مسقط - الرؤية
نظمت جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع الصندوق العماني للتكنولوجيا أمس الثلاثاء محاضرة تعريفية حول الصندوق العماني للتكنولوجيا، وحلقة نقاشية حول مستقبل الابتكار في عمان.
يأتي ذلك في إطار التوجه الحالي نحو تعزيز ثقافة الابتكار في السلطنة، ورفع مستوى وعي الأفراد والمؤسسات حول أهميّة الابتكار في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وإشراك مختلف الجهات بالسلطنة في تأسيس إطار عملي فعّال لجعلها مركزًا مهمًا للابتكار.
وفي هذا الصدد قالت الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي إنّ التحديات الاقتصادية والاجتماعية تتطلب سرعة الاستجابة لها بالتشخيص المبكر والدقيق؛ ليتم مواجهتها والتغلب عليها بطرق فعالة بصرف النظر عن طبيعة هذه التحديات دولية كانت أو تلك الخاصة منها بمنطقة الخليج العربي والسلطنة، مشيرة إلى أن الوتيرة المتزايدة للعولمة وما يصاحبها من سرعة في التطور التكنولوجي أمر يفرض على الأمم والدول التعامل في أسواق دولية أكثر تعقيدًا من أي فترة مضت.
وأضافت الدكتورة رحمة أنه من أجل تحقيق النجاح في ظل هذا الواقع ينبغي على الدول أن تنتقل إلى اقتصادات قائمة على المعرفة، ومبنية على قوى عاملة تتسم بالديناميكية والمهارات العالية والابتكارية وهو الأمر ذاته الذي ينتج عنه توليد المعارف وتطبيقها والابتكار وريادة الأعمال.
وألقى يوسف الحارثي الرئيس التنفيذي للصندوق العماني للتكنولوجيا المحاضرة التعريفية التي تحدث خلالها عن أهداف الصندوق وبرامجه وبعض الشركات التي يستثمر فيها. وقال إنّه يهدف إلى أن تكون السلطنة مركزًا جاذبًا للعقول وهو يستثمر للعمانيين وغير العمانيين في بلادنا وغيرها من البلدان، ورأس ماله 150 مليون دولار وسيصل إلى 200 مليون دولار قريبًا. مؤكدًا على أنّ الصندوق العماني للتكنولوجيا صندوق استثماري وليس تنموي بحت.
وأشار يوسف الحارثي إلى أنّ الصندوق يستثمر بمبدأ الشراكة فالمستثمر يقدم الفكرة والصندوق يمولها ويشترك معه في المخاطر في حال فشل الاستثمار، مؤكدًا على وجوب وضع قوانين وآليات تجعل من الفشل مقبولًا.
وذكر الحارثي أنّ الصندوق العماني للتكنولوجيا السادس عالميًا في حجم الاستثمار، وكان قد عمل على 17 استثمارًا في السنة الأولى له. وهو يدعم حاليًا البرامج التي يقوم بها مجلس البحث العلمي، ويبحث عن العناصر البشرية المناسبة للاستثمار بنفسه في عدد من الولايات.
واستضافت الحلقة النقاشية عددًا من الخبراء في مجالات متعددة من جوانب الابتكار وهم: الدكتور سيف الهدابي من مجلس البحث العلمي، ومن جامعة السلطان قابوس الدكتور سالم الحارثي وماجدة الهنائية، وبدر الحبسي من وزارة التربية والتعليم، ومريم الشيذانية من الشركة العمانية لتطوير الابتكار القابضة، وابتسام الفروجي من المركز الوطني للأعمال.
وسعت الحلقة النقاشية إلى تأسيس إطار عملي لجعل السلطنة مركزا معززا وجاذبا للابتكار، وإشراك الجمهور وقطاع الصناعة والأكاديميين في التوصل إلى أكثر الطرق فعالية لذلك، ورفع مستوى الوعي لدى الأفراد ووسائل الإعلام حول أهمية الابتكار في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في السلطنة، إضافة إلى تعزيز الوعي حول إمكانيات واحتياجات البنية التحتية المبتكرة فيها.
كذلك ركّزت على مواضيع متعددة بما فيها: واقع الابتكار في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في السلطنة، السياسات واللوائح التي تدعم تحول السلطنة إلى مركز للابتكار، طرق مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المرتبطة بالابتكار، الفرص والتحديات لجعل بلادنا مركزًا للابتكار، دمج الابتكار في مجال الشبكات الإقليمية والدولية، إصلاح سياسات التعليم لتقديم المعارف والمهارات اللازمة للشباب للمشاركة في الموجة الثالثة للثورة الصناعية، إلهام وتثقيف الجيل القادم من المبتكرين الناشئين، تسهيل الوصول للبنية التحتية للابتكار، بما في ذلك المعدات والدعم المالي، وغيرها من المحاور.