بمشاركة ممثلي المنظمة العربية للسياحة ومؤسسات القطاع السياحي

تكريم المرشدين السياحيين العمانيين ضمن احتفال السلطنة بيوم السياحة العربي

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

≥ المحروقية: نستهدف تحقيق مبادئ التنمية المستدامة في القطاع السياحي العماني

≥ العبيداني: تكريم المرشدين السياحيين بهدف تسليط الضوء على أهمية تطوير مهنة الإرشاد

≥ المحرزي ثاني شخصية تحصل على "مفتاح السياحة" على مستوى الوطن العربي

الرؤية - أحمد الجهوري

شهد ديوان عام وزارة السياحة، أمس، احتفال المنظمة العربية للسياحة بيوم السياحة العربي، وتكريم المرشدين السياحيين؛ تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للمرشد السياحي، بحضور سعادة ميثاء بنت سيف بن ماجد المحروقية وكيلة وزارة السياحة، وبمشاركة ممثلين عن المنظمة العربية للسياحة، والمسؤولين والمختصين بالوزارة، وممثلين عن مؤسسات ومنشآت القطاع السياحي بالسلطنة.

وألقت سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة، كلمة ترحيبية؛ قالت فيها: نعرب عن سعادتنا باستضافة السلطنة للاحتفال الرسمي بيوم السياحة العربي، والذي اختارت المنظمة العربية للسياحة تاريخ الرابع والعشرين من فبراير من كل عام يوماً للاحتفال به؛ إحياءً لذكرى ميلاد الرحالة العربي المغربي ابن بطوطة، أحد أشهر من دوَّن وكتب في تاريخ الرحلات على مر العصور؛ حيث يأتي الاحتفال بهذا اليوم استكمالاً لجهود وتوجهات المجلس الوزاري العربي للسياحة والمنظمة العربية للسياحة، نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، وتنسيق الجهود لتطوير القطاع السياحي في الدول العربية، وتنشيط السياحة العربية البينية عبر البرامج والفعاليات والترويج للوجهات السياحية في مختلف المدن العربية؛ بهدف الدفع بمسيرة التعاون والتكامل العربي في مجال السياحة إلى مزيد من التقدم والازدهار.

وأضافت سعادتها: اختارت المنظمة العربية للسياحة شعار "السياحة والتنمية المستدامة" للاحتفاء بهذه المناسبة؛ حيث تلعب السياحة دوراً مهمًّا في التنمية الحضارية والاقتصادية للمجتمعات الحاضنة لها؛ من خلال تطوير المشروعات والمنشآت والمنتجات السياحية، مع الأخذ بعين الاعتبار حرص المنظمة وتشجيعها ودعمها نحو تكثيف الجهود لصون الموارد والمقومات البيئية الطبيعية والمعالم التاريخية والموروثات الثقافية والمجتمعية؛ لضمان تحقيق التنمية السياحية المستدامة، ونحن في السلطنة ومن خلال توجهات وجهود الحكومة الرشيدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- نسعى دائما لتحقيق أهداف ومبادئ التنمية المستدامة في مختلف القطاعات الحيوية، والتي من بينها القطاع السياحي العماني؛ لذا كانت توجهات وزارة السياحة وتشريعاتها ومشروعاتها وخدماتها منسجمة مع هذا الإطار، لذا جاء اختيار السلطنة كعضو في لجنة السياحة والاستدامة بمنظمة السياحة العالمية في انعقاد جمعيتها العمومية بكولومبيا العام 2015، لذا كانت السلطنة حريصة على استضافة النسخة الثانية من فعاليات المؤتمر العالمي لمنظمة السياحة العالمية واليونسكو للسياحة والثقافة نهاية العام الماضي 2017.

