في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في (21 آذار / مارس):

قصائد قصيرة جداً


د. يوسف حطّيني


1 ـ الفجر
تجلّدْ قليلاً، وإن أمعنتْ في الرّحيلِ
ورُشَّ حديقتَكَ الذابلهْ
بعطر الأرقْ
فما الفجرُ إلا رحيلُ النّدى
عن جفونِ الغَسَقْ
2 ـ حنين
حدّقتُ في المرآةِ
لا لأزيلَ آثارَ الحنينِ عن الغُبارْ
لكنْ لأعرفَ كيفَ فاضَ اللّيلُ
في قلبي على دمعِ القصيدِ
وذابَ في ظلمائِهِ ضوءُ النهارْ
3 ـ أضغاث
وفيما يَرَى الحَالمُونَ اليَتَامى
رأيتُ سُنُوْنُوةً في الجليلْ
تَزُورُ بَريدي صَبَاحاً،
وتَخدُشُ صَدْري
وتَمْضِي إلى حُلُمٍ غارقٍ
في الهَديلْ..
4 ـ نصيحةُ عابرٍ
لحُزْنِ الفصولِ صدىً مفرحٌ في الهديلِ
فلا تكسرِ القاعدهْ
وكُنْ ولداً طيّباً يَجمعُ الدّمعَ
حين تمرُّ به غيمةٌ شاردهْ
5 ـ بوح
بَاحِثاً عَنْ غَزَالٍ
تَنَزَّلَ بين البُحَيْرَةِ والقُدْسِ
يَا لَهْفَ قَلْبِي عَلَيهْ
قُلْتُ: هَذَا اللّسَانَ المُوَشّى بِصَمِتِ المنافي
يُحَاذِرُ أنْ يَفْضَحَ السِّرَّ بِيْنَ يَدَيهْ
غَادَرَتْ أَضْلُعِي صَمْتَهَا.. وَأَشارَتْ إِلَيهْ
6 ـ اختلاف
يبحثُ المترفونَ عن التبرِ
والعاشقونَ عن العطرِ
والمخبرونَ عن الحبرِ
في مخدع العاشقينْ
بينما لا أزالُ أفتّشُ عن لغةٍ
تحمل القدسَ في نبضاتِ الحنينْ
7 ـ وطن
أمرُّ على القُدْسِ
لا شيء يدهشني في السّحابِ
ولستُ أحابي المجازَ سُدى
لا جمالَ سوى ما يحوك الشَّهيدُ
بخيط الندى
8 ـ ثِقْ بالتُّراب
هو الفجرُ قابَ شهيدين
يا صاحبي
لا تثق بالخيولِ الغبيّةِ
تحمل فارسها فوق كفّ المنونْ
وثقْ دائماً بالتّرابِ الذي لا يخونْ
9 ـ إسراء
وأسريتَ ليلاً بعبدكَ
نحوَ ابتهالات قدسي
وأسرى دمٌ ومجازرُ
بالقادمين على كذبة المحرقهْ
وأسرى بي الأصدقاء على جَمَلٍ
نحوَ رمسي
وقدّ زيّنوا بالشّعارات سارية المشنقهْ
10 ـ غودو
نمْ قليلاً ..
مطفَأَ العينينِ كُن كالمقبرَهْ
فالقطارُ الهائم المنسيُّ
في غيبِ السنينْ
سيمرّ الآن كي ينقُل ناساً آخرينْ
وسينسى حشرجاتِ القُبّرهْ
11 ـ وصية
قبلَ أن يُطلقَ صدري
خارجَ الأسوارِ طيرَهْ
قبل أن يقتاتَ دودُ الأرض لحمي
احرقي عظمي وذُرّي يا حمامهْ
من رمادي فوق أجفان البحيرَهْ
ثم عودي بالسّلامهْ
12 ـ محمد الدرّة
وملتصقَينِ بظلّ الجدارِ
يقول أبٌ لابنه: لا تخفْ
سوفَ أدعو لأجلكَ ربَّ السَّماءْ
ولكنّ صوتَ الرّصاصِ
طغى فوق صوتِ الدعاءْ
13 ـ  نقصان
من أرقِ الليلِ تطلُّ على وطني
عصفورةُ قلبي المُجهَدْ
لا ينقصُها غيرُ سماءٍ
كي يكتملَ المشهدْ
14 ـ خشية
أخشى، إن ضَمّك صَدري،
أن يتفتّح في المنفى زهرُ الرّمانْ
أن يفضحَنا حبقُ القبلةِ
أو زيتُ الزيتون الطافحُ
من لفحِ الجَسَدينِ
على حُزْنِ الغُدرانْ
15 ـ دمشق
إن جئتَ دمشقَ على عجلٍ
فتمتّعْ بالبشْرِ الطَافحِ
مِنْ وردةِ حبّ جُوريّهْ
واحذرْ أن تسرقَ حبّةَ رملٍ
كي لا تنهشَكَ سِباعُ أزقّتها
وسيوفُ أميّهْ
*     *     *     *

 

 

تعليق عبر الفيس بوك