في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس):

في الكتابةِ عن الكتابة

عواطف بركات - سوريا


في الكتابةِ عن الكتابة جاء كتاب روي بيتر كلارك (أدوات الكتابة) بنسخته العربية عن فريق من المترجمين العرب من الكتّاب المعروفين والصحفيين والمهتمين.
الكتاب  ضمن سلسلة كتب أصدرها كلارك  انطلاقا من رؤيته بأن الكتابة حرفة يمكن تعلّمها, وهو بالتالي يحطم مجموعةً من الأوهام المتعلقة بهذا الأمر – الكتابة الجيدة – ونقيضتها – الكتابة الرديئة - التي تسبب للمجتمعات الكثير من الخسائر المادية وخسارة الوقت الذي يعادل في المجتمعات الصناعية والمتحضرة ربحا ماديا ونموا اقتصاديا ينعكس على كل مناحي الحياة.
إذًا ومن خلال هذا الكتاب لم تعد الكتابة أمرا صعبا يثير الضجر, ويسبب التعب والعناء, إنما ومن خلال تنمية البراعة والتعاطي مع مظاهر الحياة الثقافية والتعمق فيها أكثر, سيبدو لزاما على كل منا أن يجرب مقدرته على صياغة رسالته للعالم بالطريقة المثلى والأسرع تأثيرا.
  يتضمن الكتاب بنسخته العربية 49 أداة واستراتيجية,  تأتي على تفاصيل لم يتطرق لها أحد من الكتاب العرب أو حتى الكتب المترجمة, حيث يبدأ الكتاب ويدخل في عمق الكتابة, وفي ذهنية الكاتب حيث يصور حالات قابلة للتصويب يتعرض لها جميعُ المهتمين بالكتابة الأدبية والصحفية وأكثر من ذلك فهو يقحمُ القارئ في عملية تدوير النص والبحثِ عن صيغته الأكثر متعة من خلال تمرينات كتابية في نهاية كل أداة.
وتاتي أهمية هذا الكتاب من شموليته وتفرعه وعمقه واهتمامه ببنيان الكتابة ومعناها في آن واحد, تقول عنه بثينة العيسى:(إنه ليسَ كتابا للقراءة من الغلافِ إلى الغلاف, إنه كتابٌ لطوال السنة)
قسّم المؤلف كتابه إلى أربعة صناديق: الصواميل والمسامير – مؤثرات خاصة – المخططات – عادات مفيدة.
ولعل ثمة أسباب تجعلُ الكاتبُ العربي يتجهُ للاهتمام بمثل هذا الجانب أهمها البحث عن وسائل أكثر جدوى من الكتابة الانفعالية التي رافقت فترة الاضطراب السياسي والاجتماعي التي تعرضت لها المنطقة العربية عموما خلال السنوات الفائتة وعن مقوماتٍ جديدة للكتابة الجيدة في خضم انتشار الرديء وفراغه من القضايا التي تهم المواطن العربي..

 

تعليق عبر الفيس بوك