وقالت سعادتها: تنعم السلطنة بإمكانات وموارد طبيعية وتاريخية وتراثية عديدة وثرية ومتنوعة؛ مما حدا بالحكومة الرشيدة بالبدء في الاهتمام بهذا القطاع، وحفظ مقوماته منذ مطلع السبعينيات، ومن ثم الانتقال التدريجي نحو الاستفادة من هذه المقومات والمنتجات من أجل تحقيق التنمية السياحية المستدامة، ومن أجل تعزيز جهود التنويع الاقتصادي؛ فكان البدء في تطبيق الإستراتيجية العمانية للسياحة في العام 2016، وما تبعه من مبادرات تنفيذية في القطاع السياحي تتويجا لهذا الاهتمام، ويعدُّ الحرص على الاستفادة من المنتج السياحي العماني الأصيل وتسويق التجربة السياحية العمانية العربية بمختلف تفاصيلها الحضارية والثقافية والبيئية والمجتمعية، علامة جودة فارقة سعت لها السلطنة.

وألقى سعيد بن حارب العبيداني المدير العام المساعد لتصنيف ومراقبة جودة المنشآت الفندقية والسياحية بوزارة السياحة، كلمة عن أبرز التطورات في مجال الإرشاد السياحي في السلطنة؛ قال فيها: إن تنظيم فعالية يوم السياحة العربي في هذا اليوم، وتخصيص جزء من فقراته للاحتفاء بالمرشدين السياحيين العمانيين، إنما يهدف لتسليط الضوء على أهمية مزاولة مهنة الإرشاد السياحي، والدور المقدر الذي يقوم به هؤلاء المرشدون، ومساهمتهم الفاعلة في صناعة السياحة بالسلطنة، فضلاً عن تشجيع المهتمين والدارسين في القطاع السياحي للعمل في مجال مزاولة مهنة الإرشاد السياحي، وانعكاس ذلك على فتح فرص عمل للمواطنين للعمل في هذا المجال المهم.

وأضاف العبيداني: إن العام 2017م شهد نموًّا جيداً في أعداد المرشدين السياحيين العمانيين؛ حيث رخصت الوزارة حتى نهاية عام 2017م (109) مرشدين سياحيين عمانيين مقارنة بـ41 مرشداً فقط في العام 2016م؛ منهم: 58 مرشداً عاماً، و41 مرشداً مكانياً، ومرشد واحد متخصص، و9 مرشدين مؤقتين. أما بالنسبة للغة الارشاد السياحي، فإنه يوجد 106 مرشدين مرخصين في اللغة الإنجليزية: 5 يتحدثون اللغة الألمانية، و3 اللغة الفرنسية، ومرشد واحد فقط يتحدث اللغة الإسبانية. أما من حيث المرشد المكاني، فقد تم ترخيص 37 مرشداً في محافظة ظفار، و3 مرشدين في محافظة مسقط، ومرشد واحد فقط في محافظة الداخلية، كما تم تجديد ترخيص عدد 46 مرشداً سياحياً عمانياً في العام 2017م.

تسهيلات دخول السياح

وأكمل العبيداني: إن تسهيل إجراءات دخول السياح من مختلف الجنسيات للسلطنة عن طريق التسهيلات المستحدثة، مؤخراً، في شأن التأشيرات السياحية بالتنسيق مع شرطة عمان السلطانية، لا شك سيسهم بشكل فاعل في تدفق مزيد من الافواج السياحية؛ مما يتطلب معه توفير فرص عمل للكثير من المرشدين العمانيين الذين يتحدثون مختلف اللغات التي تتوافق مع الزيادة المتوقعة من أعداد وجنسيات السياح القادمين للسلطنة، وهذا بلا شك يستدعي بذل المزيد من الجهد لترخيص وتأهيل أكبر قدر ممكن من هؤلاء المرشدين. وحرصاً من الوزارة على تسهيل إجراءات تقديم طلبات وتجديد تراخيص مهنة الإرشاد السياحي، فقد تم استحداث شاشة إلكترونية في نظام التراخيص السياحية الإلكتروني، أُعدت خصيصا لهذه الغرض، اشتملت على مجموعة من الحقول التي يتطلب تعبئتها من قبل المرشد ليتسهل على المختصين بالوزارة استكمال بقية الإجراءات المتعلقة بطلب ترخيص المرشدين السياحيين، كما أن آلية البت في طلبات المرشدين السياحين المقدمة للوزارة للحصول على ترخيص مزاولة هذه المهنة تتم عن طريق إجراء مقابلات شخصية لهؤلاء المرشدين مع لجنة مكونة من مختلف المؤسسات التعليمية؛ بحيث يتم اختبار قدرات المرشدين من حيث المعلومات المتعلقة بمدى إدراك مقدم الطلب بأساسيات مزاولة المهنة، وكذلك المعلومات التي يمتلكها عن مواقع الجذب السياحي حسب اللغة التي تقدم بها للحصول على الترخيص. وتود الوزارة أن تنتهز هذه الفرصة لمناشدة كافة المرشدين السياحيين ومكاتب تنظيم الرحلات السياحية للاستمرار في تقديم أعلى مستويات الجودة فيما يخص مزاولة مهنة الارشاد السياحي بما يتواكب مع التوجه العام للوزارة.

