...ربما اختبأ في زاوية من جسدي ..لابد أن أبحث جيدا ..من غير المعقول أن يكون ليو  قد سرقه
لم لا؟ سأعود اليه ...لكن مهلا ...لقد كان المظروف لصق صدري حين التقيت ليو ...هل سرقني حين عانقني ؟لا أظن ...وحتى لو عدت هل يعيده الي طائعا ....انني مشوش الذهن ولا أستطيع التفكير مطلقا ....المهم الآن أن المظروف فقد .لماذا أقف بباب السيدة ؟بأي وجه سأقابلها؟ماذا سأقول لها؟ هل ستصدقني؟
علي أن أعود الى ليو  ....سأجده في الحانة  يغير اتجاه طريقه  ...ماذا سأقول له؟ من المخجل أن أتهمه بالسرقة , علي أن أسأل المارة أيها السادة , هل عثرتم على مظروف هل وجد مظروف كبير مختوم بالشمع الأحمر...هل المظروف؟ .... أيها الناس .... ساعدوني ...أرجوكم
ليو:بوليكاي..مابك؟
بوليكاي :المظروف
ليو:أي مظروف؟
بوليكاي : مظروف جدرانه ... الشمع ... المظروف ... المال (يغيب عن الوعي )

المشهد الخامس:
(بيت السيدة تقف السيدة على الجانب وأمامها سافينا )
فانيا :سافينا مامعني هذا ؟ لقد تأخر كثيرا , هل أنت متاكدة من مجيئه ؟
سافينا : نعم ياسيدتي
فانيا: وأين هو؟لابد أن أمرا ما قد حصل له
سافينا: لا أظن سيدتي
فانيا:ماذا تقصدين؟
سافينا: أنت تعرفين بوليكاي جيدا
فانيا: كفي عن هذه الظنون , نعم إنني أعرف بوليكاي جيدا ولأنني أعرفه جيدا أقول أن أمرا ما قد جرى له وجعله يتأخر في القدوم الي
سافينا:ربما كل شيء جائز
فانيا: لاتنسي أن الطفل محموم منذ ليلتين , كم أشعر بالذنب لأنني لم أسعفه بالدواء , لقد أزعجني بموضوع الساعة فأنساني إنزعاجي  واجبي تجاه عائلته
سافينا:ما يزال الصغير حيا  يصرخ عفوا أعني حيا يرزق
فانيا : وهل تريدين له أن يموت
سافينا: أسفة ياسيدتي , لقد خذلني التعبير
فانيا:لم يخنك التعبير إنما هي نفسك التي تكن البغضاء لبوليكاي
سافينا: عفوا سيدتي عفوا
فانيا: دعك من هذا المسكين وفكري بنفسك وشؤونك
سافينا:سيدتي حين سرق الساعة كلنا تحملنا الأذى الذي سببته سرقته للساعة
فانيا:انسي أمر الساعة الآن
سافينا:عفوا سيدتي  سأنساه
فانيا: وإذا لم يتحسن الصغير صباح الغد سأبعث له مايحتاج من الدواء
سافينا:حسنا سيدتي ولكن لنعرف أمر بوليكاي اولا  
فانيا:دعك من شأن  بوليكاي ,   لابد انه غفا في مكان ما ,  اذهبي الى بيته لعل وصل الآن

 

المشهد السادس:
 (بيت بوليكاي على حاله ..صراخ الطفل يزداد )
 يدخل بوليكاي مطرق الراس
الزوجة : ماذا يابوليكاي ؟ هل جرى كل شيء على خير حال
(بوليكاي يتمتم بكلمات غير مفهومة ويضحك )
الزوجة: بوليكاي ؟ هل ذهبت الى السيدة (يبتسم بوليكاي ابتسامة خفيفة)
ماذا يابوليكاي ؟ لماذا غبت كل هذه المدة الطويله كلها ؟
بوليكاي : سلمت المال الى السيدة فشكرتني شكرا عظيما (يبتسم)
ينظر الى الطفل
الزوجه: مالك ؟ هل حدث شيء إن وجهك أشبه بوجه مريض
بوليكاي لا ولكني لم أنم
الزوجة: والمكافاة.. هل سلمتها لك السيدة ؟ لماذا لم تشتر الدواء؟  إن الطفل سيموت
بوليكاي :ستسلمه لي ظهرا لأنها مشغولة حاليا ..(يخرج قنينة شراب)
الزوجة:أهذا وقت الشراب؟
بوليكاي:بل هذا هو أنسب وقت للشراب, سأحتفي بخيبتي الليلة
الزوجة:معك حق , أن تحتفل بعد أن أنجزت المهمة
بوليكاي: كانت مهمة العمر, ليلة كاملة وأنا أجري
الزوجة:ليكن الله في عونك , أقدر تعبك هذا
بوليكاي:ليلة كاملة , قطعت بها دروبا ومررت بعشرات البساتين وواجهت البرد وفلول الظلام
الزوجة:المهم إنك في النهاية وصلت
بوليكاي:وصلت ولكن بعد ماذا؟
الزوجة: سترتاح وتنام قرير العين
بوليكاي:أنام؟ نعم لابد لي من النوم, لابد من نوم طوييييل
(طرق على الباب) تفتحه الزوجة فتدخل سافينا
الزوجة: ماذا تريدين ؟
سافينا : السيدة تامر بوليكاي أن يجيء اليها حالا
الزوجة:قولي لها إنه متعب, ليلة كاملة وهو يجري
سافينا: السيدة تريده الآن
بوليكاي : اذهبي وسأتي بعد قليل  (تذهب )

