صـدمـة اعـتياد

ربى الحايك - سوريا


كل الورود تذبل بعد حينٍ من العطاء وتبقى رائحة اللقاء..
هو ذا الاعتياد.. ارتكازنا على ذاكرة الشعور التي ترفض كلّ ماهو مخالف لابتسامة نتطلع إليها بحضور الأحبة..
وبرغم التعب، وبرغم الأخطاء التي تتناثر على حافة أفكارنا المختبئة وراء غايات تختلف من مكسب إلى مصلحة يشير القلب إلى الجسد المتهالك، ويهمس فوق تلك المحطة: هذه رحلةٌ على خافقي، لايمكن أن تندثر عنوة برغم زيفها..
هكذا يكون الاعتياد قاتلاً يجرُّ لهفتنا وخوفنا وهلاكنا من ثقل الوداعات التي لانريدها أن تتكرر.. يجرّ سقوطاً آخر في ظاهره ألمٌ، وفي باطنه عونٌ على الخطوات المقبلة.
***
أن يعتاد القلب على نبض يرافقه ضمن صوت لايتغير إلا صعوداً، وبنبض تزداد لهفته لهو الفرح الكامل بأننا نسكن عمق الآخر..
نسلّم الآخر كل مانملك من لحظات، من أماكن، من ذاكرة ندعوه أن يملأها كما يشاء، حتى إن أقبلت لحظات ألمه قاتَلَتْ معه ذاكرتنا ومشاعرنا، فوقفنا ضد أنفسنا..
أن يتحول اعتيادنا لإهمال وغرور واستغلال.. هو انكسار نصنعه بأيدينا، وبفكرتنا المتطرفة للمحبة..

***
لا يكون الاعتياد في الحضور.. قوته في الغياب،  رقّته في البعد عن كل مايؤرق الذاكرة
صدقه في قدرتنا على تغيير اتجاه النبض لحظة شروق الحقيقة.. وخريف الوجوه.
علينا ألا ننتظر مخطئاً أو جاحداً يمسح آلامنا بطريق عودة، بعدما رحل في اللامسؤولية..
وحدنا فقط من يمكننا أن نزرع بذرة قرار وإرادة نمسح بها غبار ما اقترفنا بحق أنفسنا مع كل لحظة فتحنا فيها الباب للداخلين على صدمة.

***
لابدّ ويسكننا الوجع لحظة انزلاق الشوق على حافة الشعور، ولابدّ أن يتمرّد القلب أحياناً، فتُضعِفنا العاطفة، وتوقِفنا المحطة..
ما علينا إلا أن نهتمّ لجمال أرواحنا، وترتيب حياتنا المقبلة بعيداً عن الحزن حتى ننطلق غير آبهين بضيوف الوقت الذي حضروا فيه..
هكذا نعيد الحق لأنفسنا، وهكذا نعلن انتصارنا على صدمة الاعتياد..
***
كل مانحتاجه في صدمة الاعتياد
ابتسامة ثقة، ولحظة امتنان لأي موقف كان غربالا للوجوه من حولنا..
كل مانحتاجه أن نغسل عن القلب أوجاعه، ليواصل إشراقته، حتى لانمضي مجروحي الصباح، ومتساقطي العبق.. أمام تساقط رهانات الزمن الجميل..

 

 

تعليق عبر الفيس بوك