وألقى وليد علي أحمد الحناوي الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام والفعاليات بالمنظمة العربية للسياحة، كلمة المنظمة بمناسبة يوم السياحة العربي؛ قال فيها: تتوقع المنظمة العربية للسياحة أن يزور المنطقة العربية بحلول العام 2030 ما يعادل 195 مليون سائح أو ما يزيد بمعدل ثلاث مرات على الأعداد الحالية للسياح إلى المنطقة العربية، والتي كانت بحدود 73 مليون سائح، مؤكداً لكم أن السياحة صناعة كبرى ومورد اقتصادي مهم؛ حيث إنه جاب العالم خلال عام 2017 أكثر من مليار ومائتي مليون سائح؛ مما يعطينا دلالة ومؤشراً بمدى أهمية تنمية السياحة البينية العربية والدولية وتطويرها؛ لما لها من مردود اقتصادي مباشر على الدول العربية وشعوبها؛ مما ينمي مجتمعاتها المحلية ويثري قاعدتها.

وأضاف وليد الحناوي: تأتي احتفالية هذا العام تحت شعار السياحة والتنمية المستدامة، والتي تعتبر من أهم مفاهيم الصناعة السياحية وأعمق أنواعها؛ حيث تمثل السياحة البديلة والسياحة المسؤولة، والتي بموجبها تجعل صناعة السياحة ضمن تنمية مستدامة ذات تأثيرات إيجابية في خدمة التنمية المحلية دون التأثير على البيئة والمجتمع والاقتصاد؛ حيث تعتبر صناعة السياحة واستدامتها ضرورة، وليست ترفاً كوسيلة لتنمية دائمة وإيجابية للمجتمعات تعنى بتنظيمها وفق مخططات سياحية رشيدة، ودفعها لتطبيق مبادئ التنمية؛ حيث يمكن للسياحة الإسهام إسهاما مباشرا وغير مباشر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015 بهدف حماية كوكب الأرض وضمان المساواة بين جميع الشعوب ورفاهيتهم. ويسرني باسم أسرة السياحة العربية أن نتقدم لسلطنة عُمان بأسمى آيات الشكر والتقدير على انطلاقة احتفالية يوم السياحة العربي من مدينة مسقط هذا العام، مقدرين الجهود التي تبذلها السلطنة لدعم السياحة العربية من خلال جهود وزارة السياحة.

واشتمل برنامج الحفل على عدد من الفقرات والفعاليات التي جسدت ذكرى الرحالة العربي ابن بطوطة؛ حيث يأتي الاحتفال بيوم السياحة العربي في 24 فبراير من كل عام احتفاءً بتاريخ مولده بمدينة طنجة المغربية في مثل هذا اليوم من العام 1304م، والذي استغرقت رحلاته قرابة الثلاثة عقود وطاف فيها معظم الدول العربية من المغرب إلى المشرقن إضافة لبلاد الأندلس وأواسط إفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا...وغيرها، وكتب عن هذه الرحلات في كتابه الشهير "تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، كما تم تقديم عرض يوضح زيارة الرحال الشهيرة إلى السلطنة، ووصفه للمقومات البيئية الطبيعية والعادات المجتمعية للمدن العمانية التي زارها.