الزوجة : اذهب ياعزيزي لعلها تريد أن تكافئك ولكن لاتنس الدواء .. الدواء ياعزيزي (الى الطفل ) والآن ياطفلي العزيز سيجيء أبوك بالدواء وستكف عن البكاء وستملأ البيت بالضحكات الشفافة  التي تشبه خفقات أجنحة الفراشات أبان الربيع

بوليكاي : (يأخذ الطفل من يديها وينظر في عينيه) حانت الساعة الآن , سينتهي كل شيء ياصغيري, سينتهي التعب والظلام والبرد والسمعة السيئة , ستنتهي الأوجاع التي رافقتني طويلا
الزوجة:نعم فالمكافأة ستكون مجزية
بوليكاي: سأضع خاتمة للألم
الزوجة:نعم ,أنا واثقة من هذا , سينتهي كل شيء وسترتاح طويلا
بوليكاي: سأرتاح طويلا (يحل حبل الطفل  ويأخذه)

الزوجة : وهذا ماذا ستفعل به ؟

بوليكاي : لاشيء ساحتاج اليه لشد بعض الامتعه ... وداعا ( يخرج )
الزوجة: لا تتأخر (تغلق الباب)
بوليكاي: ماذا عساي أن أفعل ؟ لقد خسرت كل شيء, السيدة , المظروف, الثقة , السمعة,فقدت كل شيء, كيف جرى ماجرى؟لا أدري ...لقد وضعت المظروف لصق عظام صدري ! أين مضى  ؟ كيف سأسترد كل ؟ كيف ؟


المشهد السابع:
(بيت السيدة)
فانيا:هل أنت متأكدة من أنك أخبرته؟
سافينا :نعم أبلغته
فانيا:لم يعتد بوليكاي أن يعصي لي أمرا
سافينا:لقد كان مرهقا وكانت رائحة الخمرة تفوح من فمه
فانيا:إذن تجاهل أمري , كل يوم أكتشف صفة سيئة به , لقد خذلني اذهبي وكرري عليه الأمر وليأتني حالا
سافينا : حاضر(تخرج)
فانيا:ماذا سأفعل؟ لهذا التعيس ؟ لقد فعلت كل مابوسعي له لكنه لا يستفيد من الفرص التي منحتها له, ماذا سأقول للسيد دولتون حين يسألني عن المبلغ؟ هل أقول له إن خادمي تلكأ في جلب المبلغ  , إنه أمر مخجل , سأحاول أن أجد أي مبرر ,المهم أن أحافظ على هيئتي أمام المجتمع (تدخل سافينا)
سافينا: سيدتي ..سيدتي
فانيا:مابك؟ماذا جرى؟
سافينا:زوجة بوليكاي تقول إنه خرج من البيت فور إبلاغه
فانيا:ماذا تقولين؟
سافينا:نعم, وربما هرب بالمبلغ
فانيا:لا , الا هذه؟ لا أصدق أن رجلا مثل بوليكاي يفعلها ويهجر أسرته
سافينا: أما زلت تدافعين عنه؟ اذن أين هو الآن؟
فانيا:اخرجي وابحثي عنه , ربما يكون قد تعرض الى حادث في الطريق , لم لا؟ كل شيء ممكن , ليس من عادة بوليكاي عصيان أمر لي ...اذهبي وابحثي عنه
المشهد الثامن :
(بوليكاي قرب شجرة يغني )
السماء واسعة
لكن خطوتي ضيقة
لذا أضعت في الطريق
طريقي
ونمت خارج بيت القمر
وهكذا تدحرجت أيامي
مثل كرات ثلج
تائهة في منحدر جبلي
تعصف بها الرياح
لتقذف بها
في بقعة ما بعيدة
عن الطريق الذي أضعت به طريقي

