الدين الحياة

قبسات من فكر سماحة الشيخ الخليلي (1)

(1)    علاقة المعصية بشفافية القلب
"القلب كالمرآة يشاهد الإنسان منه الحقائق النافعة والضارة، ولكن عندما يقع في المعصية، فإنها تُحجب عنه المشاهدة؛ بسبب النكت السوداء، التي تعلو القلب حتى يظلم بسببها، إلا أنه عندما يتوب، وينزع عن معصيته تلك، ويستغفر الله يصقل قلبه، وتعود إليه الشفافية، فتنكشف له الحقائق، ولكن عندما يعود تعود، وعندما يستمر تعلو هذه النكتة القلب فتنتشر فيه حتى تغطيه، وتحجب عنه النور، وعندئذٍ يكون الران وذلك الذي ذكره الله تعالى في قوله: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [المطففين: 14]. (الدين الحياة: ص 207).

(2)    مقتضيات محبته - صلى الله عليه وسلم -
"إنَّ حُبَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - عقيدة راسخة في نفوس المؤمنين، تقتضي التكيف وفق مطالب دعوته والارتباط بمعاقد ملته؛ ولذلك لم يكن كحب غيره مجرد عاطفة، لا تكاد تشتعل حتى تخبو، ولا تثور حتى تغور، ولا تبرز حتى تختفي، وإنما حبه - صلى الله عليه وسلم - يمتلك شغاف قلوب المؤمنين؛ ليصوغ حياتهم صياغة محكمة دقيقة بحسب مقتضيات سنته؛ حتى تكون حياته ! هي المصدر الوحيد لإلهام المؤمن في حياته". (الدين الحياة: ص 11).

(3)    الإيمان المطلوب
"الإيمان المطلوب هو الإيمان العميق الذي يتحرك في كل نبضة من نبضات الإنسان، فيوجه كل حركة من حركاته الباطنة والظاهرة، إن هذا الإيمان هو الذي يقود الإنسان إلى سلامته في الدنيا وسعادته في العقبى، وهو الذي يحدد له المنهج الصحيح الذي يجب أن يلتزمه في حياته، وهو الميزان الحق الذي يميز به بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وبين النافع والضار، وبين الصالح والفاسد". (الدين الحياة: ص 34).

(4)    عندما استمسك المسلمون بإسلامهم
"في وقت من الأوقات كان الشاب النصرانيّ والفتاة النصرانية يعتزان عندما يرددان بلسانيهما بعض الكلمات التي يلتقطانها من أفواه المسلمين كـ (السلام عليكم)، أو (مع السلامة)، أو (في حفظ الله)، أو (في أمان الله)، أو أمثال هذه الكلمات، وهذا مما حُفِظَ عندما كانت الأندلس إسلامية، فقد كان القوم يحاولون الإتيان بهذه الكلمات وتردادها على ألسنتهم؛ اعتزازًا منهم بتشبههم بالمسلمين وانقلب الأمر بخلاف ذلك، فالآن يردد المسلم الكلمات الإنجليزية أو الفرنسية؛ حتى يظهر نفسه بمظهر المتقدم المتحضر". (الدين الحياة: ص 68 ـ 69).

(5)    الصلاة من أعظم العبادات
"ما أروع ذلك المشهد الذي يجمع شتات الناس في ظل العبودية لله – سبحانه -، تصطف صفوفهم بين يديه، متراصين في وقفتهم، منتظمين في حركاتهم، وقد تحطمت بينهم جميع الفوارق المصطنعة، وتطايرت عنهم جميع النعرات المختلفة، يقف الغني والفقير، والقوي والضعيف، والحاكم والمحكوم، جنبًا إلى جنب، لا يعظمون غير الله، ولا يبتغون إلا وجهه، تخِرُّ له جباههم ساجدة، وتنحني له ظهورهم راكعة، وتذل له رقابهم صاغرة، لا يستجيبون إلا لداعي الله، ولا يلتفون إلا على مائدة عبادته، يداوون بها نفوسهم من غرورها، ومن سائر عيوبها وشرورها". (الدين الحياة: ص 445).

(6)    الشريعة الإلهية
"شريعة الله جاءت بما يشفي الغليل، ويروي الصدى، ويكشف الغمة، ويزيل اللبس، ويرفع عن هذه الأمة الآصار والأغلال التي كانت على الأمم السابقة، وهي تتسع لكل دقيقة وجليلة". (الدين الحياة: ص 344).

(7)    حب الله – عـزَّ وجلَّ - وحب رسوله - صلى الله عليه وسلم -
"القلوب تتعاطف بعد تباعدها، والنفوس تتآلف بعد تنافرها، جمع شملها حب الله وحب رسوله؛ فالتقت على نصرة الحق، والوقوف صفًا في وجه الباطل الكريه، وما كان لها أن تتطهر من تلك الرواسب الجاهلية لولا أن تدفق عليها معين القرآن الطهور المدرار، فاجتاح أرجاسها، واقتلع جذور الحَميّة الجاهلية منها، فعادت وكأنما أُنشأت من جديد، من طينة عجنت بسلسبيل القرآن والإيمان". (الدين الحياة: ص 250).

(8)    مفارقة عجيبة
"كل ما يسبح فيه الإنسان من آلاء، ويحيط به من نعم هو من فيض كرم الله المدرار، ولئن كان الكون بأسره: سماؤه وأرضه، علويه وسفليه، ظاهره وباطنه، ملكه وملكوته يُسَبِّح بحمد الله، ويسجد خاضعًا لجلاله فما لهذا الإنسان يشذ عن نظامه، فلا يستجيب لداعي الله، ولا ينقاد لأمره، مع عظم افتقاره إليه، وعدم استغنائه في أي لحظة من لحظاته عن أقل جزئية من جزئيات ألطافه". (الدين الحياة: ص 263).

(9)    ثمرة الرحمة بين المؤمنين
"الذين آمنوا عندما يتوادون ويتراحمون ويتعاطفون يكونون بمثابة الشخص الواحد في انسجام مشاعرهم، واتحاد وجهتهم؛ حتى تكون نفوسهم كنفس واحدة، وبصيرتهم كبصيرة واحدة، ولذلك يكونون قوة لا تقهر في وجه أعدائهم، وبهذا يكونون من حزب الله الغالبين". (الدين الحياة: ص 63 ـ 64).

(10)    علاقة الشعائر الدينية بالوحدة الإسلامية
"الشعائر الدينية في الإسلام من أبرز العوامل وأقوى الوسائل للتآلف، والترابط، والتواد، والتعاطف بين أفراد الأمة المسلمة الذين يدينون بهذه الشعائر، ويمارسونها بأمانة وإخلاص نابعين من الشعور بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى". (الدين الحياة: ص 439).

تعليق عبر الفيس بوك