محللون: افتقاد ثقافة الفوز من عوامل الوداع المبكر لظفار والسويق من "كأس آسيا"

 

تأشيرة خروج!

 

الرؤية- وليد الخفيف- عادل البلوشي

تصوير/ عبدالله البريكي

 

 

عزا محللون ونقاد رياضيون الوداع المبكر لفريقي السويق وظفار من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى ما وصفوه بـ"افتقادهم ثقافة الفوز" في الاستحقاق الخارجي، وغياب هدف معانقة اللقب أو الذهاب بعيدا في المسابقة الأضعف آسيويا، وذلك تزامنا مع تعامل إدارات الأندية مع البطولة باعتبارها حدثا ثانويا مقابل هدف أصيل يكمن في نيل بطولة الدوري المحلي.

وقال المحاضر الآسيوي يونس الفهدي إنّ الخسارة نجمت عن انحصار فكر إدارات الأندية واللاعبين على اللقب المحلي فقط، أمّا البطولات الخارجيّة فليست أولويّة لديهم، مضيفا "نخوض تلك البطولات دون هدف، فربما المشاركة من أجل المشاركة، ويدلل على ذلك الإعداد ومستوى جهود اللاعبين وكفاحهم على أرضية الميدان".

 

ونفى الفهدي أن يكون العامل المادي السبب المباشر لإخفاق ممثليْ السلطنة ظفار والسويق، وخروجهما من الدور الأول محملين بخسائر ثقيلة نظرا لامتلاكهما الإمكانيات المادية الضامنة لتحقيق نتائج أفضل مقارنة بمنافسيهم، لافتا إلى أن ما ينقصنا هو التخطيط الرياضي الصحيح المعزز بعمل ميداني؛ يرمي لتحقيق هدف عام تعمل جميع المنظومة بتناغم وانسجام لتحقيقه. وأضاف "ليس لدينا طموح معانقة هذا اللقب تزامنا مع طموحات متنامية من فرق عادية آمنت بقدرتها على الذهاب بعيدا في هذا الاستحقاق فتفوقت علينا، فخسارتنا كانت معنوية قبل أن ينزل اللاعبون ميدان المباراة".

واتفق معه في الرأي المحاضر الآسيوي الدكتور سلطان البلوشي، وقال "تكمن المشكلة في ثقافة اللاعب العماني وتوجه إدارات الأندية، فالذهاب بعيدا في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي أو غيرها من البطولات الخارجية ليست هدفا أمامهما، وإنما مشاركة لأداء الواجب فقط". وأرجع السبب إلى جوانب فنية تكمن في خبرة اللاعبين وتمرسهم في هذا الاستحقاق، وقال "لا نمتلك للتخطيط الاستراتيجي الصحيح على مستوى الأندية والاتحاد، فتوقف الدوري على سبيل المثال واحد من ضمن أسباب النتائج السلبية التي مُني بها ممثلا السلطنة". وتابع القول: "نحن بحاجه لفكر جيد.. اللاعب لابد وأن يؤمن أولا بإمكانياته، والإدارة يتعين عليها أن تغذي هذا التوجه وتضع المسابقة الآسيوية كهدف استراتيجي لها، وأن يأتي ذلك تحت مظلة مساندة من قبل الاتحاد المنوط به تهيئة العوامل المساعدة على تحقيق النجاح".

وقال الشيخ أحمد السيباني إنّ الخروج من كأس الاتحاد الآسيوي بتلك النتائج الصعبة يعكس غياب الاحترافية، ويؤكد أننا بحاجة لفكر جديد، يتعامل مع هذا الملف بسياسة الثواب والعقاب، مشيرا إلى أن إخفاق اللاعبين لابد وأن يواجه بلائحة تنظيمية متضمنة لعقوبات، كما إن خسارة الأجهزة الفنية لابد وأن يتم التعامل معها بنفس السياسة. وأوضح أن النادي كمؤسسة أهلية يجب مساءلته من جمعيته العمومية، لأنهم يمثلون السلطنة في محفل خارجي، مقترحا إجراء دراسة تحليلية لهذه القضيّة من كافة الجوانب، بهدف الحيلولة دون تكرار "مأساة" هذه النسخة، على حد وصفه.