مفتاح السياحة العربية

وشهد الحفل منح معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، مفتاح السياحة العربية للعام 2018م، وهو الشخصية الثانية على مستوى الوطن العربي الذي يحصل على هذه التكريم بعد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية؛ حيث تسلمت سعادة ميثاء بنت سيف بن ماجد المحروقية وكيلة وزارة السياحة، مفتاح السياحة العربية نيابة عن معاليه. كما شهد الحفل تكريم الدكتورة دينا الظاهر مديرة إدارة النقل والسياحة بجامعة الدول العربية بمنحها جائزة ابن بطوطة للعام 2018م؛ تقديراً لجهودها في مجال تطوير صناعة السياحة العربية من خلال تعاونها مع المنظمة العربية للسياحة وكافة الوزارات والهيئات العربية المعنية بهذه الصناعة. وتضمن الحفل كذلك عروضاً تبرز أهم المعالم الحضارية والسياحية في الدول العربية، هدفت لتسليط الضوء على الجهود القائمة لتنشيط السياحة العربية البينية وتطوير القطاع السياحي في الدول العربية عبر البرامج والفعاليات المختلفة التي تأتي ضمن أهداف المجلس الوزاري العربي للسياحة والمنظمة العربية للسياحة الرامية لتعزيز التعاون العربي المشترك وتكامل الجهود لتطوير القطاع السياحي في الدول العربية. كما تقديم فقرات فنية لأهم الفنون التقليدية العُمانية والتي بدورها عكست جانباً مما تتميز به السلطنة من موروث ثقافي أصيل يثري الجانب السياحي؛ حيث يتم الاحتفال هذا العام بيوم السياحة العربي تحت شعار "السياحة والتنمية المستدامة"؛ بهدف التأكيد على تطبيق مبادئ التنمية المستدامة في مختلف الوجهات والأنماط السياحية؛ بما يضمن استدامتها مع صون وحفظ المكونات البيئية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة والمميزة لكل بلد.

وتضمن الاحتفال بيوم السياحة العربي فقرة لتكريم المرشدين السياحيين العُمانيين تقديراً لجهودهم ومساهمتهم الفاعلة في القطاع بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرشد السياحي، والذي يصادف 21 من فبراير من كل عام، كما تم تقديم عرض لأهم الجهود التي تقوم بها الوزارة في هذا الجانب، ودور المرشدين السياحيين في إبراز الصورة الحقيقية لمناطق الجذب السياحي.. ويأتي هذا الاحتفال لتسليط الضوء على أهمية مهنة الإرشاد السياحي ودورها الرئيسي في تنمية المجتمعات السياحية، فضلاً عن تشجيع المهتمين والدارسين في القطاع السياحي على مزاولة العمل في مجال الإرشاد.

وعلى هامش الاحتفال بيوم السياحة العربي، افتتحت سعادة وكلية وزارة السياحة المعرض المصاحب الذي شاركت به عدة جهات معنية ومختصة وأكاديمية ومؤسسات طلابية، عرضت المبادرات والمشاريع التي قدمتها في مجال تطوير الجوانب المتعلقة بالقطاع السياحي، كما شاركت بالمعرض المصاحب شركات أهلية مساهمة في القطاع، وفرق تطوعية تقوم بدور ريادي في مجال الترويج والوعي السياحي في المحافظات. ويأتي المعرض المصاحب بهدف التعريف باليوم العربي للسياحة، وإشراك وإبراز المؤسسات الطلابية والشركات الأهلية في تنمية القطاع السياحي، وتنمية المهارات والخبرات لدى المشاركين.

تعليق عبر الفيس بوك