المتـــــاهــــة


أسامة حداد – شاعر وناقد مصري


أين ستكون الليلة؟
لا تواصل الغباء،
يمكنك الجلوس فى بارٍ قذرٍ
مع اللصوص
والمتسكعين،
مصاحبة شجرة فوق قاربٍ على النيل،
التوجه ﻷقرب جبانةٍ،
وانتظار منتحرةٍ تستيقظ
بعد منتصف الليل بدقيقةٍ كاملةٍ،
لا تتسائل كثيرًا
افعل ما يخطر ببالك فورًا
ﻻ تفكر...
ودع ليمونةً عطنةً تتدحرج على الطاولة

///
أنا شرير
اكتبْ هذه الجملة
عشر مرات
مائة
آﻻف
وتقدم فى السير
بلا خوف من مجهول يترصدك
///

شارك فى أى مهزلة
اقتحم أى مشاجرة
راود سيدة ﻻ تعرفها
احتسي الزجاجة كاملة
واطلق دخان سجائرك
فى وجه العاصفة
و ضعْ صور القتلة
فى الواجهة
حاول أن تكون مثلهم
واصل هتافك لست ضحيةً
///

لست شبحًا
ولا تملك طوطمًا
والغيمة التى تصورت
أنها تصاحبك
هطلت منذ سنوات
فوق جزيرة بعيدة
وبرج الدلو لم تذكر تنبؤاته
ما يخصك
واصلْ طريقك دون التفات لما حولك
ودع الشمس الحارقة تلهب جسدك
لتدرك أنك تمشي وسط أشباهك
وأن هناك أرض - بالفعل -
تخطو فوقها

///
فى الواجهات الزجاجية للمحال
لم تجد ما يشبهك معروضًا للبيع
لم تكن واثقًا من ذلك
بحثت فى ملصقات دور السينما
لم تعثر على صورتك
باعة الجرائد أكدوا غيابك
تجولت بين المقاهي والبارات
أنت دائما ما تبحث عنك
فى المكان الخطأ
اقفز فى أى حافلة مزدحمة
تشاجر مع الواقف جوارك مرة
وتحرش بأي سيدة
واصل حماقتك
واكتشف هزائم جديدة
قد تعثر معها على ما تفقده
أو تستمر فى غبابك
وهذا أفضل بدرجة كبيرة

///
هل رأيت أحلامك
بالفعل على شاشات العرض؟
وعملت من قبل مهرجا فى سيرك شعبي؟
أنت تواصل مزاعمك
عن التواجد فى أمكنة متعددة
وامتلاك مواهب كثيرة
كل هذا ليس صحيحا
وتجاربك فى الطيران
لم تكن غير الأوراق الملونة
والخيط المبتور
ابحث عن شيءٍ مغايرٍ،
فأنت لم تعبر الحوائط،
ولم تمر من الأبواب الفوﻻذية،
مدنك جميعها من رمالٍ
تطوحها العاصفة.

 

تعليق عبر الفيس بوك