في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في (21 آذار / مارس):

صباح الزهر.. نبض الحيطان


منى المعولي – سلطنة عمان


طبعت قُبلةً على مفاتيح الكهرباء المسمّرة على الحائط
احتضنت الجدران
ربتُ بيدي على بلاط الحوش
مسحت الأرضية بحنين المسافر
اتجهت إلى غُرفة الدرج
شدني تقادم خط الحبر المنقوش عليه بأصابعي قبل عشرات الأعوام.
يومها سمعت كل شيء يتحدث
سمعت الجماد الصامت يئنّ
المواسير المتهالكة
مسامير الابواب
مظلات الصفيح
القراميد
الدرابزين
مَنْ قال: إن الاشياء لا تشعر؟ من قال؟!!
فقد سمعت صرير الطوب وصراخ الخراسان
سمعت الرمل بين مسامات البيت يهتف
وعكاز أبي المعلَّق على خطوب الدهر يذرف
يومها كنت أُدرك تماما أنني لن أعود.
أُدرك أنها اللحظة الأخيرة التي تطأ فيها قدماي مساحة الطفولة.
فما إن أدرت لهيكل الدار ظهري حتى حولته معاول الحضارة إلى تُراب.
رأيت طيف طفلة تتشاقى خلف غبار السراب
مُنى: أهـــذه أنتِ؟!
لم تُجب كانت آخر النظرات منها ابتسامة ووداع حزن.
لم تبقَ الأطلال لأمُدَّ لها يدي
ولم يبقَ غيض من فيض يتقافزه رفاقي
حتى ألعابي و أرجوحتي وكُرة أخي تلاشت مع الضباب.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك