إقلاع نحو المستقبل

فرحة غامرة ارتسمت على وجوه جميع من شاهدوا بدء عمليات التشغيل التجاري لمبنى المسافرين الجديد في مطار مسقط الدولي، والتي امتزجت بمشاعر الفخر الوطني، وأكدت أنّ السلطنة ورغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها لا تزال تحافظ على معدلات التنمية، من خلال مواصلة مشروعات النهضة المباركة.

المطار الجديد، تحفة معماريّة وصرح حضاري بارز، بفضل ما يحتويه بين جنباته من عناصر الإبداع والأصالة ومواكبة لأحدث التقنيات في مجال الطيران المدني، لضمان تقديم تجربة سفر لا تُنسى، تتسم بالراحة والمتعة والترفيه.

مليار و700 مليون ريال عُماني هي تكلفة إنشاء المطار في حلته الجديدة، وهي ميزانية ضخمة تؤكد أنّ السلطنة أولت هذا المشروع العملاق أهمية كبرى، وسعت من خلاله إلى التأكيد على أنها تواصل مسيرة التحديث والتطوير، لاسيما وأنّ قطاع الطيران المدني من القطاعات التي من المؤمل أن تحقق تنوعا اقتصاديا، مع ارتباط ذلك بقطاع الخدمات اللوجستية وما يوفره من إمكانيات هائلة تستطيع أن تحول بلادنا إلى مركز لوجستي إقليمي. ولذلك أنشئ المطار الجديد مزودا بخدمات لوجستية غير مسبوقة بالسلطنة، منها على سبيل المثال مبنى الشحن الجوي الجديد، والمقام على مساحة 32 ألف متر مربع، وبطاقة استيعابية تصل إلى 350 ألف طن في السنة، وقابل للتوسعات المستقبلية إلى 500 ألف طن، الأمر الذي يعكس بُعد رؤية المسؤولين في قطاع النقل لأهميّة مثل هذا المشروع والمزوّد بتقنيّات متكاملة ومرافق متقدمة للتعامل مع جميع أنواع البضائع. ضخامة المشروع تتجلى أيضًا في مساحة مبنى المسافرين الجديد والتي تبلغ 580 ألف متر مربع، بينما تصل مساحة أرض المطار بالكامل إلى 25.2 مليون متر مربع.

مثل هذه الأرقام والتفاصيل تؤكد أنّنا أمام مشروع عملاق من شأنه أن ينقل عمان إلى أفق مستقبلية أكثر رحابة، تتطور فيها صناعة الطيران المدني وما يرافقها من خدمات لوجستية توفر الآلاف من فرص العمل لأبناء الوطن، وتكشف عن فرص أعمال واعدة.

إنّ مسيرة النهضة المباركة تمضي في طريقها إلى مزيد من التقدم والرخاء بفضل السواعد الوطنية المُخلصة التي تبذل الغالي والنفيس من أجل رفعة الوطن، وإعلاءً اسم عمان في الأجواء.

تعليق عبر الفيس بوك