تحت شعار "الدفاع المدني والمؤسسات الوطنية ضد الكوارث"

صور تحتضن احتفالات السلطنة باليوم العالمي للدفاع المدني وسط إنجازات متواصلة

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

استخدام الرافعات الحديثة بسلم هيدروليكي في حرائق المباني السكنية لإخلاء وإنقاذ المحاصرين

تنفيذ 173 عملية إنقاذ مائي العام الماضي.. وفرق الإسعاف تستجيب إلى 12394 حالة

مسقط - الرؤية

تحتفل السلطنة ممثلة في الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف مع دول العالم الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية في الأول من مارس من كل عام باليوم العالمي للدفاع المدني والذي جاء هذا العام تحت شعار (الدفاع المدني والمؤسسات الوطنية ضد الكوارث) تأكيداً على أهمية التعاون بين كافة المؤسسات العامة والخاصة وأفراد المُجتمع للحد من المخاطر والتقليل من آثارها وتحقيق السلامة العامة، ولهذا اليوم أثر إيجابي في نفوس رجال الدفاع المدني نظير ما يقدمونه من خدمات جليلة في حماية الأرواح والممتلكات والتقليل من آثار الحالات الطارئة، وهو فرصة سانحة لنشر ثقافة درء المخاطر من خلال التثقيف المقرون بالتدريب عبر إقامة العديد من المناشط والفعاليات في مختلف المحافظات.

وتحتفل الهيئة هذا العام بيومها السنوي في ولاية صور، وذلك لاهتمامها الذي توليه لجميع المحافظات، حيث كان احتفالها في السنة الماضية في ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة.

وتمَّ خلال الأعوام الثلاث الماضية إنشاء وافتتاح مراكز جديدة في بعض المحافظات، حيث تم افتتاح مراكز للدفاع المدني والإسعاف (بهلا – لوى - الدقم – جعلان بني بوعلي) والتي شكلت دعماً للمراكز الأخرى لإيصال رسالة الهيئة وتحقيق أهدافها وتوفير خدماتها لكل القاطنين على هذه الأرض الطيبة.

وضمن خطة تعزيز مراكز الدفاع المدني والإسعاف بأحدث الآليات المتطورة فقد دشنت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف خلال الفترة الماضية عدداً من المركبات والآليات والمعدات الثقيلة.

وتم رفد جميع الفرق التخصصية بالمركبات والمعدات اللازمة لإنجاز مهام عملهم على الوجه الأمثل، فقد تم تزويد فريق الإنقاذ المائي بزوارق مطاطية جديدة وتعزيز فريق التعامل مع المواد الخطرة بمجموعة من المركبات والآليات المجهزة بالمعدات الخاصة للتعامل مع حوادث المواد الخطرة (الكيميائية، والإشعاعية، والبيولوجية) ، وأدخلت عدد من السلالم الهيدروليكية والرافعات إلى الخدمة أهمها الرافعة (55) متراً وهي مخصصة لمكافحة حرائق المباني العالية إضافة لاحتوائها على مصعد متحرك لإنقاذ المحتجزين في تلك المباني والأماكن المُرتفعة، كما تم رفد باقي المحافظات برافعات جديدة تدخل الخدمة لأوَّل مرة.

تدريب وتأهيل الكوادر

وأولت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف التدريب التخصصي في كافة المجالات المتعلقة بالدفاع المدني والإسعاف جل اهتمامها لما له من أثر إيجابي في الارتقاء بمستوى أداء منتسبيها وتطوير إمكانياتهم الفنية وبالتالي قدرتهم على التعامل مع شتى أنواع الحوادث، وفي هذا الإطار عملت الهيئة على تأهيل عدد من المدربين من خلال إرسالهم إلى الخارج للالتحاق بدورات تخصصية متقدمة، كما عقدت دورات تدريبية محلية لمجموعة أخرى بمؤسسات وكليات متخصصة بمجالي الدفاع المدني والإسعاف بهدف نشر منظومة التدريب على مستوى المُحافظات.

