القراءة تبني الأمم

أُسدل الستار على أهم حدث ثقافي في السلطنة وهو معرض مسقط الدولي للكتاب، بعد نجاحٍ كبيرٍ تحقَّق على عِدَّة مستويات؛ أهمها: الارتقاء بالذوق العام للجماهير التي توافدتْ من كل صَوْب على المعرض، في تأكيدٍ على أهميةِ القراءة في المجتمع، وكيف تغيَّرت النظرة إلى أهمية القراءة التي تُبنى بها الأمم.

كان الإقبال واضحًا وكبيرًا، خاصة للشباب من طلاب وطالبات المدارس والكليات والجامعات، والاهتمام كذلك كان واضحًا بالتجول بين أجنحة المعرض، والاستفادة من فعالياته الثقافية المختلفة. كما شهدت هذه الدورة ارتفاعاً في عدد المشاركات والعناوين؛ فنحن نتحدث عن نصف مليون عنوان: 35% منها إصدارات جديدة، إضافة لمشاركة 783 دار نشر بشكل مباشر وعبر التوكيلات، وكان الاهتمام بالطفل حاضراً في قلب المشهد الثقافي الكبير؛ فالطفل هو رجل المستقبل، وبناء العقول يبدأ من سِن مبكرة.

وقد تنوَّعت الجهات التي بادرت بالمشاركة في المعرض بأجنحة وفعاليات، حتى صار المعرض وجهةً جامعةً لكلِّ الجهات المعنية بالثقافة والفكر في السلطنة والخارج، كما كانت حفلات التوقيع للكتب والإصدارات الجديدة ملمحاً مهمًّا في المعرض.

كما تألقت صلالة، وهي تُطل على جمهور المعرض كضيف شرف، وكانتْ مثل كتابٍ مفتوح للزائر يتجوَّل بين صفحاته، برائحة اللبان الزَّكي من شجرة الكندر الذي عطَّر المعرض ببرنامج ثقافي مُنوَّع، ضمَّ أكثر من 13 فعالية أُقِيمت في أروقة المعرض بين الساحة الأمامية وقاعة الفراهيدي والمقهى الثقافي وقاعة العوتبي: أمسيات شعرية، وندوات تعريفية بالمكانة التاريخية والعلمية والمناخية والسياحية لمدينة صلالة، وفنون شعبية، وقراءات أدبية، وورش عمل فنية متخصصة.

جناح صلالة -الذي جاء في شكل البيت الظفاري العتيق، المطرَّز بالعادات والتقاليد الأصيلة، المضيء بفوانيسه، المعروف بأبوابه ونوافذه الخشبية ذات الشكل الهندسي الجميل- رحب بزوَّاره وعلى أبوابه المجامر كأنها في أزقة سوق الحافة، المطلية بألوان السهل والجبل والبحر، وعلى جانبيها أشجار النارجيل الباسقة.

تعليق عبر الفيس بوك