لتنفيذ عمليات صيانة الآبار بأيدٍ وطنية لأول مرة في تاريخها

"تنمية نفط عمان" تبرم عقودا بـ800 مليون دولار مع عدد من الشركات المحلية

...
...

◄ العجمي: نستهدف توفير 50 ألف فرصة للمواطنين بحلول 2020

◄ فيصل اليوسف: صناعة معدات الحفر داخل السلطنة لأول مرة في الشرق الأوسط

الرؤية - نجلاء عبد العال

أسندت شركة تنمية نفط عُمان عقود صيانة كافة آبارها لشركات عُمانية لأول مرة في تاريخها، مع توقيع اتفاقيات مع خمس شركات محلية تقدر قيمتها بحوالي 800 مليون دولار أمريكي، حيث جاء توقيع هذه الاتفاقيات التي ستمتد لعشر سنوات في إطار فعاليات مؤتمر ومعرض عُمان للنفط والغاز، وذلك في حفل رسمي رعاه معالي محمد بن الزبير، مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي.

وستقدم هذه الشركات المحلية الخمسة، وهي: أبراج لخدمات الطاقة، ومحمد البرواني لخدمات النفط، وكاكتوس بريمير لخدمات الحفريات، وباعمر لخدمات حقول النفط، والشرق الأوسط للحفر والخدمات المتكاملة "ميدوسكو"، خدمات صيانة الآبار بمنطقة امتياز الشركة بما فيها تعديل الآبار وإصلاحها وصيانتها وعزلها والتخلي عنها.

وقال المهندس عبد الأمير بن عبد الحسين العجمي المدير التنفيذي للشؤون الخارجية والقيمة المضافة بالشركة: "تمثل هذه الاتفاقيات إنجازاً هاماً للشركة كونها تسهم في تحقيق التزاماتنا فيما يتعلق بالقيمة المحلية المضافة بالبلاد، ولأول مرة في تاريخ الشركة يكون كافة طاقم منصة صيانة الآبار من الشركات المحلية، مما يؤكد على جهودنا للحفاظ على ثروة قطاع النفط والغاز بالسلطنة". وأضاف أنَّ هذه الاتفاقيات طويلة الأمد تعد بمثابة دليل على إيمان شركة تنمية نفط عمان بقدرة الشركات العمانية ومهاراتها لدعم مديرية هندسة الآبار التابعة للشركة، بحيث يمكنها تقديم خدمات الآبار بكفاءة ووفق قواعد السلامة وفي موعدها المحدد وحسب الميزانية المخصصة. وتابع القول "وفي الوقت نفسه، تتيح هذه الاتفاقيات فرصة رائعة لبناء قدرات الموظفين العمانيين وخبراتهم بينما نمضي نحو التشغيل الآلي لعمليات هندسة الآبار، وكذلك فرصة لتصنيع بعض وحدات منصة صيانة الآبار التي أسندت حسب الاتفاقية وتجميعها".

وبموجب بنود الاتفاقيات، ستدعم الشركات الخمسة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية وشركات المجتمع المحلي، كما ستساهم في تمويل تدريب العمانيين العاملين في قطاع النفط والغاز وخارجه وتطوير مهاراتهم وقدراتهم.

وفي تصريح خاص لـ"الرؤية"، قال العجمي إن الشركة وفرت أكثر من 45 ألف فرصة تنوعت بين فرص عمل مباشرة، وتدريب مقرون بالتشغيل، وإعادة استيعاب لبعض المواطنين الذين تم تسريحهم في عام 2015 و2016، موضحاً أن فريق برنامج الأهداف الوطنية ناجح؛ حيث وفر في عام 2017 وحده 14146 فرصة، ويستهدف البرنامج خلال العام الجاري توفير 17 ألف فرصة، والعام المقبل 21 ألف فرصة. وأشار العجمي إلى أنَّ الشركة تستهدف بحلول عام 2020 أن توفر 50 ألف فرصة متنوعة بين التشغيل المباشر والتدريب المقرون بالتشغيل.

وتتضمن منصة صيانة الآبار بشركة تنمية نفط عُمان، 35 وحدة متنقلة، والتي تضم أيضاً طاقماً من شركات المجتمع المحلي الكبرى، وهي: الشوامخ والبركة وشركة شليم النفطية إلى جانب الموارد التابعة للشركة، حيث دشنت هذه الوحدة بهدف تعزيز الأداء التشغيلي لمهندسي الآبار العمانيين وقدراتهم.