وتعد خدمة الإطفاء من أهم الخدمات التي تقدمها الهيئة لمكافحة جميع أنواع الحرائق (المنشآت الصناعية – المباني التجارية – المباني السكنية...إلخ) وقد هيأت لهذه الغاية أحدث المعدات والآليات لمواكبة التطور السكاني والعمراني والمحافظة على مكتسبات النهضة، كما تستخدم الرافعات الحديثة ذات السلم الهيدروليكي في حرائق المباني السكنية لإخلاء وإنقاذ المحاصرين في الأدوار العليا، ولكونها مزودة بقاذف علوي مثبت بأعلى السلم فإنها تستخدم أيضاً في مكافحة الحرائق الواقعة بالمباني التجارية في حال تمركز النيران في الأدوار العليا.

ومن الخدمات المهمة التي برزت بشكل لافت في الآونة الأخيرة حيث تزامنت مع تطور خدمة الإطفاء فقد تم تدشين العديد من المركبات والرافعات والسلالم الهيدروليكية والمعدات والتجهيزات الحديثة، والتي ساهمت في عمليات الإنقاذ البري في الحوادث المرورية والإنقاذ من المباني العالية وإخراج المحاصرين في المصاعد الكهربائية وغيرها من عمليات الإنقاذ البري، التي تقدمها الهيئة لأفراد المجتمع.

والإنقاذ المائي هو أحد أهم مرتكزات منظومة البحث والإنقاذ بالهيئة والتي شهدت تطوراً ملحوظاً تمثل في تعزيز قدرات وإمكانيات الفرق العاملة في هذا المجال وتجهيزها بأحدث المعدات والآليات.

ونظمت اللوائح والقوانين كافة الإجراءات الوقائية والاشتراطات والتدابير التي تتناسب مع طبيعة المخاطر المحتملة في مختلف المنشآت التجارية والصناعية وألزمتها بوضع هذه الإجراءات والتأكد من تنفيذها والتقيد بها، حيث استحدثت الإدارة العامة للحماية المدنية برامج إلكترونية لتسهيل الإجراءات لطالبي الخدمة، وتعمل كذلك على تكثيف الحملات التفتيشية للمنشآت التجارية والصناعية والتعاون مع الشركات بهدف تجنب وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات.

الفريق الوطني للبحث والإنقاذ

ومنذ حصول الفريق الوطني للبحث والإنقاذ على الشارة الدولية من الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة في عام 2012م، شارك الفريق في العديد من الأعمال التدريبية وساهم في عمليات البحث والإنقاذ داخليا وخارجيا، والتي كان من أهمها المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والإغاثة بجمهورية النيبال بعد تعرضها لزلزال مدمر تلبية لنداء الاستغاثة من الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ للتوجه إلى هناك، فقد باشر الفريق عمليات البحث والإنقاذ عن المفقودين وانتشال الجثث. وحرصا من الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف على توسيع خدمات الفريق وتطويرها فقد تم إنشاء فرق مصغرة منبثقة من الفريق في بعض المحافظات للقيام بعمليات البحث والإنقاذ حتى وصول الفريق الرئيسي. ويخضع الفريق كل خمسة أعوام لعملية إعادة تقييم من خلال لجنة مستقلة ومحايدة يتم تعيينها من قبل الهيئة الاستشارية بهدف تجديد الترخيص الممنوح له كفريق دولي، ويعد هذا التقييم ذو أهمية خاصة من حيث إعداد الفريق وتدريبه على المعدات والتجهيزات الحديثة للتأكد من جاهزيته وفق المعايير الدولية.

ويعد فريق وسائل البحث المتنقلة (k9 ) من الفرق التخصصية التي تم استحداثها مؤخراً بجانب الفرق الأخرى بالهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، حيث بدأ العمل بها في مطلع 2016 من خلال استخدام عدد 3 من كلاب، للبحث عن الجثث أو الأحياء المحصورين تحت الأنقاض.

