حطيني يُصدر قصائد قصيرة جداً

...
...
...


عن دار نينوى في دمشق، صدرت للدكتور يوسف حطيني مجموعتان شعريتان أولاهما بعنوان "بنفسجة في سحابة" (لوحة الغلاف للفنان محمود خليلي) وثانيتهما بعنوان "نجمة في سماء الجليل" (لوحة الغلاف للفنان غازي نعيم)، وتضمّ كلّ مجموعة مئة قصيدة قصيرة جداً. وإذا كان الكاتب قد كتب القصة القصيرة جداً ونظّر لها في كتب متعددة؛ فإنّه لم يحاول التنظير للقصيدة القصيرة جداً؛ ذلك أنّها موجودة بشكل أو بآخر في مقطّعات الشعر قديمه وحديثه. غير أن ثمة سمات مشتركة تسم مجموعة القصائد الموجودة في المجموعتين هي الوحدة العضوية للقصيدة والبناء الهرمي الذي يقود غالباً إلى مفارقة تسعى إلى إحداث الإدهاش بالإضافة إلى ما يتوفّر في الشعر عادة من التجاور غير المألوف للمفردات والصورة الموحية وغير ذلك. إنّها نصوص إبداعية يطرحها المؤلف على سؤال النقد. ومن أجواء مجموعة "بنفسجة في سحابة" قرأنا:
وحين تغربتِ عنّيَ ما قلتُ يا ليتنا..
وحين تناءيْتِ خلفَ الغيابِ هناكَ
جمعتُ نثارَ حروفِكِ حتّى تكوني هنا
وخبّأتُ ذكرى أنامِلِكِ الخُضْرِ
بينَ تجاعيدِ وجهيَ
حتى أعيدَ الرّبيعَ إلى الميجنا
وصرتُ إذا شفّني الوجدُ هجْراً
وضعتُ يدي فوقَ تلكَ التّجاعيدِ
كي أتلمَّسَ ذكرى لَنا..
كأنَّ ذراعيّ حقّاً جناحاكِ.. قلبَكِ قلبي..
كأنَّ ضفافَكِ جرحي وفيضُ حروفي
وطِيبُ الجنى..
كأنّكِ أنتِ.. أنا
ومن أجواء المجموعة الثانية المعنونة بـ "نجمة في سماء الجليل" نقرأ:
عَلَى غَيْرِ عادهْ
أتيتَ إليّ تمسّد شَعْري
وخبّأتَ رأسكَ
بينَ جِراحَاتِ صَدْري
عَلَى غَيْرِ عادهْ
فَرِحْتُ بِحُلْمِي قَلِيلاً..
وقَبّلْتُ حُزْنَ الوِسَادَه

تعليق عبر الفيس بوك