يونس البوسعيدي – سلطنة عُمان
بعُــدْنا كـــأنّـــا لَــمْ نكــن حــلمًــا وردي
أرُدّكِ لــي ، أم مَــنْ أُردّ مِــنَ الــوجــدِ
بـعيــدون كالأوراقِ فـــي الـريــحِ، إنــنا
غـريبٌ وَلَـمْ يـبحـثْ عـن الـوطـنِ الفـرْدِ
ومن فــرط أنـــي أشـبــه الريــح، لــم أكُـنْ
أُفـسّـرنـي ، والـضـــدُّ يُـفـهَـمُ بـالـضـــدّ
خُلِقْـــنا لنحـــيا كالغــريبــين، مـــا لـــنــا
منـاصٌ، ومـا قــد كـان للهجــرِ مِـنْ بُـــدَّ
كمــن وجـــدَ المنفـــى بــلادًا ، وَلَــمْ أجــدْ
ســواكِ هـــوًى ، لكــنْ أمــوتُ مِـنَ البُعـدِ
كـمـــا ســـفَـــرٍ لـكــنــه دون وجـــهــةٍ
لعمــرك كــم يُشقــي السُّـرى دونما قصـد
مــرافِــئُـنــا قـالـــت لـنـا يــا حــبيـبتـي:
"حـــياتُــكَ جـــزْرٌ ، ليـس مِـنْ أَمـلٍ مدّ"
أجــرّ الخــطـايـــا ، والخــطـايـــا لأنـنا
مِــنَ الطــيــنِ، والأقــدار تلعــب بالعــبــد
فَلَــو كــان لــي ؛ مـزقتُـني وكتـبتُ لـي
على الصفحــةِ الأولــى الكمــالات بالحــمد
كأعمــى أجــسّ الـدرب وحدي، وإنني
إلــى الآن لــم أســأل غـدي ما الذي يُجدي
و دُرْتُ كـمــا دارت عـــواصــفُ خـلّفـتْ
غــبـــارًا، و ذي نَـفْــسي بــها أثَــرُ الــرمْــد
إذا أنـتِ مـــا أبـصـــرتِ بـرْقـي، تسمّعـي
لِرعــدي ، فـإنـي صـارخُ الشـوقِ كالـرعد
حــيــاةٌ عـلى النـقــصانِ، نــرقــبُ وردَةً
تُكمّــلنـــا، والــقـــلــبُ يــذبـــلُ كــالــــوردِ