من جهته، يرى المدرب فهد العريمي أنّ هناك أسبابا أخرى بجانب افتقاد اللاعبين والإدارات لثقافة التعامل مع الملف الآسيوي، مسلطا الضوء على الأسباب الفنية التي كلفت الفريقين خروجا مبكرا من دور المجموعات مضيفا بالقول "دوري عمانتل ضعيف فنيا ومخرجاته أقل من مستوى كأس الاتحاد الآسيوي، ومن حسن الطالع عدم مشاركتنا في دوري الأبطال وإلا كانت النتائج "كارثية". وقال "اعتقد أنّ الدوري البحريني والعراقي أقوى من دورينا، فمخرجاتهم أفضل على مستوى العناصر، وطموحهم أكبر لمعانقة اللقب أمّا نحن فطموحاتنا محدودة في الدوري والكأس المحليين، عبر لاعبين هواة ذوي فكر محدود" حسب تعبيره.

وفي معرض إجابته عن السبب الفني وراء خسائر السويق ثلاث مباريات، أفاد العريمي بأن "بلاتشي مدرب هجومي، يعاني على المستوى النوعي في خط الدفاع، منظومته الدفاعية ضعيفة بدليل تلقي 8 أهداف في ثلاث مباريات، والأمر تعقّد برحيل المسلمي وحارب". ويرى أنّ إدارة السويق لم تدخر جهدا في تذليل كل الصعاب أمام بلاتشي بيد أنّ الأخير لم يهتم بالتعاقد مع مدافعين مقابل تكديس الأسماء الهجومية.

مدرب نادي صحار السابق محمد خصيب من جانبه أدلى برأيه، وقال إنّ أسباب خروج ممثليْ السلطنة من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، يعود لعدة أسباب؛ لعلّ من أبرزها أنّ المسابقات المحليّة لا تخدم اللاعب والأندية تمامًا، إضافة إلى فترات التوقف المتكررة في مسابقة الدوري. وأضاف أنّه يتم في هذه الحالة صنع دوري فقط بدون صنع لاعبين مجيدين، لافتا إلى أنّ مجمل عدد المباريات التي يخوضها اللاعب العماني في أقصى الحالات لا تتعدى 20 مباراة في الموسم، في حين أنّ اللاعب المحترف يخوض أكثر من 40 مباراة في الموسم الواحد، الذي يمتد لعشرة أشهر. وأشار المدرب الوطني محمد خصيب إلى أنّ نادي السويق وبالرغم من أنّه مدجج بالنجوم، لكنّه لم يتمكن من وضع بصمة مثالية في المسابقة الخارجية، ليؤكد ذلك بتفوق النادي على المستوى المحلي دون الخارجي، وذكر خصيب أنّ هناك مشكلة أخرى للأندية المحلية والتي تتعلق حول فترة الإعداد للموسم الكروي الجديد؛ حيث تجد أنّ الاستعدادات عادية جدا ولا ترتقي للموسم الرياضي، وتكتفي أغلب الأندية بخوض معسكرات قصيرة قبل انطلاقة الدوري بفترة قصيرة إلى جانب خوض الأندية عددا قليلا من المباريات الودية. وأشار خصيب إلى أنّ إمكانيات الأندية محدودة في الجانب الآخر، ومن الصعب أن تنفذ معسكرات خارجية إلى جانب أنّ اللاعبين خبراتهم ومهاراتهم بحاجة إلى الارتقاء الفني بشكل أكبر عبر توفر الدعم اللازم واكتمال المنظومة.

تعليق عبر الفيس بوك