وبهذه الاتفاقيات تكون الشركة قد تمكنت حتى الآن من توفير 25 فرصة استثمارية للقيمة المحلية المضافة بقطاع النفط والغاز من أصل 53 فرصة استثمارية، والتي أعلن عنها ضمن وثيقة استراتيجية القيمة المحلية المضافة التي أصدرتها وزارة النفط والغاز في 2013. حيث تأتي هذه الفرص ضمن سلسلة التوريد والخدمات التي يمكن توفيرها في السلطنة، وتتولى شركة تنمية نفط عُمان تنفيذ 43 فرصة منها.

وعبر أصحاب الشركات العمانية الموقعة على الاتفاقيات لخدمات الآبار عن سعادتهم وفخرهم بالعمل مع أكبر شركات النفط في السلطنة، وقال الدكتور عامر بن سعيد المهري رئيس مجلس إدارة شركة الشرق الأوسط للحفر والخدمات المتحدة "ميدويسكو" إن العقد الموقع سيُسهم في تطوير أعمال الشركة في المستقبل ويمكنها من المنافسة مع كبرى الشركات العاملة في قطاعي النفط والغاز على المستويين المحلي والإقليمي، إضافة إلى دعم جوانب التأهيل والتدريب للعاملين العمانيين في الشركة. وأضاف أن نسبة التعمين بالشركة تبلغ 83 في المائة وأن الشركة تركز حاليًا على التعمين في الوظائف الفنية العالية.

وقال فيصل بن محمد اليوسف الرئيس التنفيذي لشركة كاكتس بريمير لخدمات الحفريات في تصريح لـ"الرؤية" إن العقد الذي أسندته شركة تنمية نفط عمان يعزز كثيرا من ثقة الشركات العمانية المحلية في قدرتها على العمل بمستويات جودة ودقة عالية. وأكد اليوسف أن شركة كاتكس تلقت الكثير من الدعم عبر تجديد عقد الشركة مع تنمية نفط عمان، موضحًا أنه في ظل عقد يمتد لعشر سنوات فإنَّ الشركة ستتمكن من بناء خبرات كبيرة وتعزز من جودة العمل فيها، وذلك بفضل التقنيات الجديدة المتوفرة في الحفارات التي سيتم توريدها بموجب العقد الجديد، مقارنة مع الحفارات التقليدية الحالية المستخدمة. وكشف اليوسف أن الحفارات الجديدة هي الأولى من نوعها التي يتم توريدها إلى منطقة الشرق الأوسط، وينتظر أن تحدث نقلة نوعية في أعمال الحفر وصيانة آبار النفط، وأوضح أنَّ الشركة تعاقدت على شراء معدات الصيانة "XDR" والتي أثبتت نجاحا كبيرا في مجالات الحفر وتكلفة صيانة الآبار.

وأعلن فيصل اليوسف أنه بالرغم من أن XDR لديها مصنعها الخاص في الهند إلا أن معدات الحفر المخصصة لعقد شركة تنمية نفط عمان سيتم تصنيعها في سلطنة عمان لغرض خفض فترة توريد وزيادة القيمة المحلية بالسلطنة، كما ستقوم المجموعة بتزويد المصنعين العمانيين بإخصائيين أستراليين في الهندسة الميكانيكية والهيدروليك للإشراف على عمليات إنشاء الحفارات وتوفير التدريب اللازم ونقل المهارات لدعم استخدام معدات الحفر الجديدة في سلطنة عُمان.

وخلال المعرض وثقت شركة تنمية نفط عُمان جهودها لدعم المؤسسات العمانية والمواطنين عبر تدشين كتيب يسرد مسيرة القيمة المحلية المضافة وذلك خلال مؤتمر ومعرض عُمان للنفط والغاز، والذي يقام في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، حيث يعرض الكتيب التقدم المحرز للشركة في برنامج القيمة المحلية المضافة وأهم إنجازاته منذ تدشينه في عام 2012. ويستعرض الكتيب المحاور الأربعة الرئيسية للقيمة المحلية المضافة، أي المجالات التي تركز على بناء القدرات المحلية، وهي: البضائع والخدمات، والتعمين والتدريب، وتطوير الموردين المحليين، والاستثمار الاجتماعي.

تعليق عبر الفيس بوك