ونظرا لما تمثله الجبال بالسلطنة من مصدر جذب للسياح سواء من داخل السلطنة أو من خارجها، مما يشجعهم على سبر أغوارها، ويعرض بعضهم للمخاطر خلال رحلتهم في تلك الجبال نظرا لعدم الدراية بالممرات والمسالك وعدم أخذ الاحتياطات اللازمة، فقد تم إنشاء فريق الإنقاذ الجبلي في نهاية 2013 بسبب كثرة البلاغات التي ترد إلى مركز عمليات الهيئة والتي تتطلب الانتقال إلى المواقع الجبلية بسبب احتجاز أو فقدان بعض الأشخاص في تلك الجبال أو سقوطهم منها.

وفي إطار إعداد فريق متخصص للتعامل مع المواد الخطرة وفق أسس ومعايير مهنية عالية فقد قامت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف بتوقيع اتفاقية مع الدفاع المدني السنغافوري بهدف إعداد فرق متخصصة في هذا المجال. وتم إعداد فريق التعامل مع حوادث المواد الخطرة وفق مراحل تدريبية مختلفة بهدف التأهيل ورفع الكفاءة والأداء للقيام بالمهام الموكلة إليها على أكمل وجه وعلى مستوى عالٍ من المهنية، وقد تم تنفيذ عدة تمارين في هذا المجال لقياس الجاهزية وقدرة الفريق على التعامل مع المواد الخطرة، كما تم إنشاء فرق استجابة أولية في بعض المحافظات على أن تنشر في جميع المحافظات في المستقبل القريب.

وتظل التوعية الحلقة الأهم لترسيخ مفاهيم الدفاع المدني والإسعاف وفي هذا الصدد تستثمر الهيئة في هذا الجانب الكثير من وقتها وإمكانياتها إيماناً منها بأنَّ الوقاية خير من العلاج، وقد شهد الجانب الإعلامي بالهيئة تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الماضية من خلال فتح نوافذ أوسع مع المجتمع سواء من خلال الاتصال المباشر أو من خلال البرامج التي يتم إعدادها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم أو من خلال برامج التواصل الاجتماعي عبر حسابات الهيئة أو من خلال المطبوعات والنشر والتواصل مع وسائل الإعلام.

وتشارك الهيئة في معظم المهرجانات والمعارض والمناسبات، كمهرجان مسقط ومهرجان خريف صلالة وغيرها من الفعاليات والأنشطة، لتعزيز مفهوم الإرشاد والوعي الوقائي وتبصير المجتمع بالمخاطر المحيطة به، ليتجنبها وليتسم بالحيطة والحذر في سلوكياته وفي تعامله مع معطيات التكنولوجيا.

وتشير الإحصائيات الصادرة عن الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف إلى أن الهيئة تعاملت خلال العام الماضي 2017 مع (4748) حريقاً في مختلف محافظات السلطنة، وقد تصدرت حرائق المنشآت السكنية أعلى معدل حيث بلغت (1234) حريقاً، كما بلغت عمليات الإنقاذ البري في إخراج المحتجزين من وسائل النقل المختلفة والمصاعد الكهربائية والمباني العالية والأماكن المرتفعة (2147) عملية، وتصدرت حوادث وسائل النقل البرية أعلى معدل وبلغت (1458) عملية. أما إحصائيات عمليات الإنقاذ المائي فقد بلغت (173) عملية تصدرتها عمليات الإنقاذ من الأودية ب (53) عملية، وبلغت عمليات التعامل مع حوادث المواد الخطرة (12) عملية، إلى جانب (10) عمليات إنقاذ أشخاص محتجزين في أماكن مرتفعة. كما قامت فرق الإسعاف بالاستجابة إلى (12394) حالة، وتعاملت مع (8075) إصابة وحادثا و(2751) حالة مرضية.

تعليق عبر الفيس بوك