تضمّن تدشين مجلة علميّة ومعرضًا مصاحبًا

انطلاق مؤتمر "المكتبات المتخصصة" بالتأكيد على توظيف البيانات في التخطيط والتنمية

الرؤية - مازن الوردي- سالم الشكيلي

انطلقت أمس فعاليات المؤتمر والمعرض السنوي الرابع والعشرين لجمعية المكتبات المتخصصة بالخليج العربي، والذي تنظمه الجمعية بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم دراسات المعلومات في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، في فندق جراند ملينيوم مسقط، تحت رعاية معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

وتجيء نسخة هذا العام بعنوان "البيانات الضخمة وآفاق استثمارها: الطريق نحو التكامل المعرفي"، وستقدم فيه 50 ورقة عمل وبمشاركة 100 متحدث من داخل السلطنة وخارجها من مختلف دول العالم.

وأكّد ناصر محمد رئيس جمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي في كلمته التي ألقاها أنّ المكتبات ومراكز المعلومات هي المكان الأنسب لتفعيل ونماء الحركة العلميّة والثقافية بكافة أبعادها وتوجهاتها، كما تُعد عنوانا لتقدم الشعوب وتحضرها، وأنّ الأمة التي تعنى بالكتاب والمكتبات وتسعى إلى جمع مصادر المعرفة بمختلف أوعيتها هي أمة ناهضة بحكم اهتمامها بمنابع الفكر والثقافة. موضحا أنّ جمعية المكتبات المتخصصة بالخليج العربي أدركت أهمية تطوير قدرات ومهارات القوى العاملة بالمكتبات ومراكز المعلومات، من أجل تقديم خدمات مكتبية فاعلة للباحثين والدارسين والقراء، من خلال تنظيم ودعم الورش والدورات التدريبية وعقد المؤتمر السنوي.

واستعرضت كلمة الدكتور محمد بن علي البلوشي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية دور جامعة السلطان قابوس في توفير مصادر وخدمات المعلومات للباحثين والطلبة وإتاحتها باستخدام مختلف وسائل التقنيات، بالإضافة إلى وجود قواعد بيانات كثيرة متاحة عبر الشبكة تتيح الاطلاع على البحوث والمجلات العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه باللغتين العربية والإنجليزية. بالإضافة إلى دور المكتبة الرئيسية التي تقدم خدماتها لجميع الباحثين في السلطنة وترتبط بعلاقات إقليمية ودولية. وسعت الجامعة خلال الثلاثين عامًا إلى تأهيل المتخصصين في مجال المعلومات من خلال قسم دراسات المعلومات في الكلية إذ تخرج فيها أكثر من 1000 متخصص في مجال المكتبات والمعلومات.

كما ألقى الدكتور نبهان بن حارث الحراصي رئيس اللجنة المنظمة ومساعد العميد للدراسات العليا والبحث العلمي بكليّة الآداب والعلوم الاجتماعية كلمة أكد فيها أنّ المؤتمر سيتطرق إلى إمكانية استثمار البيانات الضخمة في الاقتصاد والتنمية المستدامة. والعلاقة بين مجموعة من القضايا مثل التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرار ومستقبل صناعة المعلومات بالبيانات الضخمة، وكما هي العادة في المؤتمرات السابقة. وأشار إلى أن المؤتمر القادم يركز على فهم هوية علوم المكتبات والمعلومات في ظل الإنتاج الهائل للمعلومات، وسرعة تدفقها، وانتشارها. كذلك أضاف الدكتور الحراصي بأنّ التجارب والممارسات العملية للتعامل مع البيانات الضخمة وبخاصة في دول الخليج العربي ستُحظى باهتمام خاص في هذا المؤتمر، وذلك بهدف التعريف بها، وتقييمها.

وتمّ خلال المؤتمر الإعلان عن تدشين المجلة العلمية بعنوان "دراسات المعلومات والتكنولوجيا" وحول هذه المجلة ذكرت البروفيسورة نعيمة حسن جبر رئيسة اللجنة العلمية في المؤتمر ورئيسة تحرير المجلة بأن هذه المجلة عالمية رقمية تصدر بشكل دوري مرتين كل عام، وتعني بكل ما يتعلق بالمعلومات والتقنية والحقول المصاحبة لها تمهيداً للعصور الجديدة التي بدأتها البيانات الضخمة أيضا تسعى المجلة في كل عدد إلى تغطية محور موضوعي مهم لخدمة المجتمع والمعرفة العلمية والإنسانية. وأضافت أردنا أن تكون المجلة ذات اعتماد أكاديمي تبدأ من خلال قاعدة صلدة ترى النور في مجال المكتبات والمعلومات والمعرفة.

وفي الختام قام معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي، رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون راعي المناسبة بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يعنى بمؤسسات المعلومات الحكومية والخاصة، ويهدف إلى عرض آخر المستجدات والتقنيات المستخدمة في هذا المجال. ويقدم المعرض عروضاً حية ومستمرة لمدة ثلاث أيام للمتخصصين والعاملين في المكتبات.

يناقش المؤتمر القضايا المُرتبطة بإدارة البيانات الضخمة واستثمارها من قبل المستفيدين والمختصين. والجمع بين تطبيقات الباحثين والأكاديميين والمهتمين في مجال دراسات المعلومات والتخصصات المرتبطة مع توسيع الكفاءات المهنية والخبرات وقيمة المعلومات والمعارف المتأتية. وذلك ضمن برامج وخدمات المعلومات بالإضافة لتعزيز دور الناشرين والمسوقين والمجهزين لخدمات المعلومات وتشجيع موضوع البينية في إدارة البيانات الضخمة لضمان التكامل.

كما يتناول المؤتمر مجموعة من المحاور التي تتمثل في التعريف بالبيانات الضخمة وصناعة المعلومات وكيفية إدارتها وتسليط الضوء على البيانات الضخمة، ودور المختصين بها ناهيك عن التعريف لعلم البيانات وبرامج المكتبات والمعلومات وتتطرق لواقع البيانات الضخمة في دول الخليج العربي.

يذكر أنّ جمعيّة المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي تأسس في عام 1992 وتعقد مؤتمرها السنوي في واحدة من دول مجلس التعاون الخليجي. ويقوم الفرع بتنظيم مجموعة من حلقات العمل المتخصصة خلال العام بالإضافة إلى المعرض المصاحب والذي عادة ما يسلط الضوء على أحدث التقنيات الفنية المستخدمة في مجال المكتبات ومراكز المعلومات.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك