شماتة ذوي القربى

عائض الأحمد

التندر والشماتة من أبشع صور الإنسان العربي في عصرنا الحاضر وما أعلمه كغيري أنها صفة مذمومة حتى مع الأعداء هكذا تقول العرب.

 

 يطل علينا للأسف بين فينة وأخرى هؤلاء الشامتون الشاتمون بكل ما يدور في وطننا العربي وكل يغني على ليلاه وليته اكتفى بذلك ولكنه يسمع أهل الحي ويطرب كل من جاوره.

هم قلة قليلة ولكن أصواتهم عالية جداً وبلغت منتهاها وأقصى ما قد تستطيع الوصول إليه.

ونحن لن نلوم هؤلاء الشرذمة فالبعض لديه أجندة معينة أو تجربة مؤلمة هنا أو هناك أو فشل رافقه في مرحلة معينة من حياته.

في هذه البلاد أو تلك ثم أصبح يبث حقده وسمومه وأفكاره الشاذة كتعبر عن نقص يريد به الكمال ولكن!!!

 

الملامة على الجميع سواء مؤسسات أو أفراد فمن يمنح هؤلاء فرصة الظهور والتحدث بحجة حرية الرأي، أعتقد أنه يخطئ بحقنا جميعاً أما الأفراد فالبعض يتناول مقولة لفلان أو علان ويظل يرددها ويستشهد بها وهو بذلك يسوق وينشر هذه الأفكار سواء علم أو لم يعلم.

 

الجميع دائمًا يؤمن بأنَّ الإعلام مرآة تعكس خفايا وخبايا أي مجتمع عندما يتجرد من التبعية وينقل الحقيقة المتزنة دون مواربة.

 

 المريب في أمر هؤلاء هو الفرح حد الانشراح لكل مصاب يصيب هذا الوطن الكبير من الخليج إلى المحيط فهذا ينسبها لقدرة إلهية وكأنه يحصي أعمال البشر من خير وشر وآخر يدعو صباح مساء ويؤكد أنّ هذا دعاء المظلومين والمحرومين وقد لا تجد مظلوماً أو محروماً غيره واحسبه كذلك وإلا ماذا تقول حين تجد أخاك ثم تردد هذا ما اقترفت يداك فاذهب ونحن لك من الشامتين. هذه ليست من الأخلاق أو الإنسانية في شيء.

 

أشبه ما يقومون به أعزكم الله بجامعي النفايات فمن المستحيل أن يشم غير هذه الرائحة النتنة حتى لو كان في حديقة غناء تسر الناظرين.

 

أعلم يقيناً أنّ هذه الفئة مهما تحدثت معها أو حاولت أن تحاورها لن تصل لشيء. السبب واضح جدا فأغلب هؤلاء لديهم وقت البعض منهم يؤجره لمن يشتري ولذلك فهو مرتبط حسب تعاقده وعليك أن تحاوره أو تناقشه بعد نهاية عقده والبعض الآخر صدى لهذه الجهة أو تلك وهنا المشكلة، الأول يعلم ماذا يريد والآخر ضحية ويساق حسب الأهواء.

عندما كان الإعلام في وقت مضى يراعي ذائقة المتلقى إلى حد معقول لم نكن نرى هذه النماذج رغم إيماني الكامل بأنّ جزءا كبيرا مما يحدث شيء طبيعي لأسباب عدة.

لكن الملاحظ أنّ هذا الانفلات (غير الأخلاقي) يجب أن يقابله إعلام متزن يضع نصب عينيه أحلام وأماني وتطلعات الشعوب العربية ويعيد لها الأمل بأن هناك أملا في الأفق القريب.

 

 ومضة:

لا يمكن أن تسيء وتجد من يشكرك.. فقط من توافق هواه أو من يشفق عليك لجهلك.

تعليق عبر الفيس بوك