أما الآن فقد  انتهت الزجاجة ...الزجاجة الأخيرة ...في الليلة الأخيرة قبل أن يسدل الستار ويطبق الظلام على كل شيء  ....يجوز لي الآن أن أتحرر من كل شيء  ..
أن أصنع خبرا في هذه القرية  البائسة ,ينتشر في الصباح على السنة ثرثاريها المتعطشين الى أي خبر !
 عفوك يازوجتي , عفوك ياصغيري , عفوكم يا أصدقائي , عفوك ياسيدتي , لقد حاولت , ولكن فشلت محاولتي وعلي ّ أن أغادر , وكل الذي أتمناه أن لاتفقدي الثقة بالخادم الذي سيخدمك بعدي , ولاتعتبي علي , لقد حاولت وفشلت محاولتي , لذا علي أن أغلق القوس , علي أن أضع نقطة في آخر السطر ( يشنق نفسه)

 (بقعة ضوء على بيت بوليكاي, صراخ الطفل يرتفع)
الزوجة:لقد تأخر بوليكاي , إهدأ أيها الصغير إهدأ , سيعود والدك بالدواء , ربما ذهب لشرائه بعد أن تسلم مكافأة السيدة , سيصل بعد قليل حاملا الدواء وستعيش , مرفوع الجبين لأن والدك بوليكاي نال ثقة السيدة فأكرمته , إهدأ ياصغيري , إهدأ سينتهي كل شيء قريبا .

المشهد التاسع:
(سافينا تبحث في الشارع تقترب من شجرة عالية تصيح)

سافيا : بوليكاي ... بوليكاي ... هل منكم من راى بوليكاي ؟  تقترب من شجرة تنظر اليها .. تصرخ  تشاهد  بوليكاي وقد ربط حبل الطفل  على عنقه  وشده  بأعلى الشجرة ... بوليكاي ...
 ( يجتمع الناس فيشكلون دائرة حوله  دورالحديث بين حين وأخرى على جانب المسرح )
رجل:إنه بوليكاي شنق نفسه
رجل:بوليكاي الفقير البائس
رجل:يبدو إنه أسرف في الشرب
رجل:ربما قتلوه,من يدري فبوليكاي لا يجرؤ على فعل كهذا
رجل: المهم ليرحمه الله ويغفر له
امرأة:ليكن الله في عون زوجته , كيف ستتحمل الصدمة
امراة : مسكينة
أخرى: كيف ستعيش لحالها ؟
امرأة : لهم رب
 


المشهد العاشر :
( بيت السيدة )
على الجانب يقف دالتش

دالتش : أريد السيدة  
سافيا : انها مريضة
دالتش : هل أستطيع أن أدخل
سافيا : انها حزينة لموت بوليكاي, ولا تريد أن تقابل أحدا
دالتش : قولي لها إن الأمر هام جدا ... أبلغي السيدة أن دالتش عثر على رسالة تخصها
(سافيا تدخل الى السيدة )
سافيا : دالتش يريد مقابلتك ؟ ويقول إنه وجد رسالة تخصك
فانيا : أي دالتش ؟ وأي مال ؟ لا أستطيع ولا أحب أن أرى أحدا فليتركوني في سلام .. انه مال منحوس ... لا أريده ... لا أريدة قولي له أن ياخذه له ... اذهبي ياسافيا ... (تخرج مندهشة )
سافيا : انها تقول ليأخذ المال له ...
دالتش : ماذا ؟
سافيا : انها لاتريده .. خذه  ولكن أين وجدته؟
دالتش: لقد عثرت عليه في الطريق المؤدي الى بيت السيدة وحين رفعته قرأت عليه اسمها ..
سافيا : هل أنت متأكد ؟
دالتش : لا ادري ماذا اقول ؟ شكرا لك ايها السيدة ... ولكن كم يوجد داخله
سافيا : كما علمت انها ثلاثة آلاف فرنك
دالتش : ماذا ؟ سأفقد عقلي ... ماذا افعل بها ...!!!! ؟مئتان لاطلاق سراح ايلتش ومئتان أتاجر بها .. ساسرع الى ايلتش ..وداعا


المشهد الحادي  عشر:
تظهر زوجة بوليكاي تسير في الشارع
  الزوجة : تضحك وتمزق ثوبها : اولادي فضة خالصة .. فضة خالصة ..
ليس عندي اوراق .. طالما قلت لبوليكاي : لا تأخذ الأوراق وهاهم قد طلوه .. طلوه بالقطران والصابون , يذهب العمل كله ياسيدتي مهما يكن كثيرا ( ثم تضحك ينظر اليها الواقفون بحزن وتضحك بجنون والناس يهزأون بها ويدخل الى المسرح ايلتش مع عمة يضحكان ويمران بزوجة بوليكاي ويخرجان غاطين بالضحك
يتردد صوت بولكاي :
السماء واسعة
لكن خطوتي ضيقة
لذا أضعت في الطريق
طريقي
ونمت خارج بيت القمر
وهكذا تدحرج

تعليق عبر الفيس بوك